الوطن

الحكومة تدفع ببرنامج توعوي ضدّ التطرف في الجامعات والثانويات

بعد أن استشعرت خطر تجنيد "داعش" لأبناء المغرر بهم في العشرية السوداء



  • وزارة الشؤون الدينية تشرع في حملة تطهير الفضائيات من "المشيخة الافتراضية"!
  • المسجد ليس مسؤولا لوحده عن محاربة التطرف


كشف مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية عن وجود مساعٍ للشبكات الإرهابية خاصة الناشطة ضمن تنظيم " داعش " الإرهابي، من أجل تجنيد أبناء المغرر بهم في العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر من أجل الالتحاق بالتنظيم، وقال أن هذه العملية تتم عن طريق تصوير لهؤلاء بأن آبائهم " شهداء "، والعمل على استدراجهم فيما بعد، وتطرق لحادثة وقعت بمدينة بومرداس قامت مصالح الأمن بتفكيك شبكة تجنيد في وسط هؤلاء الشباب بغرض التحاقهم بالتنظيم الإرهابي " داعش "، ودعا إلى محاربة ما وصفه بظاهرة "الانسحاب من الحياة" التي استشرت وسط الشباب العربي عامة والشباب الجزائري خاصة، من خلال تحسيسهم بأهمية وجودهم في حركية المجتمع وعدم ترك المجال مفتوحا لهاته التنظيمات المتطرفة لنشر سمومها وأفكارها المتطرفة في عقولهم.
كشف بوزيد بومدين أن وزارة الشؤون الدينية ستبادر في الأيام القادمة عن طريق مديرية الثقافة الإسلامية لتأسيس قوافل علمية تستهدف الشباب في الثانويات والأحياء الجامعية، لمنع تغلغل الأفكار المتطرفة وسط الناشئة مؤكدا خلال استضافته أمس في منتدى الإذاعة الوطنية أن مديرية التوجيه الديني على مستوى الوزارة تهتم بالخطاب المسجدي وتسعى لتطهير هذا الخطاب من الغلو، فكل خطبة تتجاوز مسألة الاعتدال يحال صاحبها – الإمام- على اللجنة العلمية، وأضاف المتحدث يقول أن وزارة الشؤون الدينية حاربت الدعاة الجدد على مستوى الفضائيات، إضافة إلى المشيخة الافتراضية التي يُجهل مصدرها، وقال في هذا الصدد أن بعض القنوات الخاصة يجب أن تلعب دورها في هذا المجال ولا تفتح المجال للمشايخ غير الموثوقين من خلال حصصها الدينية.
ويرى بوزيد بومدين أن الحركات الجهادية دخلت مرحلة ما يسمى بالعولمة، إذا لا جنسية لها ولا دين لها، وانتقلت من العمل الإرهابي التقليدي إلى العمل المتطور من خلال وسائط التواصل الاجتماعي وتحكمها في تقنيات الملتميديا لتمرير أفكارها ونشرها للتأثير عاطفيا على أكبر عدد ممكن من الشباب عبر العالم ككل وليس العالم الإسلامي فقط، بدليل تأثيرها على عدد كبير من شباب الدول الأوربية الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، في وقت لم تلعب النخب المثقفة وجمعيات المجتمع المدني دورها في محاربة هذا التطرف من خلال احتكاكها بالشباب وغرس فيهم قيم حب الحياة والمواطنة والتواجد أكثر فأكثر على مستوى هذه الوسائط ومحاربة هذا الفكر في مهده والحيلولة دون تطوره.
بدوره، قال عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين أن النخب المثقفة بكل مكوناتها تتحمل مسؤولية عدم محاربة الأفكار المتطرفة إضافة إلى مؤسسات المسجد، المدرسة، الجامعة والأسرة، مشيرا إلى أن الغلو لا ينتج دفعة واحدة وإنما يأتي تباعا.
وأشار قسوم إلى أن الخطاب الديني الحالي تشوبه الكثير من المغالطات والغموض، مؤكدا أن الجزائريين مطالبون بتصحيح المفاهيم، وقال في هذ الصدد: " لا يمكن أن نلصق الإسلام كدين تسامح بهذا الإرهاب الأعمى الذي لا علاقة له بالخلاق والقيم السامية، مشيرا إلى أن الإسلاموفوبيا أو كما وصفها بـ" الغلو المضاد " هي أحد أهم مسببات العنف، فمسلمو أوروبا لن يقبلوا أن تشير الدول الأوروبية بأصابع الاتهام إلى الإسلام، كلما حدث عمل أو اعتداء إرهابي على أراضيها".
ويرى رئيس جمعية العلماء المسلمين أنه -إضافة إلى الإسلاموفوبيا التي تسبب العنف وتؤدي إلى التطرف – يبقى عدم تمكين العلماء المشهود لهم بالأداء الجيد أمام الخصم والحليف من تأدية دورهم ساهم في انتشار مثل هذه الأفكار العنيفة التي يرفضها الإسلام والمجتمع الجزائري.
 خولة. ب

من نفس القسم الوطن