الوطن

بن غبريط للأساتذة: لا للانحرافات والمتاجرة بالدروس الخصوصية !!

في رسالة وجهتها لهم في عيدهم العالمي حثتهم فيها على اليقظة

وجهت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رسالة إلى الأساتذة بمناسبة اليوم العالمي لعيد المعلم حيث بعد ان نوهت فيها بجهودهم لتطوير المدرسة الجزائرية، عادت الى التحذير من من الانحرافات والمتاجرة بالدروس الخصوصية قبل ان تشدد على اهمية اليقظة، مبرزة في المقابل مخطط استراتيجي للتكوين.

وجاء في الرسالة التي وجهتها وزيرة التربية نورية بن غبريط " نثني بجهود الأساتذة من التحضيري إلى الثانوي، مرورا بالابتدائي والمتوسط، الذين يكرّسون أيامهم وفي كثير من الحيان، سهراتهم لتربية الاطفال وفي هذا اليوم الذي يكرّم فيه العالم بأسره المعلمين، أريد أن أقاسمكم تصوّري لمهنة التدريس. بالنسبة لي، مهنتكم – هي في حد ذاتها – تشريف يميّزكم عن غيركم ويمنحكم دور اجتماعي مجزٍ"، مضيفة " نعلم جيدا كم يمكن أن تكون مهنتكم مثقلة بالمسؤولية وعبئا ثقيلا ليس من السهل تحمله. ولكننا نعلم، أيضا، كم هي مثمرة وتبعث على الرضا، لأن لقاء التلميذ بمدرس كفء من العوامل الأكثر تأثيرا في نجاح أطفالنا وأكثرها وقعا على حياتهم. فمهنتكم تتطلّب التحكّم في المعارف، التحكّم في المنهجيات البيداغوجية والتعاطف مع التلاميذ".

 وقالت الوزيرة "ان الاحتفاء بيوم المعلّم في الخامس أكتوبر من كل سنة، هو أيضا، مناسبة للتعبير عن احترامنا لمن يمارس مهنة التدريس ووقفة للترحّم واستحضار ذاكرة الأستاذات والأساتذة الذين فقدوا الحياة وهم يمارسون وهامهم النبيلة."

 

"لا يمكننا الاستغناء على الأساتذة ولا تعويضهم"

 

كما اعتبرت ان العمود الفقري للتربية وأهم متدخّل يقع على عاتق الاستاذ هو المشروع التربوي الوطني، ولهذا اكدت تمسكها بهم بعد ان قالت" لا يمكننا الاستغناء عنهم ولا تعويضهم بأي شكل من أشكال، رغم كل الابتكارات التكنولوجية."

وبناء على رسالة الوزيرة " فان لدفع قاطرة التغيير المنشود لنظامنا التربوي، فان أهم الفاعلين الذين يمكنهم – أكثر من غيرهم – رفع مستوى المتعلّم، هم الأساتذة أنفسهم، لأن جل التعليم يحدث داخل حجرة القسم، " لذلك، جعلنا الأستاذ والمفتش الذي هو في الأساس أستاذ، أهم محور في برنامج عملنا".

واضافت "إن كفاءة الأستاذ لا يمكن تقديرها على أساس المستوى الأكاديمي والتجربة أو الترسيم، فحسب. إن أفضل طريقة يمكن من خلالها تقييم نجاعة الأساتذة هي تقدير أداءهم داخل القسم وأيضا، أي من خلال درجة التقدّم الذي حقّقه تلاميذهم."

كما قالت عن  ظاهرة الدروس الخصوصية " إن تحدي المدرسة، ، لم يعد يتمثّل في توفير مقعد بيداغوجي لجميع الأطفال، بل أصبح يتمثل في توفير نفس فرص النجاح لجميع المتعلمين، و لا يمكننا، لا يمكنكم عدم الاكتراث لما نشهده اليوم، من ارتفاع الطلب على دروس الدعم خارج الحرم المدرسي والاقبال المتزايد على هذه الخدمات"، مذكرة بما جاء في الرسالة التي وجهتها للأساتذة بنفس المناسبة، سنة 2015 والتي شددت فيها " على التحلي باليقظة حتى نتجنّب كل الانحرافات أيا كان نوعها، وحتى نحافظ على الخدمة العمومية المتمثلة في التربية، بكل ما تحمله الكلمة من مقتضيات: أخلاقية وأدبية وإنسانية."

 

4 مبادئ لمخطط تكوين الأساتذة

 

وبناء على ذات الرسالة فأن تأسيس مدرسة للنجاح هو بمثابة ثورة أخرى، مكملّة لثورة أول نوفمبر" من خلال التركيز على التكوين، اعتبارا من هذا الموسم الدراسي، بعد ان قالت " شغلنا الشاغل، لذلك سنقوم بتفعيل مخطط وطني استراتيجي للتكوين، يرمي إلى تحقيق أربعة أهداف تتمثل في تحسين طرق التدريس وممارسات التعلّم بفضل ممارسات مبتكرة، وتعزيز احترافية الأساتذة ودعم الاستراتيجيات الوطنية للتكوين المستمر لفائدة كافة موظفي القطاع، مع وضع آليات للتكوين عن بعد باعتماد تكنولوجيات الإعلام والاتصال، بشكل تدريجي.

واعتبرت بن غبريط "إن التكوين وتجديد المعارف، بشكل مستمر، أمر من الأهمية بمكان، لأن كل تلميذ يهجر المدرسة بدون أن تكون لديه المعارف والكفاءات الضرورية التي تسمح له بمواكبة عصره، يمكن اعتباره اخفاقا جماعيا وخسارة كبيرة لمجتمعنا."

ووجهت في هذا الإطار نداء للأساتذة قالت فيه "للأساتذة أقول: لا تنسوا أن المتعلّم هو سبب وجود المهنة التي تمارسونها. لذلك، خذوا الوقت اللازم لجعله على رأس انشغالاتكم المهنية. خذوا الوقت اللازم للإصغاء إليه. للمتعلمين، أطفال اليوم، مواطنو الغد، كونوا قدوة حسنة، كونوا مثاليين، وإليكم يعود فضل غرس القيم ذات الصلة بالمواطنة والهوية الوطنية، في نفوس وضمائر أبنائنا."

وفي اكدت على السعي لتحسين جودة نظامنا التربوي من خلال الاساتذة الذين يعملون – بإخلاص – لإنجاح أبنائنا، رغم وجود بعض المعوقات.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن