الوطن

مالي لن تقبل إلا بأقل من ألف جندي أجنبي على أراضيها

قوات الإكواس مرحب بها في الشمال فقط



أعلن الجيش المالي أمس رفضه نشر أي جنود أجانب من غرب إفريقيا في العاصمة بماكو، وأن أي تدخل إقليمي يمكن فقط أن يحدث في شمال البلاد الذي تحتله حاليا جماعات إسلامية، وحدد الجيش عدد جنود دول غرب إفريقيا الذي يمكن قبوله لدعمه في حربه ضد الإرهاب في شمال البلاد بنحو 800 جندي.

قرار الجيش المالي أعلن عنه رئيس أركان الجيش المالي الكولونيل ابراهيما داهيرو دمبلي أول أمس، عقب اجتماعات تشاورية جمعت السلطات العسكرية المالية بمسؤولين عسكريين من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ( ايسكوا ) في العاصمة بماكو، حيث قال في تصريح صحفي تناقلته وسائل إعلامية مالية، إن "نشر جنود من إيسكوا في باماكو غير وارد لكنهم يمكنهم أن يرسلوا بعض الجنود إلى الشمال"، وأضاف في ذات السياق بالقول: "يمكن أن يكون لدينا 600-800 من جنود إيسكوا لدعم جنودنا"، وهو ما يقرأ على أنه رفض من جانب مالي لدخول قوة عسكرية من غرب إفريقيا مقدرة بـ 3000 جندي، وبذلك يكون الرقم الذي قدمه رئيس الأركان المالي أقل بكثير من العدد الذي اقترحته المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة لنشرها في مالي، كما أنها رسالة من دولة مالي على قبولها للدعم العسكري دون أن يكون ذلك تدخلا أجنبيا، ويوجه الدعم العسكري حسبها فقط لمنطقة الشمال لتأدية مهمة محددة تتمثل في محاربة الإرهاب دون أحقية الدخول إلى العاصمة باماكو بسحب تصريح الكولونيل ابراهيما داهيرو دمبلي.

بالمقابل، نقلت تقارير إخبارية تصريحا عن مسؤول كبير في (إيسكوا)، قال فيه "إن الأمر متروك لقادة المنطقة للرد على رفض الجيش المالي نشر جنود في العاصمة"، ويرجح أن تحدث تصريحات رئيس الأركان المالي ردود فعل من جانب قادة دول غرب إفريقيا الأعضاء في المجموعة، كما ستثير حتما قلق زعماء المنطقة الذين يسعون لتعزيز إدارة مدنية ضعيفة في باماكو قبل مساعدة الجيش المحلي في التصدي لمسلحين ينتمون لجماعات متشددة متعددة بعضهم أرسلتهم القاعدة.

من جهة أخرى، لم يتضح على الفور هل سيقبل الجيش في مالي مدربين من المنطقة للمساعدة في إعادة تأهيل قوة فقدت السيطرة على المناطق الشمالية الثلاث في ثلاثة أيام بعد الانقلاب، خاصة وأنها لم تسارع في بداية الأزمة التي أدت إلى ضياع الجزء الشمالي من البلاد، إلى تقديم دعم للجيش المالي الذي انسحب إلى الجنوب وترك الجماعات المسلحة تسيطر على المنطقة الشمالية بمعية حركة تحرير الأزواد.

 

…  رئيس السينغال يطالب الدول الإسلامية بتناول ملف مالي في القمة الإسلامية

هذا وفي سياق متصل، طالب الرئيس السنغالي ماكي صال قادة قمة التضامن الإسلامي المجتمعين في مكة المكرمة بضرورة طرح الوضع الأمني المتدهور في جمهورية مالي على جدول أعمال القمة، حيث أكد المتحدث في كلمة له خلال افتتاح أعمال قمة التضامن الإسلامي أن "العالم الإسلامي يواجه صعوبات كبيرة ويجب أن يقف صفا واحدا، وبجانب المشاكل في سورية ومالي، هناك الوضع في ميانمار والقضية الفلسطينية، ونحن نتضامن مع مطالبهم ونطالب بأن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين"، كما شدد الرئيس السنغالي على أن الأمة الإسلامية يجب أن تكون متضامنة ليكون لها مكانا في العالم، معتبرا أنه يجب أن نعيد مفهوم التضامن الإسلامي" على حد وصفه.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن