الوطن
قارورات خطيرة لـ "غاز البوتان" بمليون سنتيم؟!
تحولت لأجهزة نادرة في محطات نفطال ما فتح المجال أمام المضاربة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 ديسمبر 2017
أصبح من الصعب على الجزائريين اقتناء قارورات الغاز حيث باتت هذه الأخيرة عملة نادرة في محطات نفطال في حين أن ما هو متوفر فان أسعاره قاربت المليون سنتيم للقارورة الواحدة لدي مضاربين ينشطون عبر مواقع إلكترونية مخصصة في البيع والشراء، والأخطر من ذلك أن أغلب القاروارات التي يعرضونها للبيع هي منتهية الصلاحية ومهترئة على غرار تلك التي يتم تداولها للتعبئة بمحطات نفطال ما يضع حياة الجزائريين في خطر حقيقي.
وتعرف قارورات الغاز التي كانت توجه للبيع هذه الفترة ندرة خانقة حيث توقفت جميع وحدات نفطال عن بيع هذه القاروارات للخواص وهو ما فتح الباب أمام المضاربة حيث وصل سعر قارورة غاز فارغة في الأسواق الموازية وعبر المواقع الإلكترونية المتخصصة حدود المليون سنتيم وهو سعر يمثل ضعف ما كان متداولا في محطات نفطال قبل هذه الندرة، وقد جعلت هذه الوضعية العديد من السكان في الأحياء الجديدة التي لا تتوفر على شبكات الغاز الطبيعي مضطرين لاقتناء هذه القارورات حتي وان كانت أسعارها خيالية حيث من الضروري على هؤلاء السكان توفير على الأقل قارورتين في بيتوهم خاصة في ظل التقلبات الجوية اين تستعمل هذه القارورات للطبخ وللتدفئة، ما يجعلهم ملزمين على شراء قارورات فارغة وهو ما استغله المضاربون الذين باتوا ينشطون عبر الأسواق الأسبوعية وعبر المواقع الالكترونية المتخصصة في البيع والشراء ويعرضون قارورات بعضها كانت مكتنزة عند الجزائريين وتم أخراجها فقط للاستفادة من الأسعار المرتفعة والبعض منها قارورات يتم اقتنائها من محطات نفطال بالمعريفة لتباع بضعف ثمنها الحقيقي، مع العلم ان هناك حوالي 22 مليون قارورة اكد بشأنها مسؤولون نفطال أنها مكتنزة عند الجزائريين ولا يتم إخراجها مقابل مليون قارورة فقط يتم تداولها في الأسواق وهو ما يخلق عادة ندرة وارتفاع في الأسعار خاصة في فصل الشتاء.
• قارورات مهترئة، منتهية الصلاحية وبها تسربات تباع للجزائريين وتتسبب في كوارث
بالمقابل فان قضية ارتفاع أسعار قارورات الغاز سواء بالنسبة لتلك الفارغة او تعبئة هذه القارورات التي وصل سعرها في بعض المناطق حدود الـ700 دج خاصة في فترات القلبات الجوية يعد لا شيء امام الخطوة التي باتت تمثلها هذه القارورات التي توجد أغلبها منتهية الصلاحية وفي وضعة كارثية بالإضافة على تروجي بعض موزعي الغاز لنوعية رديئة من غاز البوتان اين يشتكي المواطنون في العديد من المرات ممن نوعية غاز البوتان المتداولة بالأسواق و كميتها التي لا توافق المعايير المعمول بها سابقا موضحين أن قارورات الغاز أضحت لا تحوي الكمية الكاملة فنصفها فارغ و يكفي على المواطن معاينة وزنها حتى يعرف الفرق.
وانتقد المواطنون استمرار السماح ببيع قارورات الغاز في نقاط ومحلات تجارية غير معتمدة أو مرخصة من شركة نفطال وحتّى محلاّت بيع المواد الغذائية وكذا مستودعات مواد البناء التي يمارس أصحابها إعادة توزيع وبيع قارورات غاز البوتان والملاحظ أن أغلب قارورات الغاز المتوفرة حاليًا أصبحت غير صالحة وقديمة الصنع وانقضى عمرها الافتراضي منذ مدة كما أنها تسرب الغاز مما يشكل خطرا كبيرا على مستعمليها بالإضافة الى ان بعض المضاربين بحسب تصريحات المواطنين يقومون بزيادة سوائل الى قارورات غاز البوتان قبل عرضها للبيع للزبون لكي تظهر انها ممتلئة تماما اثناء حملها ومع هذا تباع بضعف ثمنها الحقيقي وهذا بالرغم من أن بائعيها غالبا ما يكونون على علم بأن القارورة تسرب الغاز إلا انهم يقومون بتسويقها بهدف الربح.
س. زموش