الوطن

عصابات إجرامية تحاول إيقاع الجزائر في أزمة وقود خانقة

خبراء يحذرون من تداعياتها الخطيرة

 


تحاول عصابات إجرامية خطيرة مختصة في التهريب، تمرير كميات معتبرة من الوقود عبر الحدود، الأمر الذي من شأنه إيقاع الجزائر في أزمة وقود خانقة تكون أسوء من الأزمات السابقة، التي تضرب القطاع بين الحين والآخر، فيما يحذر خبراء في الإقتصاد من تداعياتها الخطيرة على الإقتصاد الوطني.

وتعيش المدن الكبرى في الجزائر على غرار العاصمة أزمة وقود بين الحين والآخر، وخصوصا في المواسم والأعياد أين تكون حركة النقل كثيفة، تسبب دائما في شحن طوابير طويلة في محطات البنزين، في الوقت الذي تشهد فيه بعض الولايات الواقعة غرب البلاد استمرار أزمة حادّة في وقود السيّارات وباتت محطّات البنزين غير قادرة على تلبية احتياجات أصحاب المركبات، والسبب في ذلك يعود إلى التصعيد الخطير لمافيا التهريب التي تعمل على استغلال المناسبات الوطنية والمواسم والأعياد من أجل تمرير أكبر كمية من البنزين عبر الحدود والمتاجرة فيه، مما يهدد بحدوث أزمة وقود أخرى الأيام المقبلة.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي، بشير مصيطفى، في اتصال هاتفي مع “الرائد”، أن التصعيد الذي تقوم به حاليا عصابات تهريب البنزين عبر الحدود الليبية انعكس على الساحة الوطنية ليشكل بذلك أزمة مؤقتة للوقود عبر عدة أنحاء من الوطن بداية من العاصمة، مطمئنا بأن هذه الأزمة ستنفرج خلال الأيام القليلة القادمة.

كما أوضح مصيطفى، أن شبكات تهريب البنزين تستغل كل الظروف والمناسبات لتصعيد نشاطها في تهريب الوقود عبر الحدود، مما يهدد بوضع الجزائر في أزمة وقود خانقة، مشيرا من جهة أخرى أن مثل هذه الأزمات التي تشهدها الجزائر بين الحين والآخر عادية خاصة مع بداية الدخول الاجتماعي الجديد، لكن المشكل هو التصعيد الاجرامي في هذا الإطار الذي من شأنه تعقيد الأوضاع.

ومن جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ”الرائد”، عن حجز 4000 لتر من الوقود بولاية تمنراست كانت تهرب عبر الحدود يوم 11 أوت المنصرم، يقابلها حجز 600 لتر من البنزين بولاية تبسة في 3 أوت الفائت.

وقامت مصالح أمن ولاية تمنراست بإحباط محاولة تهريب وتوقيف مركبتين محملتين بمادة البنزين على مستوى الجهة الجنوبية لولاية تمنراست.

حيثيات القضية تعود إلى الأسبوع المنصرم، اثر معلومات وردت إلى فرقة البحث والتحري لأمن ولاية تمنراست، تفيد بوجود تحركات لمركبات رباعية الدفع بضواحي قرية ارزازي الواقعة جنوب الولاية، وعليه قامت عناصر الشرطة عن طريق خطة محكمة بعملية ترصد، أين أسفرت عن توقيف مركبتين من نوع طيوطا ستايشن محملتين بكميات معتبرة من مادة البنزين والتي تقدر بـ 450 لتر معدة للتهريب، فيما لاذى الفاعلون بالهرب وسط الأودية الجبلية المجاورة.

كما تم مؤخرا تفكيك عدة شبكات مختصة في تهريب البنزين عبر الحدود، منها تمكن قوات الشرطة للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لبئر العاتر بولاية تبسة، من توقيف أشخاص مشبوهين بالقرب من محطة بنزين، فور رؤيتهم لقوات الشرطة لاذوا بالفرار على متن سيارتين نفعيتين، ويتعلق الأمر بالمدعوين" ب.م" 38 سنة، مقيم بولاية تبسة و"ج.ع" 22 سنة، وحجز 3000 لتر من الوقود كانت معبأة في دلاء معدة للتهريب، ليقتادا إلى المصلحة، وقدما أمام الجهات القضائية المختصة بموجب ملف إجراء جزائي، حيث أودعا رهن الحبس المؤقت.

كما تنقلت مصالح الشرطة لأمن ولاية تمنراست إلى أحد أحياء المدينة، أين وجدوا سيارة متوقفة في حالة عطب، من نوع "تويوتا"، عند تفتيشها عثروا على ثمانية براميل بسعة 200 لتر معبأة بمادة المازوت وثمانية دلاء بسعة 30 لتر معبأة بمادة الوقود، ليتم وضع هذه السلعة تحت تصرف المصالح المختصة، حيث تمكنت ذات المصالح من استرجاع 2000 لتر من مادة البنزين كانت معدة للتهريب ومخبأة بأحد المخازن بضواحي المدينة، ليتم وضع هذه السلعة تحت تصرف المصالح المختصة في حين تتواصل التحريات لتحديد هوية الفاعلين قصد تقديمهم أمام العدالة.

سعاد. ب

 

من نفس القسم الوطن