الوطن

كارثة إنسانية تتكرر كل فصل شتاء في شوارع الجزائر !!

أشخاص دون مأوى، مشردون وعائلات مقصاة من السكن تبيت في العراء

وزارة التضامن تتفرج وقراراتها دون فعالية

 

تعرف الشوارع والأحياء بالعاصمة وحتى بولايات أخرى كارثة إنسانية كبيرة مع انخفاض درجات الحرارة، حيث يبقى المئات من الجزائريين من الأشخاص دون مأوى والمشردين وحتى المقصين من السكنات الذين يعشون في خيم يواجهون البرد، دون تكفل حقيقي من السلطات المعنية سوى حملات ومساعٍ من طرف الجمعيات التي يبقى عملها غير كافٍ.

تتكرر مع كل فصل شتاء كارثة إنسانية في الشوارع الجزائرية، تتعلق بمئات المشردين والأشخاص دون مأوى وحتى المقصين من السكن الذين اختاروا الشارع مأوى لهم، حيث يواجه هؤلاء ظروفا قاسية في ظل هذه الأجواء الباردة، دون تكفل حقيقي من السلطات المعنية بسبب التقصير من جهة، وكذا بسبب صعوبة التعامل مع فئة المشردين الذين دائما ما يرفضون البقاء في مراكز الإيواء، مفضلين الشارع على هذه المراكز.

وقد تداول، أمس، نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي صورا لعشرات المشردين في الشوارع، يعانون ظروفا إنسانية صعبة، بالإضافة إلى عدد من العائلات المقصاة من الترحيل، حيث توجد العديد من الحالات لعائلات بأكملها تعيش في خيم بالعديد من الولايات، تعقدت ظروفها أكثر مع بداية موجة البرد. وقد دعت العديد من الجمعيات، أمس، السلطات المحلية ومديريات النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن للتدخل من أجل بدء التكفل بهذه الشرائح حتى لا يتكرر سيناريو السنة الماضية حيث تم تسجيل تأخر في التعامل مع هؤلاء الأشخاص، الأمر الذي خلق فضيحة إنسانية بالشوارع.

 

جمعيات تعمل على مساعدة الأشخاص دون مأوى لكن الجهود غير كافية

 

من جانب آخر، سجلت هذه الأيام العديد من الحملات الإنسانية من أجل التكفل بشريحة المشردين والأشخاص دون مأوى، حيث أطلقت جمعيات خيرية حملة شتاء دافئ، وقامت بجولات إنسانية من أجل توزيع وجبات ساخنة لصالح هؤلاء، كما تم توزيع أغطية وافرشه على العديد من العائلات التي تقطن في الخيم وفي البيوت الهشة.

ورغم جهود الجمعيات الخيرية والأفراد في حماية هؤلاء من خطر التجمد، إلا أنها تبقى غير كافية، بالنظر لغياب بطاقة حقيقية لتلك الفئة المنتشرة في الساحات العمومية ومحطات النقل وقرب المقار الحكومية ودور العبادة، ولعل ما فاقم الأمر هو إصابة البعض منهم بأمراض عقلية، ولا يمكن التحكم في حركتهم أو سلوكياتهم وتنقلاتهم، لتبقى مسؤولية المجتمع والدولة قائمة تجاه هؤلاء من أجل حمايتهم.

 

المقصون من السكن يعانون نفس الوضعية والولاة مطالبون بالتدخل

 

من جهتهم، يطالب المقصون من السكن والقاطنون بسكنات هشة بدورهم بالتفاتة من السلطات المحلية، حيث يعيش هؤلاء نفس وضعية الأشخاص دون مأوى ويواجهون ظروفا صعبة مع بداية موجة البرد. وقد أظهرت العديد من الفيديوهات بمواقع التواصل الاجتماعي، أمس، وضعية مزرية لهؤلاء يتلقون مساعدات من طرف الجمعيات الخيرية، في حين تبقى طعونهم محل دراسة. ويطالب هؤلاء الولاة بالتدخل في ملفاتهم من أجل تسريع عملية دراسة طعونهم وإنصافهم، ونحن في وضعية جوية صعبة ودرجات حرارة تنزل تحت الصفر ليلا في العديد من الولايات.

 

وزارة التضامن تتفرج وقراراتها دون فعالية

 

هذا وتتجدد في هذا الفصل أيضا مطالب جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان، التي دعت في العديد من المرات لإنشاء خلايا على مستوى ولايات الوطن للتكفل بالأشخاص دون مأوى، تقوم بخرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى.

وكانت وزارة التضامن الوطني قد أعلنت عن هذه الخطوة، مؤكدة أن هذه الخلايا تضم ممثلين عن مديريات كل من وزارتي الصحة والتضامن والأمن الوطني والحماية المدنية وبعض الجمعيات، وتقوم بتوجيه هؤلاء المواطنين (دون مأوى) إلى المراكز المختصة، غير أن الخطوة لم تترجم على أرض الواقع، بحجة أن الكثير من هؤلاء الأشخاص (دون مأوى) يفضلون البقاء في الشارع وعدم التوجه إلى مراكز الإيواء، لاسيما منهم المصابون بالأمراض النفسية، غير أن الجهود، حسب العديد من المعنيين بالقضية، يجب أن تتم مضاعفتها خاصة من طرف وزارة التضامن الوطني التي أثبتت فشلا كبيرا في التكفل بالفئات الهشة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن