الثقافي
زياد كاظم في طريق "الروح العتيقة"
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 ديسمبر 2017
تحت عنوان "الروح العتيقة - دراسة في الأيقونات والتصاوير الإسلامية" (الرافدين)، صدر مؤخراً كتاب الباحث العراقي زياد كاظم. وإن بدت الدراسة تاريخية وفنية وأنثروبولوجية لكنها تتصل بالراهن والحاضر، إذ ترتبط برسم الشخصيات الدينية، الموضوع الذي خلق الكثير من الأزمات، وقاد إلى جرائم وضحايا في عصرنا.
عن ذلك يقول كاظم في حديث لـ"العربي الجديد"، إن فكرة الكتاب خطرت له عقب الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" في باريس عام 2015، ويوضّح "كان السؤال الذي راود كل من لا يعرف محتوى تلك المجلة: ما الذي قدمته التجسيدات الفنية التي تسبّبت بهذه الجريمة؟ الجواب البديهي أنها قدّمت صوراً، وربما كان مصير تلك الصور سينتهي إلى النسيان، لكنها تحوّلت بعد أن نالت صفة إجماع العديد من الثقافات على دلالة محتواها إلى أيقونات، وذلك بكل ما تعنيه مفردة أيقونة في الأنثروبولوجيا. ولكن ما هي العلاقة بين الأيقونة والصورة؟".
تناول كاظم هذه العلاقة بين مفهومي الأيقونة والصورة، من خلال الاستناد إلى نماذج فنية إسلامية كلاسيكية، مستعيناً بطروحات السيميائيين الأميركي تشارلز بيرس (1839-1914)، والإيطالي أمبرتو إيكو (1932-2016).
تأتي أهمية هذه الدراسة من ندرة المراجع العربية المتخصصة في هذا المجال، عن أدبيات هذا الحقل يقول الكاتب "على حد علمي لا يوجد في المكتبة العربية، أو على الأقل لم يصل إلى العراق، إلا مرجعان بهذا الخصوص، الأول منهما هو دراسة لشاكر لعيبي عن الدلالات التشكيلية في التصاوير التي تجسد الإمام علي، وهذا الكتاب لم أتمكن من الحصول على نسخة منه، إذ لم يصل منه إلى العراق إلا نسخ قليلة.
أما المرجع الثاني فهو "الأيقونات الشيعية" لعلاء حميد إدريس، والذي كان دراسة أنثروبولوجية ميدانية استعمل فيها الباحث منهج تحليل المضمون لدراسة الجداريات التي تنتشر في شوارع المناطق الشيعية في العراق في شهر محرم".
حول الموضوع الأساسي في الأيقونات الإسلامية، يشرح كاظم: "درست بشكل أساسي الأيقونات والتصاوير التي تتعلق بما أعتبره شخصياً، الحدث الذي شكل واحداً من أهم مرجعيات المخيال الإسلامي، وهو رحلة الإسراء والمعراج"، كما خصص الكاتب فصلاً لـ "صورة البطل كما تتمثلها الذهنية العربية والإسلامية"، من خلال الأعمال الفنية التي تجسد انتصار البطل، والتي تتناول انكساره الديني وموته.