الوطن
مؤشرات إيجابية تحفز على تمديد خفض إنتاج النفط سنة إضافية وتخدم وضع الجزائر
بعد ارتفاع أسعار برميل النفط لحدود الـ 60 دولار كأعلى مستوى منذ جانفي 2015
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 أكتوبر 2017
• سراي: أغلب منتجي النفط يميلون لتمديد الاتفاق ومهمة الجزائر لن تكون صعبة
• مبتول: متفائلون بشأن أسواق النفط
ظهرت مؤشرات إيجابية في سوق النفط العالمي قبل حوالي شهر من اجتماع أوبك المقبل المقرر نهاية نوفمبر فارتفاع أسعار برميل النفط لحدود الـ 60 دولار كأعلى مستوى منذ جانفي 2015 قد يحفز الدول النفطية داخل وخارج منظمة أوبك من أجل تمديد الاتفاق لما بعد مارس 2018 وهو ما يخدم الجزائر المطالبة مرة أخري حسب الخبراء بالسعي لخلق التوافق حول هذا القرار بهدف الحفاظ على الأسعار الحالية، معتريين أن مهمة الجزائر هذه المرة لن تكون صعبة.
وقد اثار تعافي مستويات اسعار النفط الخام النقاش مجددا حول ملامح السياسة النفطية للبلدان النفطية قبيل اجتماع اوبك المقرر نهاية نوفمبر، وقد كشفت مشاورات ولقاءات كبار منتجي النفط الخام من داخل وخارج اوبك مؤخرا عن ضرورة تمديد خفض الإنتاج لفترة أطول، في ظل استعادة الأسواق التوازن المفقود، بعد نجاح اتفاق أوبك وروسيا وتسعة منتجين مستقلين آخرين الذي قادته الجزائر في تقليص معدلات الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا احتراما لمقررات الجولة الثانية لتخفيض الانتاج والممتدة من جانفي 2017 ولغاية مارس 2018 ونظرا لالتزام الاعضاء بالاتفاق بنسبة 94 بالمائة أيضا، وهو ما أفرز ارتفاع للأسعار من حوالي الـ30 دولار في 2015 لـ60 دولار حاليا، لكن ورغم هذه المؤشرات الإيجابية في سوق النفط إلا ان تركيز أوبك والدول المتحالفة لا يزال منصبا على خفض مخزونات النفط في الدول الصناعية إلى متوسط خمسة أعوام فالسوق لم تتخلص بعد من فائض مخزونات النفط والأسعار مازالت عند نصف مستواها في منتصف 2014. وقد اشار وزير النفط السعودي قبل ايام الى إن التخفيضات التي افرزها الاتفاق النفطي الجديد امتصت فائض المعروض من المخزونات بمقدار النصف، فقد تقلص المخزون بأكثر من 180 مليون برميل ومازال هناك نحو 160 مليون برميل حسب آخر الأرقام، ما يعني أن هناك حاجة الى تقليص وفرة المخزونات النفطية العالمية والعودة بها الى مستويات 2.7 مليار برميل بعدما لامست عتبة 3 مليار برميل قبل شهور.
وبالنسبة للجزائر فان تمديد أتفاق خفض الإنتاج هو أمر لا مفر منه ويخدم الجميع بما أن الاتفاق السابق كانت له تأثير واضح على السوق وهو ما ستعمل عليه الدبلوماسية الجزائرية الأيام المقبلة حيث توقع خبراء جزائريون ان يقوم وزير الطاقة الحالي يوسف يوسفي بإجراء مشاورات مع مسؤولي البلدان النفطية من اجل افتاكاك ضمانات على تمديد قرار خفض الإنتاج والعمل معا الفترة المقبلة على تقليص أكبر لتخمة المعروض متوقعين ان تستمر أسعار النفط حاليا في حدود 50 إلى 60 دولار.
• سراي: أغلب منتجي النفط يميلون لتمديد الاتفاق ومهمة الجزائر لن تكون صعبة
وفي هذا الصدد اكد أمس الخبير الاقتصادي الدولي مبارك عبد المالك سراي لـ"الرائد" أن مهمة الجزائر هذه المرة لبناء إجماع حول تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لن تكون صعبة باعتبار ان اغلب المنتجين من دول داخل منظمة أوبك وخارجها يميلون لتمديد الاتفاق لمدة تسعة أشهر وإن كان القرار قد يتأجل حتى أوائل العام القادم بناء على وضع السوق، وأضاف سراي انه ومنذ الان بدأت تصريحات إيجابية من طرف روسيا والسعودية حول صرورة تمديد الاتفاق القائم حاليا مضيفا ان المؤشرات الإيجابية التي بدأت تظهر في سوق النفط وارتفاع الأسعار قد يحفز المنتجين اكثر، ومن شبه المؤكد حسب سراي ان تتجه كافة الاطراف صوب تمديد الاتفاق النفطي 9 أشهر أو سنة اضافية للحفاظ على المكاسب التي تحققت مؤخراً، خصوصا مع تعافي الاسعار ووصولها الى 60 دولارا للبرميل، وأكد سراي في هذا السياق ان لجزائر لن تكون مضطرة لرعاية مشاورات وجولات دبلوماسية من أجل افتاك مثل هكذا قرار غير أن دورها يبقي بارز في التنسيق بين أطراف الاتفاق وبعدها مراقبة مدي الالتزام ضمن اللجنة التي تعد الجزائر عضو بارز فيها.
• مبتول: متفائلون بشأن أسواق النفط الستة أشهر المقبلة والاسعار قد تستقر بين 50 و60 دولار
من جهته ابدي الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول تفاؤله بشأن واقع أسواق النفط السنة اشهر المقبلة مشيرا ان أسواق النمط بدأت تتجه نحو نمط أسعار جديد تفرضه التحالفات والتكتلات وهو ما ظهر من خلال اتفاق تخفيض الإنتاج حيث ساهم هذا الأخير برفع الأسعار للضعف من 30 دولار في سنة 2015 لستين دولار حاليا، وهو ما سيعزز من هذا الاتفاق ويجعل البلدان النفطية تتفق حول ضرورة الاستمرار فيهن وقال مبتول أن ملامح التوجه نحو تمديد الاتفاق بدأت تظهر حيث أبدت السعودية استعدادها لذلك وكذلك روسيا وموقف الجزائر مهم وحتي أيران وفنزويلا عبروا منذ فترة عن استعدادهم لتبني أي توجه نحو تمديد الاتفاق متوقعا أن يساهم ذلك في استقرار أسعار النفط بين 50 و60 دولار الستة اشهر المقبلة، مضيفا ان أوبك، ما زالت قادرة على ضبط السوق خاصة مع التزم أعضاؤها باتفاقات سقف الإنتاج.
س. زموش