الوطن

الدعوة لحوار سوري أمريكي والتأكيد على الحل السياسي

مشاركة عربية ودولية رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية

 



تشارك الجزائر بوفد يرأسه عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة في قمة عدم الانحياز لمناقشة عدد من القضايا من بينها اصلاح مجلس الامن الدولي، ونزع السلاح النووي ودعم قيام دولة فلسطينية، ويتصدر الشأن السوري محاور اهتمام القمة.

سيبدأ زعماء دول حركة عدم الانحياز يومي الخميس والجمعة القادمين قمتهم السادس عشرة، حيث يناقشون مسودة البيان الختامي الذي أعده وزراء الخارجية. وبحسب التسريبات الأولية فان البيان اشار الى ضرورة فتح حوار أمريكي – سوري بهدف إيجاد مخرج للأزمة السورية، ونبذ العنف وقيام الحكومة بتنفيذ الاصلاحات. وأكدت على الحل السياسي وليس الخيارات العسكرية لمعالجة الازمة ورفض اي خطوة احادية الجانب واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. كما رحبت مسودة البيان الختامي بمهمة المبعوث الاممي الجديد الى سوريا الاخضر الابراهيمي ودعت الجهات السورية لتسهيل مهمته. ومن المتوقع ان تدفع ايران بكل ثقلها الى دعم المبادرة الرباعية التي انبثقت من قمة مكة المكرمة من أجل ايجاد حل فوري يوقف الدماء في سوريا، وقد يكون هو الثمن الذي يكافأ به الرئيس المصري الذي يقوم بزيارة بعد حالة الجفاء والعداء بين مصر وطهران. وأشارت صحف أمريكية أن زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران لحضور قمة عدم الانحياز، بعد فترة ليست بالقصيرة من الجمود في العلاقات بين القاهرة وطهران، يزيد من توتر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة ومعظم دول الخليج العربي، ولاسيما أن زيارة مرسي لطهران قد تحدث تغييرات ديناميكية في العلاقات المتوترة بين إيران والمجتمع الدولي، ومن شأنها أن تعطي دفعة قوية لسياسات النظام الإيراني الداعم لنظام الأسد، وعدم الخضوع لعقوبات الأمم المتحدة المفروضة على إيران، على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.  ومن جهتها أشارت بعض المصادر الدبلوماسية ان الدول العربية المشاركة في القمة بمختلف المستويات التمثيلية تدرك جيدا حساسية هذه المشاركة وستحرص الوفود المشاركة على تبليغ رسالة الى طهران مفادها ان مواقفها مرفوضة ومخططاتها ضد الدول العربية مدانة.  كما ان الجميع يدرك بان ايران دولة لديها مخططات في أكثر من بلد عربي من بينها مصر، تستهدف نشر التشيع واثارة الفتن الطائفية، وايجاد نخب من العملاء لها. وموقف الأزهر الشريف الذي عبر عنه أكثر من مرة واضح هنا تماما.

كما ان ايران لعبت في الأشهر الماضية دورا خطيرا في محاولة اثارة الفتن الطائفية في دول عربية ومحاولة تقويض استقرارها واستهداف نظم الحكم بها . وما فعلته بالبحرين يعلمه الجميع. وستكون القمة فرصة للمصارحة ومحاولة ايجاد نقاط مشتركة، لأنه من الجانب الآخر ايران في امس حاجة الى الدعم العربي في الفترة الانتقالية التي يمر بها العالم العربي ونخبه السياسية الجديدة، وامام جدية التهديدات الإسرائيلية الأمريكية بإمكانية مهاجمة ايران، كما هي بحاجة الى فك العزلة الدبلوماسية المضروبة عليها، ومحاولة الإيرانيين توظيف حدث القمة، فهو لا يعني بالضرورة تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي ما لم تتبعه مواقف تتنازل فيها ايران الى الدول العربية خاصة في موضوع الفتن الداخلية والشأن السوري. واكدت مسودة البيان الختامي على الالتزام بمبادئ حركة عدم الانحياز والدفاع عن مكاسبها والتأكيد على المساواة في حقوق الانسان ونبذ الازدواجية والتعاون بين دول الجنوب وردم الهوة بين الفقراء والاغنياء .  ومن بين الدول الأعضاء الـ 118، شاركت في الاجتماعات التمهيدية وفود من 100 دولة، وحسب ما أعلنه المتحدث باسم أمانة القمة الـ16، محمد رضا فرقاني، لوكالة أنباء «فارس» فإن 41 دولة ستشارك بأعلى المستويات في الاجتماع من بينها 35 دولة على مستوى رئيس الجمهورية و5 دول على مستوى نائب رئيس الجمهورية وبلد واحد على مستوى رئيس البرلمان في قمة طهران. وأوضح أن «21 دولة ستشارك على مستوى وزراء خارجية و5 دول على مستوى المبعوث الخاص من قبل رئيس الجمهورية ودولتان على مستوى وزير ولكن غير وزير الخارجية»، مشيراً إلى أن ثمة نواباَ ووزراء ومساعدين ومدراء عامين وسفراء دول سيشاركون في اجتماع القمة»، بالإضافة لمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والذي سيحضر على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل لذلك، حيث حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من أنه سيرتكب «خطأً كبيراً» في حال حضوره القمة.  ويمثل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، السيد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الامة، لقيادة الوفد الجزائري الذي يعول عليه عربيا في التقريب بين وجهات النظر الإيرانية والعربية نظرا للعلاقة المتميزة التي تربط الجزائر بإيران من جهة والدول العربية من جهة اخرى وهي العلامة الفارقة في الدبلوماسية الجزائرية. وفي الأخير تجدر الإشارة ان مشروع البيان الختامي أكد على ضرورة الحوار بين المذاهب والحضارات والثقافات واهمية الدفاع عن السلام وتقوية علاقات الصداقة، معربا عن قلقه من النزاعات المذهبية المتطرفة مما يدفع بالتفاؤل عن امكانية حدوث تطور حقيقي في العلاقات العربية الإيرانية.

 

 

من نفس القسم الوطن