الثقافي
أزراج: "لا تطور ثقافي في 2016"
قال إن الجزائر تسدل ستار العام على مشهد ثقافي معتاد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 ديسمبر 2016
قال الناقد عمر أزراج "إن نجم الجزائر ثقافيا قد خبا كليا، فهل شهدت الجزائر في عام 2016 أي تطور نوعي في الحياة الثقافية والفنية الجزائرية على مستوى صناعة الكتاب، وإنشاء المجلات الثقافية والفنية والفكرية الجديدة المتميزة، والحفاظ على المجلات القديمة مثل مجلات: آمال والمسرح والثقافة والثورة.. وتطوير الإنتاج الفني في السينما، والمسرح، والفنون التشكيلية؟ وهل تمَ إعطاء دفع استثنائي للحركة الأدبية بمختلف حقولها الأساسية كالشعر والقصة والنص المسرحي والرواية والنقد الأدبي والفكري؟".
وأضاف أزراج في مقال له نشر في صحيفة العرب قائلا: "إن الميزانية التي ترصد للثقافة ضعيفة جدا، حيث لا يمكن أن تساهم في تفعيل البعد الثقافي الوطني ليكون له دور في خلق نهضة ثقافية وفكرية وفنية في البلاد ويضمن لها الإستمرارية، كما أن بعض النشاطات الثقافية السطحية التي تنظم بكثير من الإرتجال لا تترك أثرا يذكر، فنحن بحاجة إلى مشروع ثقافي وحضاري محدد المعالم، وبرنامج وإطارات لتنفيذ هكذا مشروع في الميدان".
واعتبر عمر أزراج أن "البنية التحتية الثقافية والفنية لم تشهد في هذه السنة أي تحول جدير بالذكر، ما عدا القيام بصيانة عدد من قاعات السينما، والمسارح القديمة القليلة في الوطن التي تحتكرها المدن الكبرى"، مضيفا في ذات السياق أن "الأرياف الجزائرية لا تملك مسارح تقليدية أو حديثة للأطفال وللشباب، عدا ما يسمى بالنوادي الثقافية التي لا تتوفر على الوسائل المشجعة على الإبداع، كما أنها تفتقر إلى مدرسين متخصصين وأكفاء في الموسيقى، والإخراج المسرحي والتمثيل، والسينوغرافيا والنحت والرسم".
وأكد المتحدث أن "الثقافة الجزائرية لم تؤد أي دور في كتابة التاريخ الثقافي والفني لكل محافظة وبلديتها، لتكون بمثابة لبنة تنطلق منها عمليات كتابة التاريخ الثقافي العام المشكل للبنية الكلية للهوية الجزائرية المتنوعة والغنية فعلا، كما أن دور الثقافة الجزائرية في الجزائر العميقة بما في ذلك مديريات الثقافة لم تخلق ديناميات العمل الثقافي والفكري والفني المستمر، بما يؤدي إلى تربية أجيال الشباب والشابات على القيم الثقافية العصرية والحداثية".
ولدى تقييمه للنشاط الجمعوي، قلل ذات المتحدث أن "ما يتصل بمجال الجمعيات الثقافية المعروفة، فقد كانت في فترة الثمانينيات من القرن العشرين بمثابة الواجهة الثقافية الجزائرية، وذلك رغم بعض سلبياتها ونقائصها، على غرار اتحاد الكتاب الجزائريين، وجمعية الجاحظية التي أسسها الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار، وكذلك الإتحادات الثقافية والفنية الأخرى مثل اتحاد الفنانين التشكيليين واتحاد المعماريين الجزائريين، واتحاد المغنين والموسيقيين الجزائريين.. وغيرها من الإتحادات ذات الطابع الثقافي والفني".
وخلص أزراج إلى أن "عام 2016 لم يشهد أي تغيير نوعي إيجابي في وضع هذه المؤسسات الثقافية، بل على العكس فإن اتحاد الكتاب الجزائريين قد مات بشكل تام ولم يعد واجهة ثقافية وفكرية للوطن بل أصبح مقرا تباع فيه الكتب، وأما جمعية الجاحظية فقد دفنت أيضا يوم دفن الراحل الطاهر وطار فعلا، ولم تعد فضاء للندوات الفكرية والأدبية الكبرى، ولنشر وطبع الكتب أيا كان مستواها الفني والفكري والثقافي، وفضلا عن ذلك فإن مجلتي التبيين والقصيدة اللتين كانتا تصدران عن جمعية الجاحظية وتعدان بالتطور فقد أدركهما العجز".