الوطن

النقابات المستقلة متشائمة من الوضع الاجتماعي في 2018 !!

تدهور أكثر في القدرة الشرائية ووضعية العمال قد تدفع الأوضاع للانفجار

أبدت أمس نقابات مستقلة تشاؤمها من الوضع الاجتماعي سنة 2018 متخوفة من أن تشهد هذه السنة مزيد من الانهيار للقدرة الشرائية للعمال ومزيد من التدهور في وضعيتهم الامر الذي يدفع بهذه النقابات للتحرك وكسر الهدنة الموجودة حاليا خاصة في ظل غياب حوار اجتماعي حقيقي كما وعدت به الحكومة.

وقد كسرت العديد من النقابات منذ فترة الهدنة الموجودة بينها وبين الحكومة حيث تعيش العديد من القطاعات على صفيح ساخن، منذ بداية الدخول الاجتماعي الأخير، على غرار عمال وموظفي الإدارات الحكومية، وقطاعي الصحة والتربية وحتى الخطوط الجوية الجزائرية، وينتظر ان تعرف الساحة العمالية الأيام المقبلة العديد من الاحتجاجات، وتتخوف أغلب النقابات من انحدار الأوضاع  اكثر سنة 2018 بسبب عدة ملفات منها ملف إلغاء الدعم الذي لم تفصل فيه الحكومة ولم توضح الالية التي ستعتمدها في ذلك ما يطرح العديد من التساؤلات لدي النقابات المستقلة التي تدعو لإشراكها في النقاش حول هذا الملف باعتبارها الطرف الأهم، من جهة اخري فان العديد من المؤشرات الاقتصادية تخييف النقابات المستقلة منها انهيار العملة الوطنية أكثر خلال الفترة الأخيرة وارتفاع نسب التضخم وتوجه الحكومة نحو حلول اقتصادية قد تخلق غلاء غير مسبوق في الأسواق على غرار التوجه نحو طبع الكتلة النقدية وفرض مزيد من الشروط على الاستيراد هو ما سيضعف القدرة الشرائية أكثر لتتحول الأجور الذي يتقاضاها اغلب الجزائريين والتي لا تتعدي أحيانا الـ20الف لدينار لمجرد منح لا تكفي العامل أسبوع واحد. وتؤكد النقابات أنه كما رعا العمال وضع الجزائر الاقتصادي والضغط المطروح على الحكومة وفضل تأجيل مطالبه على الحكومة أيضا أن تلتفت لهذا العامل وتسعي لتحسين وضعيته على الأقل كخطوة اولي بفتح أبواب الحوار كما سبق ووعد به المسؤولين.

 

إيدير عاشور: الحكومة مقبلة على قرارات لا تخدم العامل والاحتجاج هو الحل

 

وفي هذا الصدد أكد أمس الأمين العام لنقابة مجلس أساتذة ثانويات الجزائر إيدير عاشور أنه في  ظل استمرار الوضع المزرى الذي تعيشه القواعد العمالية والتذمر والإحباط من الغلق الممنهج وسياسة ربح الوقت من الحكومة في تجاوزها للنقابات المستقلة، وعدم فتح باب حوار جدي وتفاوض فعلي يفضي لحلحلة الملفات المطروحة فان الاحتجاج يبقي الحل الوحيد لدي النقابات مبديا تخوفه من تدهور الأوضاع اكثر مع بداية 2018 حيث أكد إيدي عاشور أن الحكومة مقبلة على قرارات لا تخدم العامل وستزيد من تدهور القدرة الشرائية لعموم الجزائريين قائلا نحن لسنا ضد انقاذ الخزينة العمومية ولا الاقتصاد الوطني لكن مع مراعاة وضع العامل فهذا الأخير كان الضحية رقم واحد للوضع الحالي حيث أشار ايدير عاشور ان القدرة الشرائية انهارت بحوالي 50 بالمائة منذ نهاية 2014 وأضاف ذات المتحدث أنه من الضروري على الحكومة حاليا التفكير في  وضع شبكة جديدة للأجور تكون مركزة وأكثر إنصاف للحفاظ على القدرة الشرائية للجميع إذ لا يوجد اليوم في العالم من يتقاضى عشر 10 مرات الاجر الأدنى المضمون إلا في الجزائر ولا يعقل أن أقل من 20 بالمائة من مجموع العمال في الجزائر تستحوذ على 85 بالمائة من الكتلة النقدية المخصصة للأجور في حين لا تستفيد بـأكثر من 80 بالمائة إلاَ من 15 بالمائة وهذا يخالف طبعاَ ما هو معمول به في العالم.

 

كمال بحار: غموض حول ألغاء الدعم على الحكومة تبديده باشراك النقابات في النقاش

 

من جهته أكد رئيس الفدرالية الوطنية لعمال البلديات  كمال بحار أن هناك تذمّر واستياء كبير  وسط النقابات على إصرار الحكومة الحالية على مواصلة تطبيق سياستها الرامية للمساس بمكاسب ومكتسبات العمال، وتجريدها من طابعها الاجتماعي، مجددا استنكار اغلب النقابات المستقلة  للخيار الاقتصادي للحكومة المتمثل في اللجوء لطبع النقود والذي أكد بأنه الخيار الذي سيؤدي حتما إلى تدنّ رهيب للقدرة الشرائية للمواطن، والذي سيدفع قسرا بالعمّال إلى تسديد فاتورة السياسات الاقتصادية من جيوبهم، وقال بحار كال أن هنام العديد ن الغموض فيما يخص سياسة الحكومة تجاه عددا من الملفات منها ملف الدعم مضيفا ان اشراك النقابات المستقلة امر ضروري قبل اتخاذ أي خطوة.

 

بحاري: 2018 ستشهد تفقير للعمال الجزائريين

 

هذا وتساءل رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين على بحاري في تصريح لـ"الرائد" عن سبب تأجيل الحكومة لاجتماع الثلاثية، مؤكدا أن ذلك دليل على أن لا أحادية ولا ثنائية ولا ثلاثية لكي يتم ترسيخ التهميش والإقصاء في حق فئة العمال، وقال بحاري ان 2018 ستشهد تفقير العمال الجزائريين بسبب نزيد من التدهور في قدرتهم الشرائية معتبرا ان الحكومة تمادت كثيرا في تهميش العامل البسيط الذي يبقي وحدة يدفع ثمن سياستها الخاطئة، كما أنتقد بحاري غياب أي حوار اجتماعي حاليا مشيرا ان ما سبق واعلن عنه تبون وبعده أويحيى مجرد شعارات ليؤكد الواقع أنها وحدها الباترونا والمركزية النقابية هم شركاء الحكومة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن