الوطن

"وصلني ونعاونك" طريقة الجزائريين الجديدة للتخلص من معاناة النقل!

مجموعات بالفايسبوك يتم عبرها عرض خدمات توصيل بين عمال وموظفين بأسعار رمزية

بات الجزائريون يبتكرون طرقا جديدة من أجل التخلص من معاناة وسائل النقل من اكتظاظ وتأخر عن المواعيد، وأحيانا نقص في الفترة المسائية. فبالموازاة مع تطبيقات خدمات التاكسي التي أطلقت، فقد انتشرت أيضا بمواقع التواصل الاجتماعي مجموعات يتم عبرها عرض خدمات توصيل بين عمال وموظفين، يومية أو مناسباتية بأسعار رمزية وأحيانا بالمجان.

ومن بين هذه المجموعات التي اطلعنا عليها عبر موقع الفايسبوك، هناك مجموعة أطلقت عليها تسمية "وصلني ونعاونك"، وهي تضم آلاف المشتركين من عمال وموظفين في القطاع العام والخاص، حيث يتم عبر هذه المجموعة عرض خدمات توصيل في نطاق عمل وتحرك صاحب العرض، وتكون هذه الخدمات إما يومية عدا أيام العطلة أو مناسباتية، وتمتد مسافات الخدمة داخل الولاية ما بين مقر السكن ومقر العمل، وأحيانا يتعلق الأمر برحلات بعيدة ما بين الولايات.

أما عن الأسعار فتكون رمزية لا علاقة لها بأسعار التاكسي أو "الكلونديستان"، فعلى سبيل المثال نشر أحد أعضاء المجموعة مؤخرا عرضا للتوصيل اليومي انطلاقا من بلدية زرالدة مقر سكنه وصولا للجزائر الوسطى مقر عمله، بسعر لا يتعدى 200 دج ولصالح ثلاثة أشخاص، ويكون الانطلاق على الساعة السابعة والنصف صباحا والعودة على الساعة الرابعة مساء.

وبما أن صاحب العرض لن يخسر شيئا كون هذه الرحلة يقوم بها يوميا، فإن السعر سيكون مناسبا له ويضمن له جزءا من مصاريف السيارة التي سيتقاسمها مع الزبون، وحتى هذا الأخير سيكون العرض مناسبا له لأنه يمثل أقل من 10 بالمائة من سعر هذه الخدمة إن تعلق الأمر بسيارات الكلونديستان. بالمقابل فإن هناك من العروض من تكون مجانية، حيث يعرض البعض خدمات للتوصيل في نطاق مقر سكنهم وصولا إلى مقر عملهم، دون أن يدفع المستفيد من الخدمة شيئا.

وقد لاقت فكرة هذه الخدمات استجابة كبيرة من طرف العمال الذين يرون في هذه الطريقة وسيلة للتخلص من معاناة وسائل النقل وتأخرها، خاصة وأن هناك من العمال من يضطرون لتغيير 3 حافلات نقل من أجل الوصول إلى وجهتهم. وبما أن السعر مناسب ويقترب كثيرا من تكلفة النقل، خاصة إذا تعلق الأمر بالمسافات التي تكون بعيدة، فإن هذه الطريقة تعد الأمثل بالنسبة للكثيرين وتوفر العناء للزبون وتضمن بعض التكاليف لصاحب السيارة، خاصة مع ارتفاع أسعار البنزين الذي جعل هؤلاء يدفعون الضعف في كل تنقلاتهم.

ويؤكد أصحاب الفكرة أن العديد من الجزائريين من العمال والموظفين يتنقلون إلى مقرات عملهم بسيارات فارغة، ومن هنا جاءت فكرة نقل أكثر من زبون في محيط ونطاق عمل صاحب السيارة، وبأسعار تناسب الزبون وتوفر مصاريف لصاحب السيارة، على الأقل لتعبئة خزان الوقود.

ويضيف مسيرو "الڤروب" أن العديد من العمال وجدوا في هذه الطريقة حلا لتنقلاتهم إلى مقرات عملهم، مؤكدين أن أغلب أصحاب العروض ملتزمون بالاتفاق، ما يجعل العملية مربحة للطرفين.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن