الوطن

موتى أحياء، سجلات بأسماء أطفال وتضارب في أرقام الفقراء، الأغنياء والمرضى!

عدم فعالية الأجهزة الإحصائية في الجزائر لا يقتصر على الأرقام الاقتصادية فقط

لا يقتصر عدم فعالية الأجهزة الإحصائية في الجزائر على المعلومة والأرقام الاقتصادية فقط فحتي بالنسبة للإحصاءات الاجتماعية والأرقام المتعلقة بالحالة المدنية للأشخاص وبالمعاملات التجارية وغيرها من الأرقام يسجل الجهاز الإحصائي قصور كبير في المعالجة.

وعادة ما تسجل فضائح بالجملة بسبب تضارب الأرقام الإحصائية وعدم تحيينها دوريا على مستوى عدد من الوزارات والهيئات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية وقد فجّر مدير عام مصلحة عصرنة الإدارة والوثائق والأرشيف، عبد الرزاق هني، في وقت سابق قنبلة من العيار الثقيل، بإعلانه أن أكثر من 3 مليون شخص متوفي لا يزال حيا في سجلات مصالح الحالة المدنية وهو التصريح الذي خلق شكوك في استعمال هذه “القوائم الوهمية” في تضخيم توقيعات الانتخابات والمعاملات التجارية غير القانونية، وليس هذا فقط فمصالح السجلات التجارية دائما ما تكشف ارقام مخيفة عن عدد السجلات التجارية الوهمية والسجلات التي تقيد بأسماء أطفال ورضع، ورغم ان الحكومة رخصت بصفة رسمية للديوان الوطني للإحصاء بالحصول على كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالسجلات التجارية وكذا الشركات الناشطة في الجزائر والتدقيق في كل حساباتها بشكل دوري، إلا ان ذلك لم يمنع بعض المافيا من استغلال ثغرة صعف المنظومة الإحصائية لاستغلال البيانات وانشاء السجلات والشركات الوهمية التي يوجه نشاطها لتهريب العملة الصعبة نحو الخارج أو التحايل باسم الاستيراد.

من جهة أخرى فإن الإحصاءات المتعلقة بالمجتمع الجزائري ووضعيته تعرف التضارب أيضا  فعلي سبيل المثال فان عدد المعوزين في الجزائر غير معروف وهناك تضارب كبير في الأرقام بين الجمعيات والمصالح الرسمية فبينما حددت وزارة التضامن عدد العائلات المعوزة بمليون و700 ألف عائلة، أشارت وزارة الشؤون الدينية إلى أن عدد العائلات المحتاجة يقدر بنحو 660 ألف عائلة فقيرة، في وقت أحصت هيئة الهلال الأحمر الجزائري إلى حد الآن نحو 15 ألف عائلة وهو ما سيخلق مشاكل حقيقية عند بدء إجراءات توجيه الدعم وعلى الجهة المقابلة فان عدد اثرياء الجزائر أيضا يعرف التضارب بين المسؤولين والخبراء الاقتصاديون وهو ما سيعيق تطبيق الضريبة على الثروة التي استحدثتها الحكومة في قانون المالية المقبل، بل ان هناك تضارب حتي في تصنيف المرضي في الجزائر خاصة ما تعلق بمرضى السرطان أو السيدا وهو ما يعيق دائما أي مساعي لاحتواء هؤلاء ومساعدتهم صحيا ونفسيا.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن