الوطن

خبراء يدعون لتعليق المفاوضات مع "أو. أم. سي"

باعتبار أن الظرف الحالي يجعلها غير مجدية ولا تعرف أي تقدم

 

لالماس: الرضوخ لشروط المنظمة فقط من أجل الانظام لها سيجعل الجزائر تخسر كثيرا 

 

 

أشار خبراء أمس أن المساعي التي تبذلها الحكومة في إطار التقليل من فاتورة الواردات وتقييد الاستيراد ستكون عائق أمام تقدم المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية والتي من المزمع أن تجري ضمها الجولة الـ 13 شهر جوان على أكثر تقدير متوقعين أن تخرج هذه الجولة أيضا دون أي نتائج ما جعلهم يؤكدون أنه على الحكومة التريث وتأجيل المفاوضات كونها لا فائدة منها في الوقت الحالي خاصة مع الوضعية الراهنة للاقتصاد.

مع اقتراب الجولة الـ13 لمفاوضات الجزائر مع منظمة التجارة العالمية المرتقبة شهر جوان على اكثر تقدير توقع خبراء أمس ان تكون هذه الجولة غير مجدية وأن تخرج دون أي دفع لمسار انضمام الجزائر لهذه المنظمة بسبب الظروف التي تعيشها الجزائر والمساعي التي تبذلها الحكومة في إطار التقليص من فاتورة الاستيراد والإجراءات التي اتخذت في هذا الصدد منها رخص الاستيراد ومنع بعض المنتجات من الدخول للجزائر وهو الأمر الذي خلق ضغوطا دولية على الجزائر والتي تلقت العديد من الاستفسارات على سياستها هذه من طرف الاتحاد الأوروبي فرنسا واسبانيا وعدد من السفراء في الجزائر وهو كذلك الذي سيكون سببا حسب الخبراء في تعثر الجولة الـ13 من المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية حيث من المؤكد ان تطلب هذه الهيئة العالمية بدورها تفسيرات حول هذه السياسة التي تمضي فيها الحكومة خاصة وان شروط هذه الأخيرة تعجيزية ولا تتناسب حاليا مع وضع الجزائر الاقتصادي والذي يقتضي التفكير في المصلحة الاقتصادية للبلاد قبل أي شيء، ودعا الخبراء في هذا الصدد لتأجيل المفاوضات باعتبار ان هذه الأخيرة لن تشهد أي تقدم مشيرين ان الجولة الـ13 للمفاوضات ستكون غير مجدية بما ان الجزائر وخلال الجولات الـ12 الماشية لم تتمكن من أفتتاك تأشيرة الدخول إلى هذا الفضاء رغم أن وضعيتها الاقتصادية كانت أحسن بكثير مما تعيشه الآن.

 

لالماس: الرضوخ لشروط المنظمة فقط من أجل الانظام لها سيجعل الجزائر تخسر كثيرا 

 

وفي هذا الصدد أشار الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية "استشارات للتصدير" إسماعيل لماس أنه من الأحسن ان تؤجل الجزائر مفاوضاتها مع منظمة التجارة العالمية بسبب الوضع الراهن للبلاد معتبرا ان الجولة الـ13 من المفاوضات المزمع الدخول فيها لن تكون مجدية خاصة وان الجزائر تسير في طريق التقليل من الاستيراد وفرض رخص على ذلك مضيفا ان هذه السياسة مرفوضة عند المنظمة التي سبق وفرضت على الجزائر إملاءات كانت ستصبح شوكة في حلق الاقتصاد الوطني وتضر بمصلحة الجزائر مستقبلا، مثل تحرير سوق السيارات المستعملة والمنتجات الكحولية مضيفا ان رفض الجزائر لذلك هو ما جعل المفاوضات تتعطل لأكثر من 20 سنة، وأنتقد لاماس طول المدة التي استغرقتها الجزائر في مفاوضاتها ومباحثاتها الدورية للدخول في منظمة التجارة العالمية، معتبرا أن الوضعية الراهنة للاقتصاد الوطني وفرض الحكومة لرخص استيراد المواد الاستهلاكية والسلع وفق كوطة محددة حسب حاجة السوق، والشروط التعجيزية للمنظمة ستكون من بين أهم العراقيل التي تحول دون تطور المفاوضات بين الطرفين، خاصة في الوقت الحالي. وأوضح المتحدث في ذات الصدد أنّ أومسي من المستحيل أن تتخلى عن شروطها لانخراط أي دولة في عضويتها، وبالمقابل فإن الجزائر مطالبة بعدم التنازل عن مساعيها التقليل من الاستيراد وسياستها الاجتماعية خاصة حاليا وقال لاماس أن الرضوخ لشروط المنظمة سيجعل الجزائر تخسر كل الجهود الذي بذلتها السنتين الماضيتين والعودة نحو فتح أبواب الاستيراد على مصرعيه بما يهدد الإنتاج الوطني بالإضافة إلى فتح مجال الاستثمار في الشركات العمومية والكثير من الشروط التي لا تخدم الاقتصاد حاليا بالمقابل فأن الجزائر لن تستفيد من أي شيء يذكر يمكنه أن يساعد في التخفيف من الأزمة الحالية لذا أعتبر لاماس ان احسن إجراء حاليا هو تعليق المفاوضات بصفة مؤقتة.

يُذكر أن وفدا من منظمة التجارة العالمية سيحل بالجزائر في السداسي الأول من السنة الجارية لعقد الجولة الـ 13 من المفاوضات متعددة الأطراف الخاصة بعرض ملف دخول الجزائر لهذه الهيئة، حيث تعتبر الجزائر أقدم دولة في العالم تتفاوض من أجل الدخول إلى المنظمة، وتُجري مفاوضات منذ جوان 1987 منذ زمن الاتفاقية العامة للتعريفة والتجارة التي تحولت إلى المنظمة العالمية للتجارة في مراكش عام 1994، حيث عقدت الجزائر 12 جولة مفاوضات، وأجابت على أزيد من 1900 سؤال مرتبط أساسا بنظامها الاقتصادي. وتقدمت الجزائر بملف الانضمام لأول مرة إلى الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفة الجمركية في سنة 1987، لكن الصعوبات الاقتصادية التي مرت بها الجزائر حالت دون تحقيق هذا الانضمام. وبالنظر إلى تشابه الوضعية الراهنة مع تلك في منتصف الثمانينات، يظهر أن المهمة ستكون صعبة أيضا.

 س. زموش

من نفس القسم الوطن