الوطن
"ذعر بنكي" بدأ يصيب المنظومة المالية سيسبب نزيف في سيولة البنوك
إن لم تقدم الحكومة مؤشرات مطمئنة بخصوص طبع الأموال، الدكتور سليمان ناصر:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 سبتمبر 2017
أكد أمس الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر أن الاقبال الكبير للجزائريين سواء مواطنين او رجال أعمال على تحويل أموالهم بالدينار لعملة صعبة خوفا من تأثير تعديل قانون القرض والنقد سيحدث نزيف في السيولة الموجودة بالبنوك ويولّد عدة سلبيات على الاقتصاد الوطني ويضر بالعملة الوطنية أكثر داعيا الحكومة لتقديم ضمانات حقيقة يمكنها أن تنهي حالة الذعر التي أصابت الجزائريين.
وذكر الخبير في منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي أن أغلب الجزائريين ممن يملكون مدخرات بالعملة الوطنية يبحثون عن أفصل مخزن لقيمة هذه الأموال خوفا من انهيارها مع بدء طبع العملة، وقد وجد هؤلاء يضيف الدكتور سليمان ناصر في تحويل مخدراتهم للعملة الصعبة افضل حل، وقال الدكتور ناصر أن الإقبال الكبير من المواطنين على هذه العملية، سواء كانوا أفراد أو عائلات، وقبل ذلك التجار ورجال الأعمال، من شأنه أن يولّد عدة سلبيات على الاقتصاد الوطني ويضر بالعملة الوطنية أكثر، لأن ذلك يؤدي لتهافت كبير على سحب المدخرات من البنوك فيحدث ما يسمى بـ "الذعر البنكي " وأضاف الدكتور ناصر ان ذلك سيحدث نقص أكبر في سيولة البنوك وهي التي تعاني أصلاً من شح في السيولة، إضافة إلى إخراج المدخرات أو جزء كبير منها والتي هي خارج منظومة البنوك، ومجموع هذه المبالغ ستتوجه إلى السوق الموازية للعملة (لعدم وجود سوق رسمية)، مما سيؤدي في النهاية إلى تدهور أكبر للدينار، وارتفاع جنوني للأورو. وقال الدكتور سليمان ناصر أن أويحيى أصاب في شق من كلامه أمام مجلس الأمة أمس الأول عندما تحدث عن تأثير قوي للشائعات على سوق العملة.
ولكن بالمقابل أعتبر الدكتور ناصر ان هذا الذعر لن يتوقف ما لم ير المواطنون مؤشرات مطمئنة توقف تلك الشائعات، رغم استبعاده ظهور هذه المؤشرات في الأمد القريب، مع الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأساسية من جهة، ودخول الإجراء الجديد (التمويل غير التقليدي) حيز التنفيذ قريباً من جهة أخرى.
يذكر أن قيمة الدينار شهدت تدهورا أكبر بالسوق الموازية خلال اليومين الماضيين نتيجة زيادة الإقبال على العملة الصعبة من طرف التجار والمستوردين، والذين باتوا يعتبرون أن العملة الصعبة أصبحت ملاذا آمنا لتخزين الأموال، فما يكتنزونه اليوم بالدينار قد لا يساوي نصفه غدا، في حين أن قيمة الأورو والدولار تبقى في ارتفاع مقارنة مع بالعملة الوطنية، وكذلك بالنسبة للذهب والعقار، اللذين توقع الخبراء أن يشهدا هما أيضا إقبالا واسعا من طرف المواطنين وبصفة أخص أصحاب رؤوس الأموال.
س. ز