الوطن

انفلات بالأسوق والزيادات العشوائية تسبق القانون ؟!

قبل 24 ساعة من دخول السنة الجديدة وتفعيل بنود قانون المالية

طوابير على محطات الوقود والجزائريون يخزنون "التبغ"!  

 

لم تتحرك الحكومة عشية دخول قانون المالية 2018 من أجل ضبط وتحديد المنتجات التي ستمسها الزيادات التي تضمنها القانون ما جعل الأسواق تعيش الفوضى على وقع زيادات عشوائية مست أغلب المنتجات وبنسب غير مدروسة وغير مبررة سواء على مستوى تجار الجملة أو التجزئة.

وتعرف الأسواق قبل 24 ساعة من دخول قانون المالية حيز التطبيق فوضى حقيقة حيث لم يفهم اغلب المواطنون ان كانت الزيادات التي عرفتها العديد من المنتجات الأيام الأخيرة هي زيادات استباقية فرضها بعض التجار تبعا لما سيحمله قانون المالية من زيادة أم أنها زيادات أولية ستضاف لها زيادة اخري بعد دخول النص حيز التطبيق، خاصة وان الوزرات الوصية المسؤولة عن تحديد المنتجات والقطاعات التي تشملها الزيادات التي جاء بها القانون لم تتحرك لوضع المواطن والتاجر في الصورة ووضع على الأقل نسب تقريبية لتأثير زيادة الوقود على أسعار السلع وأسعار النقل وبعض المنتجات ما فتح الباب أمام الفوضى والمضاربة وجعل المواطن رهينة بارونات السوق.

 

المواد الغذائية ... أكثر المواد التي تأثرت بالزيادات

 

وتعد المواد الغذائية من بين أكثر المواد التي تأثرت بالزيادات العشوائية وبالفوضى التي تعرفها الأسواق فأسعار هذه الأخيرة ارتفعت بشكل كبير حتى قبل حلول السنة الجديدة ودخول نص القانون حيز التطبيق، وكانت في المقدمة الأجبان ومشتقات الحليب حيث عرفت الأسعار أمس في المحلات بالعاصمة ارتفاع بين 5 و10 بالمائة شأنها شأن أسعار المعجنات التي زادت بـ 5 إلى 10 دينار في المنتج الواحد، وقد عرفت المواد التي منعت من الاستيراد قفزة جنونية في الأسعار سواء المنتجات التي بقي منها مخزون أو تلك المحلية على غرار البسكويت والشكولاتة والمايونيز والمواد المعلبة كالخضر الجاهزة والتونة والصلات والمايونيز حيث ارتفعت كل هذه المنتجات بنسب تتراوح بين 5 و15 بالمائة، أما البقوليات فالارتفاع كان جنوني حيث وصلت أسعار الحمص والعدس والفاصولياء حدودا غير معقولة بالإضافة على ارتفاع في أسعار الزيت وصلت إلى 10 دنانير وأسعار القهوة والطماطم المصبرة والحفاظات وحليب الأطفال وحتى مواد التنظيف المنزلية والصابون وكل أنواع الشامبو.

 

أسعار النقل ترتفع دون تعليمة من الوصاية 

 

هذا ولم تقتر الزيادات العشوائية في الأسعار على المنتجات فقط فحتي الخدمات ارتفعت أسعارها بشكل عشوائي فأسعار النقل عرفت فوضى وتذبذب في العديد من الخطوط اين سارع الناقلون الخواص 24 ساعة قبل حلول السنة الجديدة لإضافة 5 دنانير في الخطوط القصيرة و10 دنانير على الخطوط البعيدة كزيادات عشوائية بما أن وزارة النقل لم تفصل بعد في الزيادة ولم تعطي تعليمة او نسب حتي يبدا الناقلون في تطبيقها وقد اعتبر البعض ان التأخير المتعمد من طرف الوصاية هو ما فتح المجال للفوضى مشيرين انه من المفروض ان نسب الزيادات قد ضبطت على الأقل منذ أسبوع حتي يكون المواطن في الصورة وكذا الناقلون.

 

طوابير على محطات الوقود والجزائريون يخزنون "التبغ"!  

 

من جانب اخر حاول العديد من الجزائريين استغلال الساعات الأخيرة من سنة 2017 من أجل الاستفادة من الأسعار القديمة حيث عرفت جل محطات  الوقود اكتظاظا كبيرا لمواطنين أرادوا تعبئة خزنات سيارتهم بالوقود بأسعاره القديمة وقد أدت هذه الطوابير لاكتظاظ في الطرقات عشية دخول 2018 كما دفع الإقبال الكبير للمواطنين من اجل تعبئة سياراتهم بالوقود إلى نفاذ كميات الوقود ببعض محطات نفطال، وليس فقط الوقود الذي حاول الجزائريين استغلال الساعات الأخيرة للاستفادة من أسعاره فحتي التبغ عرف اقبال كبير من المدخنين كون هذه المادة ستعرف هي الأخير ارتفاعا بداية من السنة الجديدة رغم انها شهدت زيادات عشوائية الفترة الأخيرة الا ان هذه الزيادات ستضاف لزيادة رسمية اخري ستكون بداية من الفاتح من جانفي بعدما تم إقرار زيادات بـ 10 من المئة كضرائب على رقم أعمال شركات التبغ، مما سيجعل الأخيرة ترفع سعر التبغ في سوق التجزئة بنسب قد تفوق الـ10 بالمائة في السعر.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن