الثقافي
ساري: "ترجماتي تدخل في خانة المصالحة اللغوية"
تحدث عن تجربته في الكتابة والترجمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 نوفمبر 2017
تحدث الروائي والمترجم "محمد ساري" عن تجربته في الكتابة والترجمة سواء باللغة العربية أو الفرنسية، حيث فصل في مسيرة ترحاله بين النصوص، وكيف عايش جيلا، شهد مرحلة انتقالية للجزائر، أنتجت كتابا وأدباء، تراوحوا بين العربية والفرنسية.
تحدث محمد ساري عن بداياته الدراسية في المدارس القرآنية، أين تعامل مع لغة القران، ليلتحق سنة 1963 بالمدرسة الابتدائية، حيث انطلقت مرحلة التلقين بالفرنسية، ثم أضاف " لقد بذلت مجهودا للكتابة بالعربية وقمت بجهود للكتابة بالعربية، أبناء جيلي عايشوا تلك المرحلة الانتقالية اللغوية، أنا أؤمن بالتعدد اللغوي، فرصيد الجزائري أصلا متنوع، عن نفسي فأصلي أمازيغي، في طفولتنا كنا نستعمل عدة لغات وهو حال الكثير من الجزائريين، لقد بدأت بنشر نصوص بالفرنسية، في ثانية ثانوي بدأت بنشر الأشعار، هناك أيقنت أنني لن أكون إلا كاتبا، قررت التوقف عن دراسة الرياضيات والتنقل إلى القسم الأدبي المعرب.. ربما كنت شابا مندفعا لا أفكر في العواقب، فالكثير اعتبر قراري مخاطرة، وجراء هذا، وقبل التحاقي بالثالثة ثانوي أدبي قضيت الصائفة وأنا التهم الكتب باللغة عربية (حوالي 30 كتابا) استعدادا لبدأ مسيرتي مع الدراسة في الأدبي".
وأوضح ساري أنه كان يعتبر اللغة العربية مستقبل الجزائر، فحسبه فإن الخطاب السياسي السائد آنذاك، ساهم في تلك القناعة.
وخلال حديثة عن الأديبة الراحلة "أسيا جبار" اعتبر ساري رواياتها بأنها تكتب وكأنها الترجمة للعامية والعربية، وأضاف أن أعماله هي الأخرى يضعها في ذات السياق، وأوضح "ربما الماركسية وخطابها الذي عايشته في شبابي جعلني امقت الرومانسية، حين اكتب تنتفض بداخلي أصوات بداخلي، تلك التي تضفي روحا معينة على اللغة في نصوصي، الدارجة بها تعابير قوية لا يمكن ترجمتها، خاصة عند سرد حوارات الشخصيات تطفو العامية بقوة، لأنه لا يمكن الانفصال عن الواقع وصوت المجتمع، التعابير المتداولة تعبر غالبا عن نظرة ذاك المجتمع للعالم وتبرز ميزاته وبيئته".
وعن التوجهات في الكتابة اعتبر محمد ساري أن بعض الكتاب يسردون همومهم الشخصية، لا هموم مجتمعهم، معلقا "لابد على الكاتب أن يعيش في المجتمع الذي يكتبع عنه ويذوب فيه".
من جهة أخرى كشف صاحب "جبال الظهرة" أن معظم الأعمال التي أشرف على ترجمتها، كانت من الفرنسية إلى اللغة العربية، وليس العكس، وهذا بحسب طالبات الناشرين حسبه، أما فيما يخص الجيل الحالي، اعتبره المتدخل متصالح جدا مع اللغتين (العربية والفرنسية) وأضاف "ليس هناك رفض للأخر مثل السابق، المدرسة الحالية ساهمت في هذا، ففي الماضي كانت المدرسة مفرنسة، وخلال الجامعة أين التعليم بالعربية، كان يحدث صدام بين الآتين من المدارس الإسلامية والزيتونة مثلا، فالجانبان كانا يجهلان بعضهما لغياب أي جسر يقرب بينهم فـ 'من جهل الشيء عاداه'، حقا كانت توجد نظرة المتعالية لدى الناطقين بالفرنسية، اتجاه كل ما هو معرب، في حين كان فيه خطاب تخوين لدى المعربين لكل من يكتب بالفرنسية"، وأضاف "كلمة جزائري تعني تاريخ ورقعة بحجم قارة، تحتوي ثقافات متنوعة، عكس اللغات الأخرى فألمانيا تحيل على الألمانية وفرنسا تشير للغة الفرنسية والايطالية والاسبانية.. فيما يخصني فأصنف ترجماتي ضمن المصالحة اللغوية بين الجزائريين.
ف. س