الوطن

تراجع في تجارة المفرقعات، مواطنون يرفضون التبذير وآخرون لا يعترفون بالتقشف

الجزائريون اعتادوا صرف ميزانية معتبرة عليها رغم ارتفاع الأسعار

للعام الثالث على التوالي تعرف تجارة المفرقعات تراجعا ملحوظا ليس بسبب التضييق على مستوردي هذه المواد وإنما بسبب تدني القدرة الشرائية للسواد الأعظم للجزائريين الأمر الذي يجعلهم يقاطعون شراء هذه المواد التي تصنف في خانة "التبذير"، غير أن القاعدة لا تنطبق على الجميع ويبقي الأمر يتعلق بتراجع في الإقبال وليس انعدام كلي ففي كل الأحوال لا تزال هناك فئة لا تعترف لا بتقشف ولا قدرة شرائية أذا تعلق الأمر باحتفالات المولد وهي على استعداد لحرق الملايير هذه الليلة.

على عكس العادة في سنوات البحبوحة تشهد الأسواق الجزائرية قبل أسبوع من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف انتشارا محدودا لطاولات المفرقعات والألعاب النارية فحتى بسوق جامع اليهود الذي كان قبلة الشباب في المولد تضاءلت الكمية المعروضة والكل يفسر ذلك بالأزمة التي دفعت الجزائريين للتخلي عن بعض العادات التي تدخل في خانة التبذير منها عادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والتي كانت بعض العائلات تخصص لها ميزانية كبيرة تحرق على المفرقعات والألعاب النارية وتكون النتيجة حوادث خطيرة وحرائق.

 

تجارة المفرقعات تفقد حركيتها قبل أسبوع من حلول المولد

 

وقد خلت معظم الشوارع والأسواق الشعبية من عرض الألعاب النارية التي كانت عادة في مجتمعنا لا خروج عنها إلا أنه في هذه السنة على غرار السنة الماضية تضاءل عرضها بشكل ملفت للانتباه وأعاده البعض إلى الأزمة المالية التي تعيشها الجزائر وصرف نظر المواطنين عن تلك المتاهات التي تعكس العبث بالمال وحرقه في الهواء خاصة مع الغلاء الذي تعرفه بعض الأنواع والتي قد تصل إلى 5000 دينار فأكثر لتلتزم بعض المناطق المعروفة بجوها المميز خلال مناسبة المولد النبوي بعرض بعض الأنواع القليلة على غرار جامع اليهود بالجزائر العاصمة تلك الناحية التي لا تخالف العهد في كل مرة وظهرت فيها بعض الطاولات التي تعد على الأصابع والتزم عبرها بعض الشبان ببيع بعض الأنواع لخلق بعض الأجواء قبل المولد النبوي الشريف بحيث عرضوا الشموع والمفرقعات وبعض أنواع الألعاب النارية.

 

قلة إقبال والتقشف يفرض الوعي

 

وبحسب تجار المفرقعات فأن شح طاولات عرض الألعاب النارية يعود إلى عدة أسباب منها تيقن المواطن أن الاقبال يدخل في باب التبذير كما أن انخفاض القدرة الشرائية وتداعيات التقشف أثرت على المواطنين من كل جانب بحيث أصبح المواطن الجزائري يعاني على أكثر من صعيد وهو ما يجعله يحيد بنظره على الألعاب النارية والمفرقعات في ظل موجة غلاء اجتاحت كل المواد الاستهلاكية والخضر والفواكه هذه الأيام ما يفرض على ارباب الاسر التفكير في الأولويات.

 

تعليمات لتضييق الخناق على مستوردي الألعاب النارية 

 

من جانب اخر فان للحكومة ولإجراءات التضييق على الاستيراد دور في الحد من تدفق هذه المواد الممنوعة للجزائر حيث تحدثت العديد من المصادر في هذا الإطار ان هناك تعليمات لمصالح الامن بجميع هيئاتها الخناق على مهربي ومروجي هذه الالعاب النارية هذه السنة، الوضع المالي الصعب الذي تعيشه البلاد والذي لا يسمح بالتلاعب بكميات هائلة من العملة الصعبة في هكذا نشاطات تضر بصحة وسلامة المواطنين، خاصة وأنها مصنفة ضمن عمليات التهريب سواء عبر الحدود البرية أو البحرية التي فرض الامن عليها الحيطة والحذر في الفترة الاخيرة، كونها تضر باقتصاد البلاد بالدرجة الاولى من خلال حركة الاموال.

 

وعائلات مستعدّة لحرق الملايين عليها

 

لكن بالمقابل فان نقض عرص المفرقعات وقلة الإقبال هذه الفترة لا يعني انه المولد النبوي الشرفي هذه السنة سيكون دون مفرقعات فرغم الوضع المالي الصعب وتدهور القدرة الشرائية فان هناك فئة من الجزائريين لا تنطبق عليهم القاعدة واذا تعلق الامر باحتفالات المولد لا يعترفون لا بتقشف ولا بقدرة شرائية وعلى راسهم الأطفال والشباب والشرايحة الي لا تزال تتمتع بالبحبوحة ولم تمسها الازمة لغاية الأن، ومن المتوقع ان تشهد احتفالات المولد ككل سنة حرق الملايير رغم قلة الإقبال وركود تجارة المتعلقة بهذه المناسبة فحتي وان تراجعت الأرقام فان الظاهرة موجودة ولا يمكن محاربتها والقضاء عليها بين ليلة وضحاها وحتي ان تعلق الامر بصعوبات مالية خاصة وانها عادة الجزائريين منذ عقود.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن