الوطن

معرض "ماد. إن. ألجيريا".. بحث في فائدة الجودة !!

الجزائريون انتقدوا الفوائد الكبيرة في تسويق بعض المنتجات ضمن القروض الاستهلاكية

استقطب معرض الإنتاج الجزائري أو كما يحب أن يطلق عليه الاقتصاديون معرض "ماد. إن. ألجيريا" الذي تختتم فعالياته اليوم، المئات من الجزائريين الذين هربوا إليه لاقتناء بعض المستلزمات سواء الإلكترونية أو الكهرو منزلية، المواد الغذائية المصنعة والسيارات بعد أن أصبح استيراد هذه المواد مقننا من قبل الحكومة لبعضها ومنعدما في أخرى، غير أن اللافت في هذا المعرض هو غياب الجودة والنوعية التي اعتاد هؤلاء عليها في زمن الاستيراد خاصة فيما يخص الأجهزة الإلكترونية والكهرو منزلية حيث لا يزال هؤلاء لم يهضموا بعد فكرة أن عليهم اقتناء فقط ما هو مصنوع في الجزائر أو مركب فيها، وحصر الخيارات أمامهم في هذين المجالين فقط، فيما انتقد آخرون وبشدّة حصر بيع السيارات المنتجة محليا في القروض الاستهلاكية التي تقدمها البنوك وبمعدل فائدة جد مرتفع على حسب تعبيرهم، ما رفع من أسعار السيارات هذه. 

شهد قصر المعارض خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي تدفق أزيد من 25 ألف  زائر حسب الأرقام الأولية للشركة الجزائرية للمعارض و التصدير( سافكس) و التي  تتوقع أن يصل عددهم الى ما يقارب 150  ألف زائر مع اختتام التظاهرة اليوم، وقد استأثر جناح الوئام المدني (المبنى المركزي) بنسبة كبيرة من الزوار سواء  من المهنيين او من الزوار العاديين, حيث تعرض نحو  10 مؤسسات ناشطة في قطاع  الصناعات الالكترونية و الكهرومنزلية منتجاتها بمعدل 15 منتوج جديد مقارنة  بطبعة العام الماضي.

المناسبة هي ايضا فرصة للشركات الناشطة في قطاع الصناعات الإلكترونية و  الكهرومنزلية و الكهربائية العارضة, لتنشيط لقاءات تحسيسية على مستوى اجنحة  العرض للتحسيس بمخاطر المنتجات المقلدة خصوصا المدفئات الغازية و مسخنات الماء  التي يزداد عليها الطلب خلال هذه الفترة.

في هذا الصدد قال مسؤول التسويق في شركة عمومية لإنتاج التجهيزات  الكهرومنزلية في تصريح صحفي لوكالة الأنباء الرسمية أن "شركات هذه الشعبة الصناعية تسجل طلبا متزايدا  على منتجات التسخين (مدفئاتي سخانات الماء) خلال هذه الفترة, و نعمل حاليا على  ابراز و شرح التقنيات التي اعتمدناها في منتجاتنا لكي نجنب الزبون الوقوع في  فخ المنتجات المقلدة أو تلك غير المطابقة للمعايير".

و تابع متعامل أخر ممثل شركة خاصة ناشطة في نفس الشعبة الصناعية  يقول أن  السوق ما تزال تحتوي على مخزونات كبيرة من المنتجات غير المطابقة تم استيرادها  خلال سنتي 2013 و 2014 من علامات عديدة و هي منتجات " قاتلة" خصوصا نلك التي  تشتغل بالغاز, "و المطلوب منا كمنتجين محليين المساهمة في مساعي التحسيس التي  تباشرها السلطات العمومية ".

على صعيد مشاريع التطوير و الابتكاري فقد ركز ممثلي الشركات العارضة على  ابراز مستويات الاندماج  في الصناعة المحلية  حيث كانت العديد من الأجنحة محط  زيارات موجهة  لطلاب الجامعات و المعاهد العليا المتخصصة  في الشعب التقنية,  حيث يتلقون مختلف الشروحات حول مسارات الانتاج من المادة الأولية الى غاية  تعبئة و تغليف المنتوج و ذلك عبر عروض  فيديو مدعمة بشرح تفاصيل كل مرحلة.

وحسب أغلب العارضين فان نسبة الاندماج الصناعي في شعبة الصناعات الإلكترونية  و الكهرومنزلية تصل الى 60 بالمائة ( شاشات التلفزيون المسطحة عالية الوضوح و  الهواتف النقالة ) و ما بين 70 الى من 90 بالمائة بالنسبة لتشكيلة واسعة من  المنتجات الكهرومنزلية خصوصا تجهيزات التبريد و الطباخات و سخانات الماء و  الأفران الكهربائية...).

وفي الجناح المركزي ايضا  تشهد أجنحة البنوك و المؤسسات المالية المشاركة في   الصالون الوطني للمالية "إكسبو فينونس" اقبالا متزايدا للزوار و خصوصا من طرف  المهنيين و التجار و أصحاب المهن الحرة  للاستفسار عن المنتوجات البنكية  الاسلامية و طرق الاستفادة منها، كما أن القروض الاستهلاكية في اطار الصيرفة الإسلامية كانت ايضا محل  استفسارات و انشغالات  الكثيرين.

 

18 شركة صناعية عسكرية في الموعد

 

 جناح الوئام هو أيضا وللعام الثاني على التوالي محطة لأكثر من 18 شركة تابعة  لمديريات الصناعات العسكرية والعتاد والمنشآت العسكرية فضلا عن قيادتي القوات  البحرية و الجوية .

و تختص هذه المؤسسات في مجالات حسب ما صرح به مسؤول  في مديرية الاتصال  للجيش الوطني الشعبي لوأج - في قطاعات حيوية عديدة أبرزها الصناعات  الميكانيكية (السيارات و العربات الصناعية)ي صناعة  قطع الغيار و بناء و اصلاح  السفني تجديد عتاد الطيران و الإلكترونيات والصناعات النسيجية.

و حسب ذات المسؤول فان جناح الصناعات العسكرية في المعرض سخر فرق متخصصة من  الكوادر العسكرية لشرح مسارات الانتاج المتبعة, مع ابراز الخصائص التقنية لكل  منتوج ونسبة الاندماج الصناعي فيه.

من جانبه أوضح الرائد بن زيان مختاري مسؤول الجودة و النوعية بمخبر الهندسة و  التطوير للميكانيك و الإلكترونيك التابع للمديرية المركزية للعتاد أن هذه  المنشأة الأولى في افريقيا متخصصة في المعايرة والقياس من شأنها أن توفر  للدولة نفقات كبيرة كانت تستنزف للتصديق على المنتجات في الخارج.

وحسب ذات المسؤول فان هذا المخبر "أكسب الجزائر سمعة دولية على صعيد احترام  مقاييس المطابقة"  كما أنه يسهل من عمليات ولوج المنتجات الجزائرية الى  الاسواق "الاكثر صرامة" من حيث مدى الالتزام بمقاييس الجودة و النوعية.

و بخصوص الصناعات النسيجية العسكرية فقد شهدت وثبة قوية منذ  2012 حسب ممثل  الجناح الذي يضم مختلف المنتجات الموجهة لأفراد الجيش الوطني الشعبي حيث تصل  نسبة الاندماج  الصناعي فيه الى 100 بالمائة اذا ما استثنينا القطني المادة  الاولية المستخدمة.

 

جناح مصنعي السيارات: ضغط كبير واستفسارات عن القروض الاستهلاكي

 

 وبخصوص جناح الشركات المحلية لتركيب السيارات فقد يشهد ضغط كبير من طرف  الزوار للاطلاع على منتجات الوكلاء التسعة الذين يعرضون نماذج مركبة محليا ,  لكن هذه المرة دون فتح  فضاءات للبيع  لتفادي الفوضى التي من الممكن ان تنجر  عنها هذه العملية حسب المنظمين.

لكن عدد من الزوار تأسفوا عن ارتفاع اسعارها  مقارنة بأسعار نفس النماذج التي  كانت تستورد سابقا، في هذا الصدد قال كريم .ب  (اطار متقاعد) " كنا ننتظر أن تكون اسعار النماذج  المركبة محليا سهلة المنال و بأقل الاسعار  لكن العكس هو الحاصل. يجب تقديم  الطلبية و دفع أكثر و انتظار آجال قد تتراوح ما بين 3 الى 4 أشهر".

أما سعاد .ك (موظفة) فقد اكدت أنها اقتنت نفس السيارة من نفس الوكيل في سنة  2015  بسعر اقل بـ 50 بالمائة من السعر المعتمد اليوم: "هذا الوضع لا يمكن ان  يحفز على الشراء". 

كما انصبت اغلب انشغالات و استفسارات الزوار حول امكانية الشراء عن طريق  القرض الاستهلاكي. في هذا الصدد اوضح ممثلي الشركات العارضة أن العمل بالقرض  الاستهلاكي ما يزال ساريا المطلوب فقط تقديم الطلب على مستوى قاعات عرض  الوكلاء واتمام العملية على مستوى البنوك.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن