الوطن

دول الجوار الليبي ترافق الليبيين إلى الحل من الجزائر

مارتن كوبلر في الامتحان الأول بعد زيارات للدول المعطلة



تستعد الجزائر لاستقبال اجتماع دول الجوار الليبي، المقرر بداية ديسمبر المقبل، بمشاركة الجامعة العربية والمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر والذي ستسعى فيه الأطراف المجتمعة إلى البناء على الاتفاق باعتباره الحل الأمثل للخروج من المأزق الحالي وليس البدء من نقطة البداية.
وبدت تصريحات كوبلر في زيارته إلى القاهرة التأكيد على أهمية دور مجلس النواب في المرحلة الانتقالية كغيره من الهيئات وأنه لا بد من ممارسة ضغوطات تمكن الأطراف الليبية إلى اختصار الوقت لتحقيق الاستقرار في البلاد.
يعقد لقاء الجزائر وقد وافق 92 عضوا من مجلس النواب الليبي من طبرق وأقروا من حيث المبدأ الاتفاق السياسي الليبي والمجلس الرئاسي المقترح لحكومة الوفاق الوطني كما يعقد اللقاء تحت دعوات من أغلبية أعضاء المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته ومقره طرابلس) للوصول إلى "نهاية إيجابية لعملية الحوار والإسراع بجهود إنهاء المعاناة والمصاعب التي يواجهها الليبيون".
جاءت هذه الدعوات بعد سلسلة زيارات قام بها كوبلر لكل من اإءمارات ومصر وهو يعلم أن التعطيل الحاصل يأتي من هذه العواصم التي لا يبدو أنها مرتاحة خاصة بعد فضيحة أبو ظبي مع المبعوث الأممي السابق والذي اتضح أنه كان يشتغل وفق أجندة إماراتية ومارست قوى دولية ضغوطات على أبوظبي بعد ثبوت تجاوزاتها لقرارات مجلس الأمن مما يفرض عليها التخفيف ومساعدة الليبيين بدل الاستمرار في التعفين.
ويقر المبعوث الأممي أن مهمته تكمن في إخراج الوضع السياسي في ليبيا من محنته وأن الوضع مترد جدا وهو بأمس الحاجة إلى هيئة شرعية قوية في ليبيا.
وتتفق جميع الأطراف الإقليمية وحتى الليبية على أهمية إنهاء الانقسام الداخلي واستمرار الفراغ الأمني الذي يستفيد منه الإرهابيون ويملؤون الفراغ بالتمدد ومواصلة الانتقام من الشعب الليبي وتعميق التشكيك في الحلول السياسية كما يأتي كوبلر بصيغ جديدة واقتراحات بدعم الحكومة أمنيا من خلال تلبية حاجتها من السلاح لمواجهة التحدي الأمني مع الحرص على عودة حكومة الوفاق الوطني إلى طرابلس.
كما حرص كوبلر في تصريحات له على عدم تجاوز إرادة الليبيين في التعيينات وأنه لن يقترح أسماء المرشحين لمجلس الرئاسة والوزراء الجدد كما يركز على الحلول الاقتصادية من خلال الحرص على توجيه الحوار لتلبية حاجيات المواطن الليبي الذي أصبح يعاني من ارتفاع الأسعار وغياب المواد الأساسية، وبدى المبعوث الأممي متفائلا في إيجاد التزام ليبي ودولي لتحسين الوضع المعيشي في ليبيا والعمل على زيادة معدلات إنتاج النفط لتحسين الوضع المعيشي في البلاد.
ورغم صعوبة هذه الالتزامات خاصة بعد أحداث تونس الأخيرة واستمرار غلق الحدود مع ليبيا بالنظر إلى التهديدات التي أصبحت تمثلها هذه الأخيرة على جيرانها.
ورغم أنه لا يوجد تفاؤل كبير للقاء الجزائر القادم رغم المؤشرات الدولية الكثيرة التي أصبحت تسهل عملية التوصل إلى الحل النهائي وخاصة أمام تغول داعش وتجدد الإرادة الدولية في محاربتها بعد أحداث باريس وتونس وباماكو إلا أن التعويل دوما على مدى قناعة الأطراف الليبية وقدرتها على التنازل لبعضها البعض.
كما أن طبيعة الدبلوماسي الألماني الذي عمل لدى وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر ثم انضم إلى الأمم المتحدة في 2010 بصفة مساعد المبعوث الدولي إلى أفغانستان قبل أن يعين مبعوثا خاصا إلى العراق بين العامين 2011 و2013 ونظافة الدبلوماسية الألمانية وقدرتها في إيجاد الحلول للأزمات الدولية عامل مهم لإمكانية التوصل إلى بدايات الحل في لقاء الجزائر القادم.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن