الوطن

انطلاق أشغال القمة الإسلامية وسط تنافر سعودي إيراني

ظاهرها مناقشة الوضع السوري وباطنها محاربة المد الشيعي

 


انطلقت مساء أمس الثلاثاء بمكة المكرمة، أشغال القمة الإسلامية الاستثنائية التي دعت إليها السعودية لمناقشة الأوضاع في العالم الإسلامي على غرار سوريا ومسلمي الروهنغا في مينمار، وقد بدت بوادر تنافر سعودي - إيراني فور إعلان وزراء خارجية الدول الإسلامية في اجتماع سبق انعقاد القمة، تعليق عضوية سوريا في التكتل الإسلامي، وهي توصية رفضتها إيران واعتبرتها زيادة في تعقيد الأوضاع في سوريا.

أشغال القمة الإسلامية انطلقت أمس في جو يسوده نوع من التنافر السعودي الايراني بشأن الموقف إزاء سوريا، حيث تم تعليق عوضيتها في المنظمة، الأمر الذي لم تستسغه ايران الدولة الحليفة للنظام السوري. وجاء في بيان الاجتماع التحضيري للقمة، موافقة وزراء خارجية الدول الإسلامية على مشروع قرار يتضمن تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب الاتفاق على إدراج قضايا أخرى ستأخذ مساحتها في البيان الختامي ومن أهمها الحالة الإنسانية لمسلمي بورما، إضافة إلى بعض الملفات الاعتيادية التي تتعلق بالشأن الفلسطيني والعراقي واليمني. 

وقد انتقد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قبيل بدء اجتماع وزراء الخارجية الدعوات لتعليق عضوية سوريا، قائلا إن "ذلك لا يعني أنك تتحرك إلى طريق حل المشكل، بل يعني أنك تزيح المشكل جانبا"، في إشارات تضمينية لرفض المسعى الذي تريد السعودية فرضه على قادة دول العالم الإسلامي. 

القمة الإسلامية التي تدوم يومين، كانت قد دعت إليها السعودية بشكل استعجالي، لمواجهة تحديات العالم الإسلامي في ظل الأوضاع الراهنة التي تواجهها دول المؤتمر، وبالأخص في سوريا ومينمار، وفي ظاهرها مناقشة للوضع السوري المتأزم، لكن باطنها وقف السعودية التي تتزعم الإسلام السني، للحضور الايراني اللافت في المنطقة خاصة في دول عربية في الخليج على غرار اليمن، والبحرين، والكويت، لوقف المد الشيعي الايراني في دول سنية بها أقليات شيعية.

وينتظر في القمة، أن تطرح السعودية وجهة نظرها في الحل الذي تراه في سوريا، حيث لا يزال الدعم الايراني مكشوفا ومعلنا من جانب إيران، لكن الأمر سيأخذ أبعادا أخرى، خاصة في ظل الصراع السني الشيعي في المنطقة الذي تقوده ايران والسعودية، هذه الأخيرة كانت قد دعت إلى الوحدة لمحاربة الفتنة التي تواجهها الأمة الإسلامية من احتماليات التجزئة، وهو سعي سعودي أيضا لإحراج ايران أمام الدول الإسلامية وحملها على التراجع عن دعم المد الشيعي في دول عربية وإسلامية سنية.

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن