الثقافي
ثقافة الحوار والإصغاء أساليب للقضاء على التنافر بين المجتمعات الغربية والإسلامية
باحثون أكدوا على أهميتها لفهم الآخر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أكتوبر 2017
• الشريف: الابتعاد عن الذاتية أداة لفهم حقيقة "العيوب" التي تلصق بهذا الطرف أو ذاك
خلص المشاركون في ندوة حول "الإسلام والغرب: نظرات متقاطعة"، نظمت عشية أمس أول بالصالون الدولي للكتاب، إلى التأكيد على ضرورة تغليب "الحوار الداخلي" داخل المجتمعات الإسلامية والغربية لمساعدتها على فهم الآخر، وأعرب باحثون ومختصون في الفكر الإسلامي وحوار الحضارات خلال مداخلتهم عن رغبتهم في رؤية المجتمعات الغربية والإسلامية على حد سواء، تسعى إلى "فهم" الاختلاف، من خلال فتح قنوات التعارف والإصغاء بهدف القضاء على المسببات التي تحول دون تقارب الطرفين وتزيد من التنافر والتباعد بينهما.
اعترف الدكتور مصطفى الشريف، في مداخلته أن موضوع علاقة الإسلام بالغرب يبقى "جد معقد" ويستلزم "تحليلا علميا وموضوعيا"، وذلك بالابتعاد عن التحاليل "الذاتية والعاطفية" لفهم حقيقة "العيوب" التي تلصق "مجانا" على هذا الطرف أو ذاك، ويرافع الباحث في الفكر الإسلامي، من أجل استغلال مبادئ التسامح الديمقراطية والانفتاح للتقليل من حدة "التناقض" في الخطاب الذي يبقى منحصرا في المستوى النظري و"بعيدا عن واقع" تلك المجتمعات الغربية والإسلامية.
وقال كمال شكات، عضو مؤسس لهيئة علماء الساحل وعضو جمعية العلماء المسلمين، أن الدين الإسلامي السمح يدعو المسلمين عبر القرآن الكريم إلى "تقبل الاختلاف"، وأن ذلك "لا يتعارض" مع قيم الإنسانية.
وأشار المتحدث في السياق ذاته، إلى ما تقوم به هيئة علماء الساحل في مواجهة قضايا التطرف والإرهاب والعنف وكيف تساهم في اللقاء بين مختلف الأطراف، وفيما يحذر الباحث في العلوم الإسلامية، من وجود ما اسماه بـ "سيروروات انحرافية" في كلا القطبين الغربي والإسلامي، أوضح أن هناك "محطات مضيئة" في التاريخ الإسلامي يمكن الاقتداء بها الآن.
مشيرا إلى ما كانت عليه الجزائر خلال القرن 15 إلى غاية القرن 19، حيث كانت قوة إقليمية كبيرة، حينما بادرت في تلك الفترة إلى إبرام اتفاقيات صداقة مع دول عدة -مثل معاهدة الصداقة الدائمة المبرمة سنة 1816 بين الجزائر وهولندا-وهو "دليل على سلوك متحضر للمسلمين" عبر فترات متعاقبة من تاريخهم، وخلص شكات إلى القول أنه متيقن بوجوب الإبقاء على "نوافد مفتوحة" للتبادل، وذلك "على ضوء نصوص القرآن ونصوص الشريعة".
من جهته، قال الأب هنري تيسيي، أسقف الكنيسة الكاثولوكية بالجزائر سابقا، أن النقاش يجب يكون "بين الأطراف المتفتحة التي تقبل الآخر وبين المنغلقين من الأفراد" الذين يمكن مصادفتهم سواء في المجتمعيين الإسلامي أو الغربي، بهدف القضاء على الأفكار التي قد تدفع بالمنغلقين بسلوكات عنيفة ورفض للآخر، وأوضح تيسيي أنه على هذه المجتمعات الغربية والإسلامية أن تبحث عن نفسها من خلال "الحوار الداخلي الذي سيسمح لها بالانتقال بسهولة إلى مرحلة الحوار الخارجي، أي بين الحضارة الغربية والإسلامية" : "على المسلمين أن يتحاوروا فيما بينهم لتتضح لهم الرؤية حول العلاقة بين الغرب والإسلام ونفس الشيء يجب أن يقوم به الغرب" في ذات الموضوع يفسر الأب هنري.
وخلص من جهته بوغوسلاف زاغورسكي، عضو المجلس المشترك الكاثوليكي ببولونيا، على ضوء واقع الجالية المسلمة ببلده، إلى القول إن بولونيا بلد متعدد اللغات والقوميات والأعراق مند القرن 17 توجد به اليوم أقلية مسلمة قديمة وأخرى وافدة جديدة اختارت الاستقرار هناك، إلا أن هذا "الجيل الجديد من المسلمين" من أصول عربية وتركية وباكستانية والبانية وكذا إفريقية "لم يندمجوا كما يجب" في المجتمع البولوني.
مريم. ع