الوطن
مخزون الدم سريع التلف والاستمرار في التبرع طول السنة هو المطلوب
رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث مصطفى خياطي لـ"الرائد":
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 جانفي 2018
أكد، أمس، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث، مصطفى خياطي، أن أزمة النقص ببنوك الدم عبر أغلب المستشفيات تحولت لإشكالية مزمنة، معتبرا أن الاهتمام بالجانب التحسيسي وتوعية المواطن فيما يخص عمليات التبرع بالدم يجب أن يكون دائما وغير مناسباتي، وذلك عبر إجراءات مدروسة من وزارة الصحة حتى نتمكن من إنشاء مجتمع متبرعين دائمين.
مصطفى خياطي، وفي تصريح لـ"الرائد"، أوضح أن المرضى وحتى الأطباء يعانون بسبب نقص الدم ببنوك الدم، خاصة بالنسبة للفصائل النادرة، ما يخلق صعوبات تعرض حياة المرضى للخطر، وهنا ألح خياطي على ضرورة أن تهتم وزارة الصحة بالجانب التحسيسي وتوعية المواطن فيما يخص عمليات التبرع بالدم، بشكل دائم وعلى مدار السنة، وأن لا تقتصر عمليات التحسيس على مناسبات معينة، خاصة أن ثقافة التبرع بالدم حتى وإن تحدثت الأرقام عن نسب مرتفعة فإنها تبقى غير مترسخة في المجتمع الجزائري.
فأغلب المتبرعين، يضيف خياطي، يتبرعون لصالح أهلهم وأقاربهم وهم من المتبرعين غير الدائمين، حيث بات التبرع يقترن بالحوادث والكوارث فقط، في حين أن هناك مرضى يحتاجون للدم طول السنة، على غرار مرضى السرطان ومرضى فقر الدم ومرضى الكبد. وأضاف المتحدث أن الاستمرار في التبرع مطلوب بما أن مخزون الدم ومشتقاته سريع التلف، حيث أشار خياطي أن مدة صلاحية أكياس الدم يجب ألا تتجاوز الشهر، في حين لا تتجاوز مدة صلاحية صفائح الدم التي يتم تخصيصها لمرضى السرطان وفقر الدم 5 أيام فقط، ما يعني أن المخزون يجب أن يتجدد، وهو ما يفسر لجوء بعض المستشفيات لإجبار المرضى على إحضار أكياس الدم بأنفسهم وإيجاد متبرعين، مشيرا أن هذا الإجراء كان بديلا يتم تعويض النقص من خلاله، ليتحول إلى إجراء دائم فرضته الأزمة الموجودة على مدار السنة ببنوك الدم بأغلب المستشفيات.
• وضع مزايا وخدمات صحية استثنائية للمتبرعين بالدم قد يرسخ هذه الثقافة
من جانب آخر، انتقد خياطي احتكار الوكالة الوطنية للدم عمليات التبرع، ما أصبح يسبب عجزا، مشيرا أن جميع الجهود يجب أن تتضافر في هذا السياق، وذلك عبر تكثيف عمليات التبرع بشكل يسمح بالوصول إلى متبرعين دائمين من أصحاب الفصائل النادرة.
وقال خياطي أنه على وزارة الصحة تطبيق الإجراءات التي سبق وتحدثت عنها وتنظيم عملية التبرع بالدم في الجزائر من خلال وضع قاعدة بيانات، يتم عبرها جرد عدد المتبرعين بالدم خاصة من أصحاب الزمر النادرة، وإنشاء بطاقات مع الاحتفاظ بأرقام هواتفهم للاتصال بهم في وقت الحاجة، وتحفيزهم على التبرع من خلال مزايا استثنائية وخدمات تفضيلية عبر المستشفيات، حيث قال خياطي: "رغم أن التبرع بالدم يعد فعلا إنسانيا، إلا أن تحفيز المتبرع أمر مطلوب خاصة أن عزوف عدد من الجزائريين عن التبرع بالدم يتعلق أحيانا بسوء ظروف الاستقبال بمراكز التبرع وعدم التكفل الجيد بالمتبرع"، ليكشف أن المستشفيات تعتمد على سجلات للمتبرعين تتم الاستعانة بها في وقت الحاجة، غير أن عدد هؤلاء المتبرعين لا يتعدى الشخصين في كل مستشفى، وهذا عدد غير كاف ولا يلبي المتطلبات.
س. ز