الوطن

بعثة "إيكواس" بالجزائر في مهمة "إقناع مستحيلة"

تصطدم بموقفها الثابت بعدم "التدخل في شؤون الدول"

 

 

وصلت أمس السبت بعثة سياسية رفيعة المستوى عن "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" إلى الجزائر لبحث إقناع السلطات الجزائرية بالانخراط في عمل عسكري في شمال مالي المتنازع عليه. وتشير المعطيات الأولية إلى اتجاه الجزائر رفض الانسياق وراء دعوات المجموعة المعروفة اختصارا بـ"إيكواس" لشن هجوم عسكري في شمال مالي انطلاقا من مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول وهو الموقف الدبلوماسي الذي تسير الجزائر عليه. 

وتعتزم "إكواس" التي تضم 15 دولة من إفريقيا الغربية وتتخذ من أبوجا بنيجيريا مقرا لها، إيفاد 3 آلاف و300 جندي إلى مناطق شمال مالي الحدودية مع الجزائر والنيجر، لطرد المسلحين منها تمهيدا لاستعادة سيطرة الحكومة المالية الجديدة على الوضع. وحصلت «إكواس» على موافقة فرنسا وبريطانيا لنشر قواتها العسكرية، وتسعى لإشراك الجزائر وموريتانيا والنيجر في المهمة. وأعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الأسبوع الماضي، أن جيش بلاده لن يشارك في أي عمل عسكري بالأراضي المالية. 

ويذكر أن «إكواس»، أفادت في بيان بثته على موقعها الإلكتروني، الاسبوع الماضي بأن قادة أركان المجموعة قرروا إرسال وفد سياسي «رفيع المستوى»، إلى مالي والجزائر وموريتانيا، لتسهيل نشر القوة العسكرية المعروفة اختصارا بـ«ميسيما»، والمساعدة في إنجاز عملياتها. وأفاد البيان بأن لجنة قادة أركان «إكواس» تقدمت كذلك بمقترحات جديدة تهدف لتسوية الأزمة المالية. ومن المقرر أن تخضع هذه الاقتراحات للبحث على مستوى لجنة فرعية لهؤلاء القادة، قبل إحالتها إلى رؤساء دول وحكومات «إكواس» للمصادقة عليها. ومن جهة أخرى، لاحظ البيان أن اللجنة دعت «إكواس» والحكومة المالية إلى إطلاق حملة إعلامية واسعة لتعبئة وتحسيس المواطنين الماليين في إطار نشر البعثة العسكرية، التي يجهل لحد الآن درجة مساهمة أعضاء «إكواس» فيها. وأشار البيان إلى أن اجتماعا جرى في باماكو الأسبوع الماضي، بين وفد من «إكواس» والمسؤولين المحليين شهد تطابقا في وجهات النظر بين الجانبين حول المرحلة الأولى لتدخل البعثة العسكرية والمتمثلة في تأمين السلطات والمؤسسات الانتقالية. وستوكل هذه المهمة إلى قوات الدفاع والأمن المالية، وهو ما رحب به قائد أركان الجيش المالي العقيد إبراهيما داهيرو ديمبيلي الذي أوضح أن «الوحدات المالية ستكون في الطليعة لتحرير ولايات الشمال المحتلة من قبل الجماعات المتطرفة والمتمردين الطوارق».. وشدد قائد أركان الجيش المالي على أنه لا أحد سيخوض هذه الحرب نيابة عن مالي.

محمد.ا

 

 

من نفس القسم الوطن