الوطن

التقلبات الجوية تحيل الصيادين على البطالة وتلهب أسعار الأسماك

أغلبهم توقفوا عن النشاط ما جعل أسعار السردين تقارب الـ 800 دج

بلوط: على الوزارة الوصية التدخل وإقرار نظام تعويض لصالح الصيادين

 

تعرف أسعار الأسماك والمنتجات الصيدية ارتفاعا كبيرا بعد فترة من الاستقرار، وذلك بسبب التقلبات الجوية التي مست السواحل والتي منعت الصيادين من النشاط، ما خلق نقصا في العرض.

وحسب ما لاحظناه في عدد من أسواق العاصمة وعدد من المحلات المتخصصة في تسويق المنتجات الصيدية، فإن أسعار الأسماك بأنواعها التهبت في الفترة الأخيرة، على غرار أسعار السردين التي وصلت لحدود الـ 800 دج في بعض الأسواق، بعدما كانت منذ أشهر لا تتعدى الـ 200 دج، في انخفاض وصف آنذاك بغير المسبوق، غير أن حلول فصل الشتاء والتقلبات الجوية التي تعرفها عدد من الولايات الساحلية جعل الأسعار تتغير في ظرف وجيز، بسبب تأثر نشاط الصيادين، فالعديد منهم لم يتمكنوا من الخروج إلى البحر بسبب الأحوال الجوية، وهو ما قلل من الكمية المسوقة على مستوى الموانئ الخاصة بالصيد، وبالتالي رفع الأسعار.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس اللجنة الوطنية للصيد لبحري وتربية المائيات، حسين بلوط، أمس، في تصريح لـ"الرائد"، أن العديد من الصيادين لم يتمكنوا من النشاط والخروج للصيد بسبب الأحوال الجوية التي عرفتها السواحل طيلة هذا الأسبوع، وهو ما جعل منتوج الأسماك يتضاءل بشكل كبير، ما انعكس على الأسعار، مضيفا أن بعض الصيادين وبسبب بدائية معداتهم وعدم وجود إمكانيات بشرية ومادية، فضلوا عدم المغامرة في مثل هذه الظروف المناخية التي زادت في ارتفاع علو أمواج البحر، مشيرا أن عمليات الصيد بالنسبة للقوارب الصغيرة قلت بشكل كبير إن لم نقل انعدمت، في حين اقتصر النشاط على الصيادين الذين يملكون إمكانيات وقوارب كبيرة، وهؤلاء فرضوا منطقهم وأسعارهم.

وأضاف بلوط أنه وبغض النظر عن الظروف الجوية، فإن أسعار المنتجات الصيدية عادة ما ترتفع خلال فصل الشتاء، حتى لو لم يكن الارتفاع على مستوى الصيادين، يضيف ذات المتحدث، فإن بائعي التجزئة يرفعون السعر لأن الفصل يتميز بالبرودة، وبالتالي فإن تلف المنتوج مستبعد عكس فصل الصيف.

وبخصوص سمك السردين، قال بلوط أن ارتفاع الأسعار كان متوقعا والتدني في السعر الذي عرفته الأسواق طيلة شهري سبتمبر وأكتوبر كان انخفاضا ظرفيا فقط، واللجنة أكدت آنذاك أن السردين سيعرف قفزة في الأسعار وهو ما حدث.

من جانب آخر، اشتكي حسين بلوط من تأثير عدم تمكن الصيادين من النشاط على وضعيتهم الاجتماعية، مشيرا أن العديد من الصيادين باتوا مهددين بالبطالة بسبب الأوضاع الجوية.

وفي هذا الصدد جدد بلوط مطالب لجنة الصيادين بضرورة وضع نظام تعويضات لصالح الصيادين عند تقلبات الطقس أو أثناء الفترة البيولوجية للأسماك، داعيا الوزارة الوصية للتدخل وإنقاذ الصيادين من البطالة وتراكم الديون.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن