الوطن

فوضى تسيير سوق السمار للجملة تنعكس على الأسعار

التجار يعوضون خسائرهم بعد ارتفاع أسعار الكراء من جيوب المواطنين

لا يزال سوق الجملة للمواد الغذائية بالسمار يغرق في الفوضى، بعدما تقرر التخلي عن مشروع تحويل التجار فيه إلى سوق آخر كان سينجز في بلدية بير توتة، وهو الأمر الذي أدي لالتهاب أسعار كراء المحلات في السمار في الفترة الأخيرة، بما أنه لا بديل موجود في الأفق، ما انعكس على الأسعار. لتبقى هذه البؤرة التي من المفروض أنها تضمن تموين أكثر من نصف ولايات بالوطن تسير بطريقة عشوائية، والضحية الوحيد هو المستهلك.

لا يزال سوق الجملة للمواد الغذائية بالسمار يسير بعشوائية ودون أدنى رقابة أو تدخل من الجهات الوصية، فهذا السوق الذي يضم تجارا أغلبهم دون سجلات تجارية ولا عقود إيجار ولا يدفعون الضرائب رغم أنه يضمن تغطية حاجيات أكثر من 40 بالمائة من مجمل السوق الوطنية للمواد الغذائية، إلا أنه لا يخضع لأي متابعة أو وصاية من طرف الجهات المعنية، الأمر الذي جعل السوق يسير من طرف المافيا والمضاربين.

وقد بدأت المضاربة في السوق، في الفترة الأخيرة، عبر رفع أسعار الإيجار، حيث ارتفعت أسعار كراء المحلات بهذا الأخير بشكل غير معقول، لتصل في بعض أجزاء السوق لأكثر من 30 مليون سنتيم شهريا، وهو ما يعوضه التجار من جيوب المواطنين برفع الأسعار دون أدنى رقابة، فتجار التجزئة يؤكدون أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار مجمل المواد، على غرار البقوليات والخضر والفواكه، في السوق الوطنية، راجع إلى ارتفاع أسعار كراء المحلات التجارية في سوق الجملة بالسمار الذي يعتبر أكبر نقطة بيع بالجملة على المستوى الوطني، حيث يصل سعر إيجار المحل الواحد إلى 20 مليون سنتيم شهريا، موضحين في الوقت ذاته أن التجار لا يتحمّلون أعباء المبلغ الهائل، وهو الأمر الذي يرغمهم على تعويض قيمة مصاريف الكراء باللجوء إلى اعتماد سياسة رفع الأسعار لتفادي الخسارة، وتحقيق الربح على حساب جيوب المواطنين.

يذكر أن تجار السوق كان من المفروض تحويلهم نحو وجهة أخرى بهدف تنظيم نشاط تجارة الجملة للمواد الغذائية، غير أن المشروع لم يكتمل وتقرر أن الحكومة لن تنجز سوق الجملة للمواد الغذائية البديل عن سوق السمار في بلدية بئر توتة، بعدما أسفرت نتائج الدراسات التي باشرتها اللجان الولائية ومصالح مديريات التجارة والفلاحة، أن الأرضية التي تم اختيارها في بلدية بئر التوتة هي أرض فلاحية.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن