الوطن
الأزمة والتقشف يقضيان على مشروع "العاصمة لا تنام"
النشاط التجاري في العديد من المجالات بدأ يتراجع ومحلات أغلقت أبوابها نهارا فمبالك ليلا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 سبتمبر 2017
لم تحقق ولاية الجزائر ما كانت تراهن عليه بخصوص مشروع العاصمة لا تنام رغم الملايير التي صرفت فالأزمة التي تعرفها الجزائر وحالة التقشف التي أثرت في الأسواق والنشاط التجاري قضت على المشروع نهائيا باعتبار أن هذا النشاط التجاري التي يعول عليه أصحاب المشروع وفي عدد من المجالات سواء في العاصمة أو غيرها بدا يتراجع والعديد من المحلات أصبحت تغلق أبوابها نهارا فبمالك ليلا.
ورغم أن المسؤولين على المشروع أعلنوا فشلهم وفشل المشروع برمته ألا أن إجراءات كانت لا تزال تتخذ من أجل محاولة إعادة إنعاش المبادرة التي بدأت في 2014 فمنذ حوالي 4 أشهر أعلن رئيس بدية الجزائر الوسطى عن اجتماعات تعقد من أجل إعادة فتح صفحة جديدة ولإعطاء دفع أكبر لمشروع العاصمة لا تنام من خلال ضمان فتح المحلات لأبوابها من جهة، وكذا ضمان دوريات الأمن وحماية المواطنين والتجار على حد سواء وهو ما تحقق بنسبة قليلة خلال فصل الصيف ليس تحقيقا للمشروع وانما تماشيا مع هذا الفصل الذي يكون فيه أغلب الجزائريين في عطلة يقضونها سواء على الشواطئ أو في الأماكن المخصصة للاستجمام أو من خلال التسوق في فترات تمتد ليلا، ومع انتهاء هذا الفصل عادت الأمور لسابق عهدها، حيث تراجع النشاط التجاري ليلا فالمحلات تغلق أبوابها احيانا على الساعة الخامسة مساء لتغرق العاصة في سبات عميق منذ المغرب، وما زاد من فشل المشروع هو الوضع الحالي والأزمات التي تعرفها الأسواق والركود الذي أجتاح عدد من النشاطات التجارية بسبب التقشف ورخص الاستيراد الأمر الذي دفع بالعديد من التجار لغلق محلاتهم نهارا بسبب قلة الأقبال وغياب الزبائن فما بالك ليلا، كل هذا يضاف إلى الانهيار الذي تعرفه القدرة الشرائية وهو ما له تأثير مباشر على السلوك الاستهلاكي للجزائريين الذين اصبح العديد منهم يتسوقون مرة في الأسبوع فما الحاجة إذن لفتح المحلات لساعات متأخرة من الليل وهي العوامل التي تكون قد قضت على المشروع نهائيا.
• صالح صويلح: التاجر وحده لا يمكنه إنجاح المشروع
وفي هذا الصدد اكد أمس رئيس أتحاد التجار والحرفيين صالح صويلح لـ"الرائد" أن مشروع العاصة لا تنام من البداية لم يبني على أسس صحيحة، معتبرا ان ولاية الجزائر جعلت التاجر هو الحلقة الأهم في المشروع بينما العكس، كون هذا الأخير لا يمكنه وحدة أنجاح المبادرة ولا يمكن للتجار ان يفتح محله لساعات متأخرة من الليل دون ان يكون هناك زبائن وأمن بشكل أساسي، وأضاف صويلح ان هذا المشروع فشل والأوضاع الحالية التي تعرفها الأسواق وحالة الندرة التي سجلت في العديد من المنتجات والنشاط التجاري التي تراجع في العديد من المجالات قضت على هذا المشروع وعلى امل إحياءه باعتبار ان هناك العديد من التجار سواء في العاصمة أو في ضواحيها من اصبحوا يغلقون محلاتهم عند الساعة الثالثة مساء او قبل ذلك خاصة ما تعلق بمحلات بيع الألبسة ومحلات بيع المجوهرات والاكسسورات ومحلات بيع الأجهزة المكتبية وكل هذا بسبب غياب الزبائن بفعل انهيار حاد في القدرة الشرائية حيث قال صويلح ان الازمة اثرت على العديد من النشاطات التجارية والعديد من التجار يعانون ما يعد من غير المعقول مطالبتهم أو تحسيسهم بفتح محلاتهم ليلا وهو الامر الذي يضاعف من خسارتهم ومصاريفهم.
• رزيق: لا يمكن الدفع بـ "العاصمة لا تنام" حاليا بسبب الضائقة المالية
من جهته أعتبر الخبير الاقتصادي كمال رزيق ان مشروع الجزائر لا تنام لا يمكن الدفع به حاليا بسب الضائقة المالية التي تعرفها الجزائر وتعقد الظروف الاقتصادية اكثر، معتبرا أن المشروع التهم حوالي 7 ملايير دينار دون أي نتيجة، فهذا الأخير لا يزال يراوح مكانه بسبب غياب ميزانية تمول المشاريع الضّخمة الجانبية التي من المفروض أن تكمّل المشروع منها الانارة وتوحيد واجهات المحلات يضيف رزيق الذي قال، أن مشروع العاصمة لا تنام ليس مشروع تجارة أو نشاط تجاري فقط معتبرا ان حصره في هذا الشق هو الذي ادي بفشله وانه من المفروض أن يطبق المشروع على مختلف القطاعات كقطاع النقل والإدارة والبريد والبنوك والنشاطات الثقافية والرياضية حتي تكون هناك نتيجة ملموسمة.
س. زموش