الوطن

"ناسا" تكشف كارثة "الأراضي المحروقة" في الجزائر

صور "صادمة" تبين كيف أتت "ألسنة اللهب" على الأخضر واليابس منذ جوان المنصرم

 



جيجل بجاية تيزي وزو البويرة وبومرداس الأكثر تضررا

عكست عدسة كاميرات الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة "ناسا" الأمريكية حجم كارثة اجتياح الحرائق والأدخنة المتصاعدة من غابات ولايات شرق الوطن من عنابة إلى جيجل وبجاية وحتى دلس بولاية بومرداس التي التهمت ألسنة النيران مساحات واسعة من الأحراش والأشجار.

وأفرجت أمس وكالة "ناسا" الأمريكية للأبحاث المدنية والعسكرية الفضائية عن صور "صادمة" التقطها القمر الصناعي "أكوا" في 25 أوت 2012 حيث بينت المناطق التي تعرضت إلى نشاط كثيف من الحرائق عن طريق ترميزها باللون الأحمر، أما الدخان المتصاعد فأشارت إليه باللون الأبيض المائل إلى الشفاف الذي لف المناطق المجاورة من غابات ولاية عنابة وجيجل مرورا ببجاية والبويرة وبومرداس وتيزي وزو خصوصا في هذا الولايات الثلاث، التي أكدت الصورة شدة معاناة السكان من الأدخنة واقتراب ألسنة النيران من سكناتهم.

كما أوضحت وكالة "ناسا" أن حرائق الغابات اجتاحت شمال الجزائر منذ شهر جوان 2012. ما نتج عنه سخونة شديدة أكثر من معدل الحرارة الصيفي التي يتم الإعلان عنها بعدما تجاوزت 50 درجة مئوية (122 درجة فهرنهايت) وعادت إلى حالات الإبلاغ عن ثلاثة أشخاص قتلوا في الحرائق، اثنان منهما عامل إطفاء عند محاولتهم إخماد النيران. كما أن أكثر من 100 حريق ظل في التقدم حتى 8 أوت.

التهام النيران لـ20 ألف هكتار وأكثر ليس "كارثيا"..؟

ورغم أن هذه الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس لم تشهدها الجزائر منذ نحو عقدين من الزمن، إلا أن المدير العام للغابات بوزارة الزراعة محمد صغير نوال هوّن من خطرها حين أوضح الأسبوع المنصرم أن حرائق الغابات التي تجتاح الجزائر منذ بداية الصيف بالعادية، مشيرا إلى أنها التهمت 20 ألف هكتار من الغابات لحد الآن. وقال نوال في مؤتمر صحفي حول الحرائق وثروة الغابات "إن حرائق الغابات التهمت حوالي 20000 هكتار ويمكن اعتبار هذه الحصيلة بالعادية ولا يمكن وصفها بالكارثية".

وأوضح نوال أن الخسائر طالت 15000 هكتار من الغابات و5000 هكتار من الأدغال، مشيرا إلى أن 18 ولاية معنية بهذه الحرائق وبالخصوص ولاية تيزي وزو المجاورة للعاصمة الجزائرية وبجاية وجيجل وسيدي بلعباس والمدية والشلف وعين الدفلى.

وقال "تبقى هذه الأرقام عادية حتى وإن كان فصل الصيف قد تميز بظروف مناخية استثنائية لا سيما الحرارة التي دامت طويلا" لافتا إلى أن أغلبية بؤر الحرائق تركزت بغابات الفلين والصنوبر بشمال البلاد.

وأضاف نوال أن ما بين 50 إلى 55 % من المساحات التي طالتها الحرائق ستستعيد نباتها بشكل طبيعي، مشيرا إلى أن السلطات الجزائرية تقوم بعمليات إعادة التشجير كل عام بلغت ما بين 55 إلى 60 هكتارا مع هدف بلوغ إعادة تشجير 100 ألف هكتار في السنوات المقبلة.

التصحر.. وثروة غابية وحيوانية "نادرة" على حافة الزوال

مثل هذا الكلام الرسمي يخالف الواقع الذي يظهر أن الحرائق التي تأتي على الأخضر واليابس سنويا وعلى آلاف الأشجار لا يتم تعويضها بالتشجير، كما أن العديد من الحيوانات والنباتات النادرة باتت مهددة بالانقراض، خصوصا وان خريطة عن وزارة البيئة، صدرت مؤخرا، تشير إلى أن هناك 7 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية يمكن أن تتدهور إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة من أجل الحفاظ عليها.

ويبقى برنامج مكافحة ظاهرة الحرائق من خلال تنصيب لجنة وطنية تشارك فيها العديد من الوزارات، الذي أعلنت عنه وزارة الفلاحة شهر جوان منصرم حب%

من نفس القسم الوطن