الوطن

رئيس مالي يأمر بتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 72 ساعة

استجابة لضغوطات الأمم المتحدة ودول الإكواس

 

 جدد رئيس مالي المؤقت ديوكوندا تراوري أمس ثقته في رئيس وزرائه موديبو ديارا في منصبه، وكلفه بتشكيل حكومة وحدة وطنية في فترة أقل من 72 ساعة بهدف تشكيل جبهة مضادة ضد الإسلاميين في الشمال. وفي العاصمة باماكو احتشد قرابة 50 ألف مواطن مالي في مسيرات تطالب بإحلال السلم في البلاد.

 ومباشرة بعد تلقيه دعوات من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة سعيد جنيت بضرورة تشكيل حكومة شاملة، وكذا المهلة التي منحتها له دول غرب إفريقيا والمقدرة بـ 72 ساعة من أجل تشكيل الحكومة، سارع الرئيس المالي المؤقت ديوكوندا تراوري إلى تكيف رئيس وزرائه موديبو ديارا تحت ضغط خارجي وداخلي، حيث طلب منه تشكيل حكومة وحثه على تعيين حكومة وحدة وطنية في غضون 72 ساعة لتشكيل جبهة متحدة ضد الإسلاميين في الشمال، وقال امادو كوناتي وهو مستشار في مكتب رئيس الوزراء "أعاد رئيس السلطة الانتقالية ديوكوندا تراوري شيخ موديبو ديارا في منصبه من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال الاثنين والسبعين ساعة المقبلة". وتم التأكيد أيضا على هذا التعيين في بيان أصدرته الرئاسة وتلي في التلفزيون الرسمي ليلة أول أمس الأحد.

سبق هذا الإعلان، تلقي الرئيس المؤقت شبه تحذير من قبل دول غرب إفريقيا "اكواس" التي اجتمعت بغانا في قمة مصغرة وقررت منح الرئيس المالي المؤقت مهلة 72 ساعة للإعلان عن حكومة وحدة وطنية في بلاده، من أجل الإسراع في مباشرة الحوار مع المتمردين المسلحين في الشمال، ويبدو أن الرئيس ديوكوندا قد اضطر إلى تجديد الثقة في شيخ موديبو ديارا لاعتبارات مرحلية واستجابة للضغوط الداخلية والخارجية، حيث لم تكن العلاقة مع رئيس وزرائه جيدة، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم تمكن السلطة الانتقالية من تحقيق أي تقدم بفعل الصراع السياسي الداخلي، حيث يضاف إلى الخلافات بين العسكريين والسياسيين، انقسام البلاد إلى قسمين نتيجة الخلافات السياسية الداخلية الأمر الذي مهد إلى الانقلاب الذي وقع في 22 مارس، ما مهد الطريق أمام نجاح حركة الأزواد الانفصالية في شمال البلاد إلى تحقيق نصر عسكري على الجيش المالي ثم انسحابه إلى الجنوب، كما مهد الصراع السياسي الداخلي، لتوغل الجماعات الإسلامية المسلحة في كيدال وغاو وتمبكتو، وهي التي كانت ولا تزال مرتبطة ارتباطا وثيقا بتنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبعد سيطرتها على أهم مدن مالي في الشمال، أصبحت تشكل خطرا على المنطقة، وهو ما زاد من حركات دول الجوار وكذا غرب افريقيا ( اكواس ) التي تسعى منذ أشهر لبحث تفويض أممي كي تتدخل بزهاء 3000 جندي يشكلون قوة عسكرية جاهزة لمحاربة الجماعات المسلحة في مالي. 

هذا وكان تراوري قد عين رئيسا مؤقتا في إطار صفقة شهدت اعادة المجلس العسكري قيادة البلاد إلى السلطات المدنية. وشكلت حكومة انتقالية برئاسة رئيس الوزراء شيخ موديبو ديارا وهو عالم فيزياء فلكي كان يعمل في ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) ومبتدئ سياسي لقيادة مالي إلى الانتخابات وإعادة غزو الشمال.

من جانب آخر، خرج أمس قرابة 50 ألف مواطن مالي بالعاصمة باماكو للتظاهر سلميا من أجل احلال السلم في المنطقة، وحسب ما توفر من معلومات حول المسيرة، فإن رئيس وزراء مالي موديبو ديارا كان حاضرا مع المحتجين، ووصفت المسيرة بأنها تجمع كبير لم تشهده مالي منذ بداية الأزمة، وقد خرج الماليون بناء على مبادرة دعا إليها المجلس الإسلامي الأعلى في مالي الذي يتمتع بتأثير واسع في البلاد.

مصطفى. ح 

 

 

من نفس القسم الوطن