الوطن
الديوان الوطني للإحصائيات بأرقام أكل عليها الدهر وشرب !!
سطحية الموقع ورداءة تصميمه تعكس مدى قصور القائمين على تسييره
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 نوفمبر 2017
يعكس الموقع الإلكتروني للديوان الوطني للإحصائيات مدى قصور وبدائية أجهزة الإحصاء في الجزائر فرغم أن هذا الموقع من المفروض ان يكون بوابة لرجال الأعمال والمستثمرين الأجانب وحتى الجمعيات ومختلف الهيئات العالمية من أجل استقصاء المعلومة والأرقام الرسمية المحينة يبدو أن الموقع في حد ذاته هو من يحتاج التحيين فهذا الأخير لا يزال ينشر إحصائيات تعود لسنة 2008 و2011 وأرقام أكل عليها الدهر وشرب.
وخلال إطلالة بسيطة على موقع الديوان الوطني للإحصائيات بالأنترنت اطلاعنا على موقع بدائي لا يتعرف إلا باللغة الفرنسية كلغة وحيدة لجميع التقارير والإحصائيات فمصممو الموقع لم يتيحوا لزواره إختار اللغة، لا العربية ولا الإنجليزية في حين أن التقارير كلها مكتوبة باللغة الفرنسية، وبغض النظر عن اللغة التي قد لا تكون إشكالا كبيرا مقارنة مع المضمون فان ألية البحث في الموقع تعد كارثة أيضا فهذا الأخير يحتوي على عدة بوابات قد تتطلب من زائريه ساعات من البحث حتى الوصول لما يريدونه، ليبقي الإشكال الحقيقي يتعلق بالتحيين والتقارير والأرقام الإحصائية التي ينشرها الديوان فهناك تقارير تعود لسنة 2008 لا تزال تنشر في خانة المستجدات وهناك ارقام إحصائية تعود لسنة 2011 لا يزال يعتمد عليها من طرف الديوان، وهو الأمر غير المعقول خاصة وان موقع الانترنت يعد وسيلة الربط بين الديوان وبين المهتمين بالاستثمار خاصة الأجانب الذي لا يمكن لهم ان يتنقلوا لمقر الديوان من أجل الحصول على أرقام محينة، وقد يكون موقع الديوان مجرد عينة لأدوات الإحصاء في الجزائر والهيئات المختصة فيه رغم ان المسؤولين عن هاته الهيئات منهم مدير الديوان يحاولون في كل مرة التنصل من مسؤولية الأرقام والمؤشرات المغلوطة فمدير الديوان صرح اكثر من مرة ان أرقام هذا الأخير ذات مصداقية ومعترف بها دوليا وأن المنظومة الإحصائية بالجزائر قطعت أشواطا مهمة جدا و فرضت إنتاجها الإحصائي بقوة ومصداقية حتى باتت تعترف به وتتبناه أهم المؤسسات الدولية وذلك لاستنادها إلى كل الأدوات و المنهجيات المطابقة للمقاييس المعمول بها عالميا مشيرا ان الديوان لا يتحمل وحدة الأرقام المغلوطة باعتبار ان هذه الأرقام هي أرقام عامة تعتمد والديوان الوطني ليس الهيئة الوحيدة المسؤولة على تضارب الارقام في الاقتصاد الوطني طالما هناك العديد من الهيئات الاحصائية في الجزائر ما يطرح مطالب توحيد العمل بين الهيئات الإحصائية وخلق تنسيق بشكل يسمح بتوحيد الأرقام الإحصائية وهو مطلب العيد من الخبراء الاقتصاديين والمختصين في الإحصاء.
س. ز