الوطن

الأيام الأخيرة لبوشوارب!

بعد بداية المساس بمن يحسب على جماعتهم



ترى بعض الأوساط القريبة من قصر المرادية، أن الأيام الأخيرة لوزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب على رأس الوزارة قد شارفت على نهايتها، وربطت هذه الأوساط هذه القرارات بسلسلة من الإجراءات العملية التي باشر الوزير في اتخاذها على مستوى الوزارة التي يشرف على تسييرها في الوقت الراهن، خاصة تلك التي تتعلق بموضوع مصانع السيارات في الجزائر والتي أعلن فيها وبشكل غير مسبوق رغبته في دعم الصناعات الفرنسية على باقي المتعاملين الأجانب الراغبين في خوض تجربة استثمارية في السوق الجزائرية، ووصل تفضيل بوشوارب للصناعات الفرنسية والتحفيزات الكبيرة التي قدمها لها إلى درجة أنها أصبحت تنهك الاقتصاد الوطني، في وقت يعيش فيه هذا الاقتصاد أوضاعا حرجة بسبب تبعات الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها السوق الوطنية والعالمية بسبب أزمة البترول.
ويحاول الوزير عبد السلام بوشوارب في الوقت الراهن التسريع في إجراءات فتح مصنع "بيجو-الجزائر" مستفيدا من نفس الحوافز التي منحت لمنافسه "رونو-الجزائر" قبل ذلك، في حين يحاول المكلف بحقيبة الصناعة والمناجم في حكومة عبد المالك سلال الرابعة تأخير اعتماد مقترحات من الشريك الألماني الذي يطالب هو الآخر بفتح مجال التصنيع على غرار مصنع "مرسيدس-الجزائر" الذي احتل مكانة واسعة وخاصة في الأسلاك العسكرية وفي سلك الأمن الوطني وحقق مصداقية من خلال جودة المنتوج والنجاعة الاقتصادية.
وتقول بعض المصادر أن محيط بوشوارب بدأ يفقد وزنه في القرار السياسي وهو ما لاحظه رجل الأعمال المعروف ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد الذي أصبح غير مرحب به في مقر الرئاسة في الآونة الأخيرة، ولا يستبعد البعض أن قرار رجل الأعمال طحكوت الرامي إلى الخروج من "الأفسييو" له علاقة ضمن إطار التقليل من صلاحيات ووزن علي حداد وبالتالي فقدان عبد السلام بوشوارب حليفا مهما له في هذه المرحلة.
كما رأت ذات المصادر أن طموحات بوشوارب في تجاوز الأمين العام بالنيابة في التجمع الوطني الديمقراطي أصبحت تقلق مدير ديوان الرئاسة، الذي لن يفوت فرصة تحجيم بوشوارب لتخلو له ساحة المنافسة داخل الحزب من جهة وحتى إمكانية العودة للحكومة أن استمر الرئيس في الحكم من جهة ثانية مع إمكانية التفكير في الاستحقاقات القادمة بالنسبة لأويحيى.
ورغم أن بوشوارب حضر اللقاءات الأخيرة التي جرت بمقر الرئاسة حين استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيس الوزراء المالطي إلا أن هذا لم يمنع البعض من أن يشير إلى أن المكلف بإدارة الجهاز التنفيذي سبق له وأن حذر وزراءه من الدفاع عن بوشوارب خاصة فيما سمي بـ" قضية ربراب"، الذي بدى واضحا أنه انتصر على بوشوارب وفرض شروطه وفق الضمانات التي طلبها قبل دخوله من كندا قبل أسابيع.
ورغم أن بعض الأوساط كانت تردد طموحات وزير الصناعة والمناجم في تولي حقيبة الوزير الأول خاصة وأنه من يشار إليه بأنه المدافع والمرافع لنفوذ المصالح الفرنسية في البلاد إلا أنه من الواضح وخاصة بعد إقالة الفريق التوفيق الذي لم يكن يرغب في استمراراه في الوزارة لأسباب غير معروفة بدأت تكشف عيوب الرجل وما لم يكن معروف مما دفع إلى قرب نهايته على الأقل من على رأس وزارة الصناعة والمناجم كمرحلة أولى

من نفس القسم الوطن