الثقافي

باحثون في التاريخ يؤكدون على صعوبة الوصول إلى مصادر الأحداث

خلال لقاء سلط الضوء على الكتابة عن حرب التحرير

 

شكلت الصعوبات التي يواجهها الباحثون لكتابة تاريخ الحركة الوطنية وحرب التحرير الوطني موضوع للنقاش خلال لقاء نظم أمس أول بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران.

وقدم ثلاثة باحثون من المركز المذكور وهم وناسة سياري تنقور وعمار محند عامر وصادق بن قادة في هذا اللقاء لمحة عن الوضعية استنادا إلى عدة محاور منها الصعوبات التي يواجهها الباحثون في التاريخ خلال أداء عملهم.

وركز فؤاد الصوفي الباحث بمركز البحث في الانثربولوجيا الاجتماعية والثقافية والذي أدار النقاش مداخلته حول الخلط بين كتابة المذكرات وكتابة التاريخ مشيرا الى أن "مؤلفي المذكرات هم جامعيون وليسوا مؤرخين لأن أعمالهم لا تلبي متطلبات كتابة التاريخ التي هي تخصص أكاديمي محدد بمعايير صارمة من الموضوعية والحقائق التاريخية لاسيما فيما يتعلق بالمصادر والأرشيف والشهادات الشفوية". 

  وفي هذا السياق أشارت وناسة سياري تنقور في مداخلتها إلى صعوبة الباحث لإجراء البحوث حول مواضيع قريبة إليه كونها تمس منطقته أو عائلته وغيرها  مبرزة أن تاريخ حرب التحرير الوطني والحركة الوطنية يعد في العموم نشيط.

  وذكرت أن "هذا التاريخ ليس ثابتا ولا ساكنا والبحث لا ينتهي أبدا لأن التحليلات تخضع للتغيير والإثراء".وأضافت سياري تنقور أن البحث لا يثير الاهتمام إلا إذا كان يتطرق إلى الأحداث من زوايا مختلفة  مشيرة إلى أن اللجوء الى ذاكرة المجاهدين في غياب الأرشيف "يمكن أن يسد فراغا وهو طريق مفتوح للباحثين رغم أن ذلك يمكن أن يسبب مشاكل لأن الذكريات حتى بالنسبة لأولئك الذين عايشوا بعض الأحداث يمكن مع مرور الزمن أن تتغير أو أن تنحاز لصالح حدث معين أو شخص ما".

وأشارت ذات الجامعية الى أحداث 8 ماي 1945 كمثال مبرزة أنه "لم يتم الحديث بشكل كامل عن هذا الحدث ويمكن للباحثين الوصول إلى جملة من المعلومات وذلك من خلال مسائلة عدة عناصر مثل الأرشيف المحلي والأجنبي والصحافة لتلك الفترة وكذا الذاكرة الجماعية والفردية وغيرها".

  وفي هذا الإطار أشار عمار محند عامر في تدخله إلى الصعوبات التي يواجهها الباحثون لتحديد على سبيل المثال التنظيم الهيكلي للولايات التاريخية والمناطق للوصول إلى تنظيم هيكلي ل 1 نوفمبر 1954  مشيرا أيضا إلى أن "حاملي الذكريات قد فرضوا أنفسهم للمؤرخين".

  "يجب معرفة جميع الفاعلين في حرب التحرير الوطني من 1954 الى 1962 وكذا جميع الفاعلين في المنظمة الخاصة لأنه باستثناء قادتها فإن الفاعلين الآخرين ليسوا معروفين"  حسب ذات المحاضر الذي أشار إلى أنه "من المعقد جدا على المؤرخين القيام بعمل منسجم بدون الأرشيف وبالاعتماد على الشهادات فقط. يجب أن نتوجه إلى التاريخ المحلي".

ومن جهته تناول صادق بن قادة السيرة الذاتية ك "مثبت للذاكرة " وأبرز أنه يوجد وفرة من قصص السير الذاتية التي صنفها المتدخل حسب الفئات لا سيما المذكرات الذاتية المتعلقة بحرب التحرير الوطني والولايات والسجون وفيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني ومنطقة الجزائر العاصمة.

  وفي هذا السياق قام بن قادة بتحديد مختلف الكتب المخصصة لحرب التحرير الوطني لكل ولاية على المستوى الوطني من حيث المهن (الصحة على سبيل المثال) ومذكرات السجن مقدما العديد من الأمثلة خاصة أعمال ياسف سعدي وعلي هارون ومحمد حربي والدكتور بن زرجب والدكتور تامي مجبر وغيرهم.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي