الوطن

كل المنتجات ارتفعت أسعارها والتاجر لا يتحمل مسؤوليتها !!

النشاط التجاري يعيش الفوضى على كل المستويات، بولنوار لـ" الرائد":

مخزون الموارد المستوردة يكفي حتى ماي المقبل وأي ندرة قبل ذلك هي مضاربة 

 

أكد أمس رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الطاهر بولنوار أن  معضلة النشاط التجاري في الجزائر لا تتعلق فقط بارتفاع الأسعار والمضاربة التي تحدث كل فترة، معتبرا ان التجار يعانون أيضا بسبب نقص التكوين والعجز الموجود في عدد الأسواق والمساحات التجارية المستغلة وهي إشكاليات باتت تؤثر على الأسعار مشيرا أن رؤساء اللجان المهنية التابعة لعدد من النشاطات التجارية بصدد أعداد لائحة انشغالات ترفع لوزير التجارة من أجل النظر في هذه المشاكل التي يتخبط فيها التجار والتي أن تم معالجتها ستنعكس لا محال على وضع الأسواق والاسعار.

أكد بولنوار في تصريح لـ "الرائد" أنه تم أمس الأول عقد اجتماع تنظيمي لرؤساء اللجان المهنية منها المواد الغذائية العامة، الهواتف والالكترونيات، الأثاث، الخضر والفواكه، المخابز، الحرف والصناعات التقليدية، الخدمات السياحية، الخزف وسيارات الأجرة حيث تم خلال هذا اللقاء طرح المشاكل التي يعاني منها مهنيو هذه النشاطات وحصرها تحضيرا لمراسلة وزارة التجارة وباقي الوزارات المعنية من اجل معالجتها بشكل يسمح بتنظيم هذه النشاطات.

 

تكوين لصالح التجار في التقنيات الحديثة للتخلص من التعاملات التقليدية 

 

ومن بين أهم ما تم الاتفاق عليه يؤكد بلنوار هو وضع برنامج تكويني لصالح أصحاب النشاطات التجارية والحرف حيث قال بولنوار ان العديد من التجار والحرفيين لا زالوا يتعاملون بالطرق التقليدية ولا يتحكمون في تكنولوجيات الإعلام والاتصال والتكنولوجيات الحديثة الي باتت تستخدم في التجارة الأمر الذي يخلق صعوبات لديهم، مشيرا ان هذا البرنامج التي وضعته الجمعية سيسمح بتكوين أولي لهؤلاء التجار خاصة قبل بدء التعامل بتقنيات الدفع الإلكتروني على مستوى المحلات التجارية والمساحات الكبرى مشيرا ان هذا البرنامج سيعطي فكرة وابجديات أولية لهؤلاء التجار حتي لا يكونوا ضحية احتيال من طرف البعض وتكون لهم فكرة عن هذا النظام الجديد في الدفع.

 

التجار مستعدون لإنجاز الأسواق من أموالهم الخاصة 

 

من جهة أخري تحدث بولنوار عن عجز كبير في عدد الأسواق التجارية في حين توجد العديد من المساحات التجارية التي لا تزال غير مستغلة وأسواق اخري مستغلة غير انها ليست مؤهلة وهنا طالب بولنوار الولاة بتخصيص قطع ارضة لإنجاز الأسواق مبديا استعداد التجار التكفل بمصاريف الانجار من أموالهم الخاصة  لتغطية العجز المسجل والمقدر بحوالي 1000 سوق، شرط ان تمنح لهم المساحات المناسبة بالقرب من المناطق العمرانية والتجمعات السكانية، مشيرا ان انجاز العدد الكافي من هذه الأسواق سيساهم في التقليص من الأسواق الموازية والتجارة الفوضوية بالإضافة الى فتح مناصب شغل كثيرة خاصة أن اغلب التجمعات السكانية المنتشرة عبر 1541 بلدية تفتقد إلى أسواق جوارية تصل حد افتقاد بلديات بأكملها لوجود سوق جواري على مستواها، و هو الأمر الذي سيساهم أيضا في الحفاظ على استقرار الأسعار.

 

كل المنتجات ارتفعت أسعارها والتاجر غير مسؤول 

 

وفيما يخص الأسعار أبرز بولنوار، أن ارتفاع الأسعار بداية السنة مس كل المواد باستثناء المواد المدعمة والمسقف سعرها، مرجعا ذلك إلى تقليص الاستيراد وهبوط قيمة الدينار بالمقارنة مع سنة 2017 أمام زيادة الطلب ونقص الإنتاج وأيضا ما يسمى ارتفاع تكاليف النقل خاصة بعد ارتفاع أسعار الوقود وقال بولنوار أن الزيادات تراوحت بين 25 و30 بالمائة في أسعار كافة المواد المستوردة وغير المدعمة، بالإضافة على زيادات تراوحت بين 10 و15 بالمائة في المنتجات المحلية، معتبرا أن هذه الزيادات لا يمكن تبريرها بقانون المالية وعلى المنتجين تقديم مبررات أكثر أقناعا، أما فيما يخص الإجراءات التي تحدثت عنها وزارة التجارة من اجل مراقبة ومنع هذه الزيادات عبر ارسال فرق مراقبة قال بلنوار ان الوزارة تتحدث عن مراقبة الأسعار المدعمة والمقننة لأنها لا تملك أي صلاحيات للتدخل ومنع الزيادات في أسعار باقي المنتجات لان السوق حر ويخضع فقط لقاعدة العرض والطلب.

 

مخزون الموارد المستوردة يكفي حتى ماي المقبل واي ندرة قبل ذلك هي مضاربة 

 

من جهة أخري كشف بولنوار بأن الجمعية قد طالبت خلال اللقاء الأخير الذي جمعها بوزير القطاع بمرافقة المنتجين المحليين لمختلف المواد الممنوعة من الاستيراد وتشجيعهم، من أجل مضاعفة الإنتاج حتى يتم تفادي وقوع الندرة في السوق، وتحسين النوعية، من أجل ضمان استقرار الأسعار، مضيفا أنه وفي تقدير الجمعية فان مخزون المواد المستوردة في 2017، التي شملها قرار الحكومة بمنع استيرادها من الخارج، خلال السنة الجارية 2018، كاف لتلبية الطلب إلى غاية بداية فصل الصيف المقبل ما يعني أن السوق لن يعاني أي ندرة حتي نهاية ماي واي ندرة ستكون بسبب المضاربة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن