الثقافي

الثقافة مهمشة في برامج المترشحين للتشريعيات القادمة

بعض الأحزاب اهتمت في برامجها الانتخابية به

 

 

يعرف الاهتمام بالثقافة في البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية المشاركة في تشريعيات الرابع ماي 2017 تفاوتا ملحوظا حيث جعلته بعض التشكيلات ضمن أولوياتها الرئيسية في حين وضعته أخرى ضمن انشغالاتها الثانوية، وربطت جبهة التحرير الوطني في برنامجها بين الثقافة والتعليم معتبرة أن تكوين الإنسان يشكل "عنصرا أساسيا" في النهوض بالبلاد اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ومشددة على أن "مؤسسات الدولة العصرية هي التي تصون القيم والثوابت الوطنية".

كما أكد هذا الحزب على العلاقة الوثيقة بين المواطنة وحقوق الإنسان والموروث الثقافي للجزائريين ملحا في هذا الصدد على ضرورة تجسيد قيم المواطنة وحقوق الإنسان "المتناغمة مع المعاني والمفاهيم الحقيقة للمواطنة وتعاليم ديننا الحنيف وثقافتنا المستمدة من تاريخنا العريق" وفقا للبرنامج.

وفي خانة "الحفاظ على وحدة البلد واستقراره وأمنه" رافع التجمع الوطني الديمقراطي لصالح "تثمين الثقافة الوطنية" من أجل التأكيد على "هوية شعبنا ومن أجل مساهمتها في الثقافة العالمية" كما جاء في البرنامج.

ويدعو أيضا هذا الحزب لـ "النضال من أجل تعميم التاريخ الوطني الممتد عمقه عبر آلاف السنين" وكذا "العمل على حماية ديننا الإسلامي الحنيف من التيارات والطوائف الدخيلة عن تقاليدنا ..." بالإضافة إلى "ترقية الأمازيغية كعامل إضافي لوحدة شعبنا".

ورافع من جهته تحالف حركة مجتمع السلم لصالح "صياغة آليات" للتنسيق والتكامل بين الفضاءات التربوية والثقافية والاجتماعية والدينية وكذا الاستعانة بالموروث الديني لتحقيق التطور وبعث ثقافة الاحترام والتعاون والتكافل والقيم المساعدة على الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بالإضافة لتحصين المجتمع من الجهل بالدين وتكريس سيادة اللغة العربية مع ترقية استعمال الأمازيغية.

وأما حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فقد ركز في الشطر الثقافي لبرنامجه الانتخابي على اللغة الأمازيغية مطالبا بـ "الحفاظ عليها من كل محاولة تقزيم سياسي أو قانوني" ومعتبرا في هذا الإطار أن "الاعتراف بها كلغة رسمية إلى جانب العربية هو بمثابة مكسب للأمام ...".

كما طالب ب "سن قانون عضوي" يحدد الحرف الرسمي الذي تكتب به هذه اللغة وكذا شروط دمجها في التعليم والإعلام والإدارة والمجالات الحيوية للحياة العامة وغيرها بالإضافة لـ"ضمان" تعليمها إلى جانب الثقافة الأمازيغية للأطفال الجزائريين في الخارج على غرار العربية وهذا بما يعكس "الاعتراف بالتنوع اللغوي والثقافي لبلادنا" وفقا للنص.

وفضلت جبهة القوى الاشتراكية إعطاء "لمسة ثقافية" لحملتها الانتخابية التي أطلقتها من قصر تافيلالت بمدينة غرداية رغبة منها في تسليط الضوء على هذه التجربة المعمارية التراثية الناجحة التي تشكل "مثالا يحتذى به" في مجال المواطنة والمجتمع المدني وخاصة مسألة "التنمية المستدامة" وفق صفحتها الرسمية في الفايسبوك.

وجاء في صفحة الحزب أيضا أن مشروع تافيلالت (الواقع بأعالي بني يزقن) يستهدف "بعث جزء من تراث أسلافنا" المرتكز على الإيمان والاعتماد على النفس الذي سمح للواحات بمقاومة البيئة القاسية وتجسيد أحد أوجه مشروع الألفية المسمى "التنمية المستدامة".

وسيكون أيضا الاحتفال بمئوية الكاتب الجزائري مولود معمري ضمن "أقوى لحظات" الحملة الانتخابية لجبهة القوى الاشتراكية بقيادة أمينها الوطني الأول عبد المالك بوشافة.

وأولت من جهتها الحركة الشعبية الجزائرية اهتماما كبيرا بالثقافة في   برنامجها الانتخابي جاعلة من "ترقية وإنتاج ونشر الثقافة في صلب اهتماماتها" ومشددة في نفس الوقت على ضرورة أن "تتاح الثقافة لجميع المواطنين"، كما حث هذا الحزب على "تشجيع الإنتاج الثقافي النوعي عبر كل الوسائل المتاحة" وكذا "الانفتاح على العالم مع حماية الطابع المحلي والوطني .." مؤكدا في هذا الإطار على أن "حرية الفكر والإبداع هي أساس أي إشعاع ثقافي" وفقا للنص.

وبدوره لم يغيب التحالف الوطني الجمهوري الجانب الثقافي في برنامجه حيث شدد على أهمية "ترقية الموروث الحضاري والثقافي والحفاظ على المرجعية الدينية   الوطنية ..." وكذا "الارتقاء بالشعور الوطني ضمن مزيج يدمج الأبعاد السياسية للهوية الوطنية والمقومات الشخصية الجزائرية إلى جانب متطلبات الانفتاح على العولمة بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية..."، حسبما جاء في البرنامج.    

كما دعا هذا التشكيل السياسي للاهتمام "بغرس القيم الحضارية والثقافية والروحية للأمة" وكذا "بعث قيم ثورة نوفمبر مجددا وخاصة في نفوس الأجيال الجديدة" بالإضافة لـ "الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية وترقيتها ".

ويرى باحثون في الشأن الثقافي أن الاهتمام بهذا القطاع في برامج أغلب الأحزاب كان "ضعيفا". في هذا الصدد تعتبر الجامعية والباحثة حبيبة علوي أن أغلب هذه التشكيلات "لا تهتم" بالجانب الثقافي في برامجها "ولما تتكلم عنه تتطرق له من ناحية سياسية" مضيفة أن "بعضها يرافع لجانب واحد من الثقافة لا يعبر عن الثقافة الجزائرية ككل".

وتعتقد السيدة علوي ايضا أن السياسي الجزائري "لا يفكر عادة" في الثقافة لاعتقاده بأنها "لا تنفعه" في الحملة الانتخابية فهو يهتم أكثر بـ "الشعارات" السياسية والاقتصادية التي يظن أنها تجلب الناس رغم أن اعتقاده هذا "خاطئ" وفقا للباحثة.

واعتبر من جهته الباحث الموسيقي ورئيس المجلس الوطني للفنون والآداب عبد القادر بن دعماش أن بعض هذه التشكيلات "اهتمت" في برامجها بالثقافة حيث حملت "مشاريع وآفاق ثقافية" غير أن الجانب الثقافي ككل "مهمش عموما في هذه البرامج" يقول بن دعماش.

 

 

 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي