الوطن

أربع سلع أساسية عرضة لـ"ارتفاع فاحش" مع الدخول الاجتماعي

تقرير دولي يرسم صورة "سوداوية" عن حالة الإنتاج في أهم الدول المصدرة ويتوقع

رسم خبراء اقتصاد دوليون صورة سوداوية على مدى الأسابيع المقبلة بسبب موجة غلاء جديدة تمس المواد الغذائية الأساسية المدعومة حكوميا قد تجتاح الجزائر ومصر وتونس على خلفية الجفاف في المحاصيل الزراعية ذات الاستهلاك الواسع في أهم البلدان الأوروبية والأمريكية المصدرة لها.

وكشف تقرير دولي من واشنطن اطلعت "الرائد" على نسخة منه نقلا عن محللين اقتصاديين عن انعكاسات أسوأ موجة جفاف منذ نصف قرن تضرب المحاصيل الزراعية في الولايات المتحدة، مع تخفيض الحكومة الأمريكية تقديراتها لمحصول الذرة السنوي بنحو17 في المئة في الشهر الماضي مسجلا أدنى مستوى منذ عام 1995. وقال محللون إن هذا المحصول سوف يترجم في شكل ارتفاع أسعار السلع بما فيها المواد الغذائية المصنعة والأعلاف الحيوانية والوقود. وفي هذا الإطار قال ريغنسيك تيري المحلل في شيكاغو "ما لم يكن هناك طقس طبيعي وعودة المطر إلى التساقط من اليوم فصاعدا، يمكننا أن نرى بسهولة ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا" بنسبة 20 في المئة إلى 25 في المئة محذرا المصدر ذاته من عودة سيناريو الاضطرابات الاجتماعية التي مست الجزائر ومصر وتونس مطلع العام 2011، عقب الارتفاع العالمي في أسعار السلع الغذائية والمخاوف من التضخم ونقص الغذاء العالمي في بعض البلدان النامية.

كما أضرت الظروف المناخية القاسية أيضا الإنتاج الزراعي في بلدان أخرى تعد أهم وجهات التصدير الرئيسية، بما في ذلك البرازيل وروسيا وأستراليا والهند. وهذا يعني ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك السكر والذرة وفول الصويا والقمح، فضلا عن المنتجات الغذائية منها. وتستحوذ الولايات المتحدة على نحو 40 في المئة من الذرة في العالم، وفول الصويا وكذلك 20 في المئة من القمح.

وعلى صعيد ذي صلة سجلت أسعار الغذاء عالميا قفزة غير متوقعة حيث ارتفعت بنسبة 6 % خلال جويلية، بعد ثلاثة أشهر من التراجع. وسجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) لقياس التغير الشهري في الأسعار الدولية لسلة السلع الغذائية 213 نقطة في المتوسط، أي ما يفوق مثيله لشهر جوان بمقدار 12 نقطة. ورغم هذا الارتفاع إلا أنه لا يزال أقل بكثير من الذروة التي سجلت في فبراير من العام الماضي، والتي بلغت 238 نقطة. ورجحت المنظمة أن يكون هذا الصعود مرتبطا بالارتفاع الكبير في أسعار الحبوب والسكر، مشيرة إلى أن الأسعار العالمية للحوم ومنتجات الألبان لم يطرأ عليها تغير يذكر. وحذرت الفاو من أن العالم قد يواجه أزمة غذاء جديدة على غرار تلك التي وقعت عام 2007- 2008 إذا ما لجأت البلدان إلى حظر الصادرات.

وذكرت المنظمة أن أسعار الذرة الصفراء ارتفعت بما يصل إلى 23 % خلال جويلية نتيجة التدهور الشديد في توقعات إنتاج محاصيل الذرة الصفراء لدى الولايات المتحدة نتيجة لأضرار الجفاف الواسع النطاق. كما ارتفعت أسعار طن القمح بنسبة 19% وسط تدهور فرص الإنتاج لدى روسيا وتوقعات الطلب القوي على القمح للاستهلاك كعلف مع تراجع إمدادات الذرة الصفراء. وشهد الشهر الماضي زيادة حادة أيضاً في أسعار السكر الذي قفز بمقدار 12% إلى مستوى جديد مقداره 324 نقطة. وأرجعت المنظمة الارتفاع إلى هطول أمطار مبكرة في البرازيل، المصدر الأكبر للسكر في العالم، مما يعوق حصاد قصب السكر إضافة إلى مخاوف تتعلق بإنتاج السكر في الهند وأستراليا.

محمد. ا

من نفس القسم الوطن