الوطن
جزائريون يعرضون أغراضهم الشخصية للبيع من أجل تغطية مصاريف الشهر؟!
الخطوة تشير لتدهور كبير في القدرة الشرائية وتزايد مخيف لمعدلات الفقر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 أكتوبر 2017
تدهورت الأوضاع المالية للعديد من الأسر الجزائرية لدرجة أنهم أصبحوا لا يجدون حلا لإتمام الشهر وتغطية مصاريفه سوى بعرض أغراضهم الشخصية من ملابس وأجهزة كومبيوتر وأجهزة كهرومنزلية، بل وحتى أثاثهم، للبيع في الصفحات والمجموعات المخصصة لبيع الأغراض القديمة والمستعملة على مواقع التواصل الاجتماعي وكذا المواقع المخصصة للبيع الإلكتروني، ما يشير لتدهور كبير في القدرة الشرائية وتزايد مخيف لمعدلات الفقر بين الجزائيين.
وخلال تصفحنا لعدد من المواقع الإلكترونية التي تعرض إعلانات بيع الأجهزة والالبسة المستعملة وكذا الصفحات الموجودة على الفايسبوك المخصصة لهذا الغرض صادفنا مئات الإعلانات لبيع ملابس مستعملة واغراض شخصية اخري كالساعات والنظارات الشمسية والهواتف النقالة كما وجدنا عدد كبير من إعلانات بيع الأجهزة الكهرومنزلية والاثاث والملفت للانتباه أن العديد من الإعلانات حملت الطابع الاستعجالي وكانت مرفوقة بعبارة "في حاجة للمال" فنادرا ما يخلو واحد منها في محاولة لأصحابها استعطاف المطلعين عليها ودفعهم إلى الشراء وعدم اقتراح أسعار أقل من التي حددوها، بعدما كانت عبارة "السعر قابل للتفاوض" هي الأكثر استخداما واللافت للانتباه أيضا أن أغلب هذه الإعلانات توضع منتصف الشهر أي مع بدء زيادة المصاريف مقابل بدء انتهاء الشهرية مما يشير لتخوف كبير عند العائلات من هاجس المصاريف نهاية الشهر الامر الذي يدفعهم لبيع أغراضهم الشخصية وأثاث منازلهم.
• الملابس كانت توجه للصدقة أصبحت تباع
وتحتل الألبسة النسائية بالدرجة الأول الصدارة في قائمة الإعلانات التي تعرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر المواقع الالكترونية خاصة تلك الألبسة التقليدية والخاصة بالأعراس غير ان ذلك لا يمنع وجود إعلانات لألبسة قديمة وبالية كانت في الماضي القريب توجه للصدقة أصبحت اليوم تباع وتجد من يشتريها ومن خلال اطلاعنا على عدد من الإعلانات اتضح ان هناك من الألبسة ما هو جد شخصي لا يصلح لعرضه عبر مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي غير أن الحاجة بالنسبة للبعض جعلت كل مصنوع مبيوع، وعادة تحقق هذه الإعلانات نسبة مشاهدة كبيرة وتجد هذه المنتجات المستعملة من يشتريها خاصة وأن هذه الملابس المستعلة على العموم تباع بنصف ثمن شرائها واحيانا بأسعار رمزية كونها استعملت من قبل وكونها في الكثير من الأحيان هي منتجات صينة أو تركية وليست منتجات اصلية او منتجات لماركات عالمية.
• شباب يوفرون أموالهم بشراء الهواتف والأجهزة الرقيمة ويبيعونها عند الحاجة
ومن بين إعلانات البيع الأكثر تداولا من طرف الشباب على وجه الخصوص إعلانات بيع الهواتف النقالة واللوحات الرقمية وأجهزة الكمبيوتر وحتي أجهزة التلفزيون حيث بات العديد من الشباب يعمدون لتوفير أموالهم من خلال اقتناء هذه الأجهزة خاصة وان أسعارها في كل مرة تعرف الارتفاع ويلجؤون لبيعها عند الحاجة وتعد إعلانات بيع الهواتف لنقالة من بين أكثر الإعلانات التي تتسم بطابع الاستعجالية فأغلب الإعلانات تحمل بجانبها عبارة "محتاج للمال" ما يؤكد ان إعلانات البيع المنتشرة غالبا تكون للحاجة ولا تدخل أبدا في إطار التجارة.
• ...عائلات كانت تبيع أثاثها لتجديد تبيعه اليوم لإتمام الشهر
ولم يسلم أثاث البيت عند بعض الاسر من موجة البيع حيث تقدم العديد من الأسر شهريا على عرض خزانات، صالون منزل، طاولات وكراسي بغية تأمين مبالغ مالية قليلة تعينهم على تغطية تكاليف الشهر، وأصبحت غالية هذه الاسر تلجا لمواقع الأنترنت بدل الباعة المتجولون الذين كانوا في وقت مضي يقتنون الأثاث القديم غير أن الأسعار المنخفضة التي يعرضها هؤلاء جعل الأسر تفضل مواقع الانترنت خاصة وان الكثير من العائلات تعرض اثاث في حالة جيدة وليس أثاث قديم ومن الواضح أن هذه العائلات تلجا لبيع أثاث منازلها فقط من اجل تغطية بعض المصاريف خاصة أذ تعلق الأمر بمناسبات تتطلب مصاريف إضافية أو ظروف خاصة كالمرض وغيرها.
س. زموش