الوطن
الجزائريون صرفوا 15 مليارا على "المحارق" !!
في صورة عكست عدم تأثرهم بالأزمة الاقتصادية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 ديسمبر 2017
• الحماية المدنية أخمدت 6 حرائق بسبب الاستعمال المفرط للمفرقعات
• كمال رزيق: السلوك الاستهلاكي للجزائريين غير متوازن
بات من غير المهم معرفة المبلغ الحقيقي الذي أنفقه الجزائريون على المفرقعات في ليلة المولد النبوي الشريف، بما أن إحراق ولو دينار واحد على عادة لا تمت بأي صلة إلى رسالة النبي ولا علاقة لها بمولده وفي هذه الظروف بالذات، يعد قمة في التبذير، فما بالك إن كانت بعض الأرقام تتحدث عن 15 مليار دينار ذهبت في الهواء وفي أقل من 5 ساعات.
لا تقشف ولا هم يحزنون، هكذا كان حال الجزائريين ليلية أمس الأول، حيث غلبت عادة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عن طريق المفرقعات والألعاب النارية أي ظروف صعبة يعيشها الجزائريون بسبب الأزمة الاقتصادية.
• الأحياء الشعبية تتحول إلى ساحة حرب والاحتفالات امتدت إلى الواحدة صباحا
وقد تحولت الأحياء الشعبية على وجه الخصوص ليلية المولد النبوي الشريف إلى أشبه بساحة حرب، حيث استعملت شتى أنواع المفرقعات والألعاب النارية، واستمرت الاحتفالات إلى منتصف الليل وحتى الواحدة صباحا ببلكور وباب الوادي وعين النعجة، وغيرها من الأحياء، لتجدد بعض الاحتفالات في الصبيحة، ولم تقف الظروف الاقتصادية ولا موجة الغلاء التي أصابت الأسواق ولا حتى التدهور في القدرة الشرائية في وجه آلاف العائلات لشراء ما قيمته الملايير من المفرقعات احرقت في الهواء، في صورة تعكس ظاهرة لا علاقة لها بالدين الإسلامي ولا تمت بأي صلة برسالة محمد عليه الصلاة والسلام، ولم تفلح تحذيرات الجمعيات ورجال الدين وحتى مصالح الأمن والحماية المدنية في الحد من ظاهرة المفرقعات ليلية المولد النبوي، فالجزائريون تحدوا التقشف لتكون النتيجة الملايير المبذرة وحرائق وجروح وإصابات لمئات الأطفال وحتى أوليائهم.
• لا تقشف ولا هم يحزنون
وبسبب ما عرفته ليلة المولد النبوي الشرفي من تبذير وحرق للأموال في الهواء وحتى من لهفة اجتاحت الأسواق وأطنان من اللحوم بأنواعها استهلكت، فإن الحديث عن انهيار وتدهور القدرة الشرائية للجزائريين قد يكون مجانبا للصواب، رغم أن العديد من الأسر قد تكون اضطرت للكريدي فقط من أجل إحياء هذه الليلة، غير أن الصورة التي رسمت ليلية أمس الأول لا توحي أبدا بوجود أزمة اقتصادية في الجزائر أو حتى مالية، فقيمة 15 مليار دينار التي أكدت بشأنها بعض المصادر أنها أحرقت ليلية المولد هي ميزانية كبيرة كان يمكنها أن تحل أزمة قطاع من القطاعات الاستراتيجية في الجزائر.
• حوادث وحرائق بسبب سوء استعمال المفرقعات
وزيادة على التبذير ومظاهر سوء الاستعمال، فقد تسبب الاستعمال المفرط للمفرقعات والألعاب النارية خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ليلة أمس الأول، في تسجيل مئات الإصابات المتفاوتة الخطورة لدى الأطفال وحتى الكبار، فضلا عن نشوب حرائق في العديد من الولايات.
وأوضحت مصالح الحماية المدنية في حصيلة مؤقتة أن وحداتها في الولايات سجلت العديد من التدخلات لتقديم النجدة بسبب وقوع حوادث مرتبطة باستعمال الألعاب النارية خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، في كل من الجزائر العاصمة وقسنطينة وباتنة والأغواط وغليزان ووهران والبليدة وتيبازة وتلمسان وغيرها، مشيرة إلى أن هذه الحوادث نجمت عن استعمال مختلف المواد النارية الخطيرة من مفرقعات وألعاب نارية، كما سجلت مصالح الاستعجالات الاستشفائية عبر مختلف ولايات الوطن، توافد مئات الحالات تعرضت لحروق متفاوتة بسبب استخدام المفرقعات، زيادة على إصابات على مستوى العيون.
• برناوي: أكثر من 2500 تدخل ليلة المولد النبوي الشريف
على صعيد آخر، سجلت ذات المصالح ألفين و623 تدخل خلال 24 ساعة الفارطة بسبب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقال برناوي نسيم، المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، أن التدخلات شملت أغلبها الحرائق والحرائق المنزلية وحوادث المرور. وأضاف أنه خلال ليلة المولد النبوي الشريف تم إخماد 6 حرائق جراء الاستعمال المفرط للألعاب النارية والمفرقعات، مشيرا إلى أنه تم إخماد 3 حرائق على شرفات المنازل بالقبة وحي رويسو، وكذا إخماد حريق بسيارتين بكل من باب الوادي ورويسو.
أما فيما يخص حوادث المرور، فقد تم تسجيل وفاة 8 أشخاص، وأثقل حصيلة كانت بولاية باتنة بوفاة 3 أشخاص. وأضاف برناوي أن هناك تراجعا في الإصابات نتيجة الألعاب النارية والمفرقعات مقارنة بالسنة الفارطة.
• كمال رزيق: السلوك الاستهلاكي للجزائريين غير متوازن
وتعليقا على ما عرفته ليلية المولد النبوي الشريف من تبذير وحرق للملايير، أكد الخبير الاقتصادي كمال رزيق، أمس، أن الجزائريين يمتلكون سلوكا استهلاكيا غير متوازن، مستغربا كيف لأسر تعاني من تدهور رهيب في القدرة الشرائية أن تخصص ما يزيد عن مليون سنتيم لشراء المفرقعات والألعاب النارية التي ليس لديها أي فائدة استهلاكية، بل بالعكس فإن العديد من المخاطر سجلت ليلة أمس الأول والعديد من الحوادث تسببت فيها المفرقعات.
وأشار رزيق أن العديد من الجزائريين أنفقوا نصف راتبهم ليلية المولد، مشيرا أن ميزانية الألعاب النارية تجاوزت الـ 15 مليار دينار هذه السنة وهو رقم كبير جدا رغم أن الرقم تراجع مقارنة بالسنوات الماضية، غير أن الوضع الحالي كان من المفروض أن يكون سببا في التقليل من هذه الظاهرة إلى مستويات دنيا.
س. زموش