الوطن

لعمامرة يلقن المغاربة درسا في كيفية التعامل مع القضايا العادلة

بعد أن أقحم نظام المخزن فلسطين في الصراع حول قضية الصحراء الغربية





حرص رئيس الديبلوماسية الجزائرية وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، على إبعاد فلسطين وإحراج الدبلوماسية الفلسطينية من أي موقف تجاه قضية الصحراء الغربية، محافظا على موقف الجزائر الثابت في دعم فلسطين دون شروط أو ضغوطات عكس ما تفعله بعض الدول العربية والتي مثلها المغرب مؤخرا بشكل مفضوح وغير مسبوق، حين أقحمت موفد ما يقال بأنها السلطة الفلسطينية إلى المغرب والدفع به لصياغة بيان يتقاطع مع المقررات الدولية حول قضية الصحراء الغربية، وحرص لعمامرة على تأكيد هذا الموقف الدولي الثابت تجاه الصحراء الغربية تصريحا وتكذيبا ولم يفوت الفرصة للتأكيد لوسائل الإعلام عن عدالة القضية الفلسطينية وعن عدالة القضية الصحراوية التي تبقى قضية تصفية استعمار وفق مقررات الدولية والهيئات الأممية.
وكان ما يعرف بوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قد تعرض أمس لإحراج شديد خلال الندوة الصحفية التي نشطها مع نظيره الجزائري بالعاصمة، لما سئل عن تصريحاته بخصوص "الوحدة الترابية للمغرب"، في العاصمة المغربية الرباط مطلع الأسبوع.
وقال المالكي: "فلسطين تنأى بنفسها عن كل القضايا العربية الداخلية، إذ لا نريد إقحام أنفسنا في الخلافات العربية ولا نريد أن نقحم فيها. نحن نحترم وحدة تراب أية دولة، ولفلسطين خصوصية وهي محل إجماع عربي، لذلك لا ينبغي مقارنتها بأية قضية أخرى، مع احترامي لكل القضايا. فلسطين مسألة مختلفة، فهي تتعرض لاستعمار صهيوني حاقد، وأية مقاربة أو مقارنة مع مسألة أخرى، هي مرفوضة بما في ذلك قضية الصحراء التي لديها خصوصيتها".
واضطر وزير الخارجية الجزائري لإنقاذ الموقف، مؤكدا أن النزاع الصحراوي لا يقل أهمية. مضيفا أن: "الجزائر لا ترغب أبدا في إقحام القيادة الفلسطينية في الخلافات العربية، وشجعت العرب والأفارقة ودول عدم الانحياز على حشد الدعم لفلسطين، التي هي قضية العرب وسعت دائما لوضعها في أجندة العمل العربي". وأضاف وزير الخارجية: "ليس من أخلاق الجزائر أن تطلب من صاحب قضية أن يقحم نفسه في معالجة قضية أخرى".
وأبرز أن الجزائر قلعة في القضايا المتعلقة بتقرير المصير، فقد عملت الجزائر من أجل حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وتلقى أبو جهاد تكوينا عسكريا في بلادنا وتلقى زعماء آخرون تكوينا سياسيا وعسكريا مثل نيلسون مانديلا، إلى جانب قيادات في البوليزاريو". مضيفا أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، أكدت عليه المجموعة الدولية".
إلى ذلك أعلن وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، عن استعداد الجزائر لمساعدة تونس في مجال مكافحة الإرهاب ووضع تجربتها "تحت تصرف الأشقاء التونسيين"، خاصة بعد الاعتداء الإرهابي الذي ضرب الثلاثاء العاصمة تونس.
وقال أن الجزائر "تجند طاقاتها وتضع تجربتها تحت تصرف الأشقاء للعمل سويا في مكافحة الإرهاب والوقاية منه"، وكشف من جهة أخرى أن "الجزائر تعلَمت الكثير من الدروس"، بفضل أحداث مسَت أمن وسلامة أفراد شبكتها الدبلوماسية في الخارج، وقال أن "كل التدابير تم وضعها لحماية هذه الشبكة"، موضحا أن الدبلوماسية الجزائرية "قدمت شهداء وتمكنت من تحرير مختطفين، وتعلمت الدروس من هذه التجارب".
آدم شعبان

من نفس القسم الوطن