الوطن

وزارة الصحة تفشل في فرض "البرمانونس" على الأطباء الخواص والصيادلة

مقابل ضعف في التكفل بالمرضى ليلا بالمؤسسات الاستشفائية العمومية

لم تتمكن وزارة الصحة لغاية الأن من فرض المداومة الليلية على الأطباء الخواص ولا حتى على الصيادلة حيث لا يزال العاملون بهذين السلكين يرفضون العمل ليلا رغم التعليمات والقرارات والتهديد بالعقاب، ليبقي الجزائريون في كل مرة يشتكون من غياب التكفل الصحي ليلا وتبقي الإستعجالات الطبية بالمستشفيات الملاذ الوحيد الامر الذي يجعلها تعيش الضغط في كل الأوقات.

لم يلقي قرار وزارة الصحة الأخير بخصوص ضمان الأطباء الخواص المداومة الليلية على مستوى عياداتهم أو بالمؤسسات الاستشفائية أي استجابة في وقت لا يزال فيه الصيادلة يخرقون من جهتهم هذا النظام ويغلقون محلاتهم في وقت مبكر ما يعني أنه وحدها الاستجالات الطبية في المستشفيات هي من تضمن الخدمات الصحية ليلا ولا خيار للمريض بعد الساعة الخامسة مساء سوى المستشفيات التي تغرق في الإهمال والفوضى.

 

غياب الأمن والزبائن حجة الأطباء في ضرب قرار المداومة عرض الحائط

 

فبالنسبة للأطباء الخواص لم يحترم اغلبهم التعليمة رقم 5  الصادرة بتاريخ 5  أوت الماضي، والتي ألزمت العيادات الخاصة على تسخير الأطباء الأخصائيين في جميع التخصصات وعلى الخصوص أمراض النساء والتوليد العاملين لديها لضمان المناوبة ليلا قصد مواجهة العجز المسجل، فرغم ان التعليمة جاءت واضحة واجبرت عيادات الفحص والعلاج وعيادات جراحة الأسنان ومخابر التحاليل الطبية والأشعة ومختلف المؤسسات الصحية العاملة خلال النهار التابعة للقطاع الخاص كمراكز التشخيص ومراكز طب العيون والأذن والأنف والحنجرة وأمراض القلب على فتح أبوابها ليلا  وضمان المداومة وذلك طبقا للقانون الساري المفعول إلا ان الأطباء الخواص ضربوا هذه التعليمة عرض الحائط متحججين بغياب الامن وغياب الزبائن ليلا بما أن الجزائريين تعودوا على غلق العيادات الخاصة بعد الساعة الخامسة مساءا، كما استغل الأطباء تأخر الوزارة في وضع برنامج خاص بهذه المداومة لعدم تطبيق هذه التعليمة من اساسه رغم ان هذه الأخيرة حددت أوقات المداومة من الساعة الرابعة مساء إلى غاية اليوم الموالي على الساعة الثامنة صباحا بالنسبة للأيام المفتوحة ومن الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء وبعدها من الثامنة مساء إلى الثامنة صباحا لليوم الموالي بالنسبة لأيام العطلة الأسبوعية والأعياد، ليبقي هذا القرار الذي وصف بالإيجابي والذي سيخفف العبء على الاستعجالات الطبية مجرد حبر على ورق ولا أثر لتطبيقه على أرض الواقع ويبقي المواطن وحده يدفع الثمن اين يصعب عليه أيجاد تكفل صحي في المستوى ليلا فإما الأستعجالات الطبية التي تغرق في الفوضى ليلا بسبب الضغط أو لا شيء.

 

صيدليات مؤصدة منذ السادسة مساء...خدمة صحية تتحول لنشاط تجاري 

 

أما عن قرار إلزام الصيادلة باحترام صيغة الدوام ليلا وخلال العطلة الأسبوعية فأن هذا الأخير لم يجد طريقه إلى التجسيد منذ سنوات، وبقي حبراً على ورق، حيث يعاني لمواطنون عبر ولايات الوطن من مشكل غياب الصيدليات التي تفتح أبوابها ليلا، مما يدفعهم إلى خوض سباق لساعات وقطع عشرات الكيلومترات بحثا عن الدواء. ففي العاصمة على سبيل المثال يسجل غياب الصيدليات المناوبة بالعديد من البلديات على غرار الحراش، وادي السمار، باش جراح والمحمدية، والتي حتى وإن فتحت مساءا، إلا أنها لا تستمر متداومتها لغاية ساعات متأخرة ليلا ما يضطر المواطنين بهذه البلديات إلى التنقل إلى وسط العاصمة وقطع أزيد من100 كلم ذهابا وإيابا للبحث عن الصيدليات القليلة المفتوحة من أجل الحصول على الدواء، خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل أين تصبح إمكانية الحصول عليه صعبة نظرا لنقص وسائل النقل.

فرغم القرارات والتعليمة والبرامج التي وضعتها وزارة الصحة لضبط وتنظيم هذه المداومة وجعلها واقعا إلا أن الصيادلة يرفضون كل مرة تطبيق هذا النظام معتبرين أن الكثير من المناطق لا تحتاج إلى عمل الصيدليات ليلا و ذلك راجع إلى ضعف الحركية و قلة عدد السكان، حيث يؤكد الصيادلة أن واجبهم هو صرف الأدوية، وليس تعويض نقص في الاستعجالات الطبية أو الوحدات الصحية العمومية، لذلك فأن نقابة الصيادلة طالبت في لعديد من المرات من الوصاية التوقف عن تغطية نقص الهياكل الصحية في بعض المناطق، بإجبار عدد كبير من الصيادلة على المداومة ليلا وهو ما شجع العديد من الصيادلة على ضرب نظام المداومة عرض الحائط واتخاذ الصيدلة نشاط تجاري أكثر منه خدمة صحية.

من جهة اخري فان العديد من المواطنين يطرحون مشكل غياب الإعلام عن نظام المداومة أكثر من عدم تطبيق هذا الأخير فالعديد من اللوائح التي كانت تعلق على واجهات الصيدليات التي تتضمن توقيت وأيام المناوبة لأيام العطل والأعياد بالإضافة إلى برنامج المناوبة الليلية غابت تماماً، ما يجعل المواطن يجهل الصيدليات التي تداوم ليلا سوى تلك القريبة من مقر سكنه.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن