الوطن

"أزمة " في بنوك الدم بالجزائر !!

عدد المتبرعين لا يغطي الاحتياجات وتجديد المخزون يجب أن يكون دوريا

10 بالمائة من الجزائريين فقط من يملكون زمر دم نادرة

 

تعاني بنوك الدم بأغلب المؤسسات الاستشفائية في الجزائر نقصا كبيرا. فرغم الإحصائيات التي تتحدث عن نسب قياسية في التبرع بالدم بالجزائر، إلا أن ذلك يبقى غير كاف ولا يغطي حاجيات المستشفيات التي تضطر لإجبار المرضى على توفير أكياس الدم بأنفسهم، ما جعل الجزائريين يتسولون "الزمر الدموية" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يرهن في الكثير من الأحيان حياة المرضى ويعطل العديد من العمليات الجراحية، خاصة إذا تعلق الأمر بالزمر النادرة.

ويكشف القائمون على مراكز حقن الدم بأغلب المستشفيات أن بنوك الدم دائما ما تعرف نقصا حادا في الزمر الدموية النادرة، الأمر الذي يدفع بالكثير من المصالح، وخاصة مصلحة الجراحة العامة، إلى تأجيل العمليات الجراحية لعديد المرضى، في انتظار الحصول على الكميات الواجبة من الدم من المتبرعين، وعادة ما يطال النقص الزمر الدموية النادرة خاصة السلبية منها، عكس الزمر الإيجابية التي تكون متوفرة. ويؤكد العديد من الأطباء أن مشكل بنوك الدم لا يتعلق بالكميات القليلة التي لا تغطي حاجيات المستشفيات وفقط، وإنما يتعلق الأمر حتى بحفظ هذه الأكياس من الدم.

فمدة الحفظ يجب ألا تتعدى الشهر، في حين لا تتجاوز صلاحية الصفائح الدموية الخمس أياما، ما يعني أن مخزون الدم في كل مستشفى يكفي لشهر واحد فقط، ويجب أن يتجدد كل مرة، وهو ما يضاعف حاجة المستشفيات في ظل وجود أعداد قليلة للمتبرعين الدائمين من الدم وعدد محدود من المتبرعين بالزمر النادرة.

 

مرضى مجبرون على تجديد مخزون الدم بالمستشفيات.. والمقابل حياتهم!

 

ومن بين الطرق التي تتخذها المستشفيات لتوفير أكياس الدم هو أجبار أهل المريض على التبرع حتى وإن كانت زمرة دم الأقارب لا تتناسب مع زمرة المريض، فالمهم بالنسبة للقائمين على بنوك الدم هو تجديد المخزون وحسب، بل أن أغلب المستشفيات عادة ما تطلب من المتبرعين من أهل المريض ضعف الكمية التي يحتاجها هذا الأخير، وعادة ما يبرر الأطباء مسألة إجبار المرضى على التكفل بإحضار كيسين أو ثلاثة من الدم كشرط أساسي لإخضاعهم لأي عملية جراحية كأمر ضروري وعادي، من أجل التمكن من تجديد مخزون بنك الدم الموجود على مستوى المؤسسات الاستشفائية، خاصة أن الكمية المتبرع بها تبقى غير كافية للتكفل باحتياجات جميع المرضى، باعتبار جزء كبير منها يخصص للحالات الاستعجالية، فيما توزع البقية على بقية المستشفيات.

 

حملات التبرع بالدم مناسباتية والتبرع لصالح الأقارب يتصدر الحالات

 

وبالنظر للأزمة الدائمة ببنوك الدم بالجزائر، تبقى إجراءات وزارة الصحة والحملات المناسباتية التي تراعها من أجل التحسيس بأهمية التبرع بالدم غير كافية، حيث لم تتمكن الوزارة من استحداث نظام أكثر نجاعة لتسيير عمليات التبرع بالدم وخلق متبرعين دائمين، خاصة ممن يملكون الزمر النادرة، في وقت لا يزال التبرع لصالح الأقارب يتصدر حالات التبرع مقارنة بالمتبرعين الدائمين الذين يبلغ عددهم 100 ألف متبرع فقط حسب آخر الإحصائيات.

 

10 بالمائة من الجزائريين فقط من يملكون زمر دم نادرة

 

وتشير أرقام الوكالة الوطنية للتبرع بالدم أن 40 بالمائة من الجزائريين يحملون فصيلة الدم "0+"، فيما يقدر عدد الجزائريين من الفصيلة النادرة للدم (o-) بما يعادل 300 ألف جزائري، ما يضع حياتهم في خطر إذا لم يجدوا من يتبرع لهم بنفس نوع الفصيلة من الدم. وتتحدث هذه الأرقام أن ما مجموعه 40 بالمائة من الجزائريين يشتركون في نفس نوع فصيلة الدم والمتمثلة في (0+)، فيما يقدر مجموع الجزائريين ممن يحملون الزمرة (A+) بـ 30 بالمائة، فيما يحمل 15 بالمائة من الجزائريين فصيلة الدم (B+)، ما يعني أن 85 بالمائة من الجزائريين يتمكنون من الحصول على متبرع لهم، في حين يطرح إشكال نقص المتبرعين بالدم من نوع فصيلة (A-) و(0-)، حيث تؤكد الأرقام أن 10 بالمائة من الجزائريين فقط يملكون هذه الزمرة من الدم النادر، بما يعادل 300 ألف جزائري، ستكون حياتهم في خطر بسبب نقص مخزون الدم لهذه الزمرة الحساسة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن