الوطن

"لا يمكن الحديث عن اكتفاء ذاتي أو تصدير استنادا للصدفة"؟!

أكد أن القطاع الفلاحي لا يزال يسير بطريقة بدائية، أكلي موسوني:

تحدث العديد من المسؤولين في وزارة الفلاحة وكذا مستثمرين فلاحيين، مؤخرا، عن قدرة القطاع الفلاحي في الجزائر على تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات والتوجه نحو التصدير، وهو المسعى الذي اتخذت من أجله عدد من الإجراءات، منها فتح مصالح شحن في ولايات جنوبية، غير أن خبراء أكدوا أنه لا حديث عن اكتفاء ذاتي ولا تصدير في وقت يسير القطاع الفلاحي دون استراتيجية ولا تنسيق بين الفلاح والوصاية مضيفين أن أي اكتفاء ذاتي أو وفرة لا يمكن التعويل عليها، لأن المعطيات الفلاحية في الجزائر تتغير كل سنة ولا ترتكز على استراتيجية وعمل واضح من كل الأطراف.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الرزاعي، أكلي موسوني، أمس، لـ"الرائد"، أن حديث المسؤولين عن تحقيق الاكتفاء الذاتي وعن غزو المنتجات الفلاحية الجزائرية للأسواق الأوربية والآسيوية هي مجرد تصريحات إعلامية وتحتاج لعمل وتطبيق على أرض الواقع، مشيرا أنه من غير المعقول الحديث عن اكتفاء ذاتي أو تصدير بالصدفة فقط، عندما يتم تحقيق وفرة في منتج معين أو في وقت معين.

وقال أكلي موسوني أنه بالجزائر لا توجد استراتيجية واضحة لوزارة الفلاحة لتطوير القطاع الفلاحي والانتقال به من التسيير التقليدي إلى التسيير العصري، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرا أن أي وفرة تحقق في أي وقت معين هي راجعة لجهود الفلاح. وعن الإجراءات التي اتخذت مؤخرا في عدد من الولايات الجنوبية لتسهيل التصدير، قال موسوني أن تلك الإجراءات إيجابية وتسمح بامتصاص فائض الإنتاج، لكنه أشار أنه من الأحسن لو كانت هذه الإجراءات دائمة ومساعي التوجه من الاستيراد للتصدير حقيقية وليست مرتبطة بفائض إنتاج فقط، وإنما مسطرة ضمن خطة الموسم الفلاحي كل سنة، معتبرا أن إمكانيات عدد من الولايات الجنوبية في المجال الفلاحي تطورت كثيرا في السنوات الماضية وباستطاعة هذه الولايات تلبية الحاجيات الوطنية والتوجه نحو التصدير لو أتيحت الظروف الملائمة للفلاح.

من جانب آخر، قال موسوني أن الواقع الفلاحي يعيش الفوضى ويظهر ذلك من خلال أسعار المنتجات الفلاحية التي ترتفع في مناسبات وتنخفض في مناسبات أخرى، مشيرا أن القطاع لا يعرف الاستقرار وكل مستثمرة فلاحية تنتج بشكل منعزل عن باقي المستثمرات ودون دراسة للاحتياجات المحلية، الأمر الذي يخلق أزمات في السوق كل مرة، وهو ما يجعل أي حديث عن تصدير أو اكتفاء ذاتي بعيدا عن الواقع حاليا.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن