الوطن

أئمة الجزائر تصدوا لـ"داعش" وعدد الجزائريين المنضمين إليه ضئيل

عيسى رفض تصنيفهم كـ"سلفيين" أو "إخوان" أو "صوفيين"


قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن الأمم المتحدة أقرت بالجهد الذي يبذله أئمة الجزائر في الحد من التطرف ومنع شبكات التجنيد المنتشرة في عدة بقاع من العالم على خلفية الاعتداء الذي عاشته باريس قبل أيام، واستدل على ذلك بالعدد الضئيل من الجزائريين الذين انضموا إلى التنظيم والذي لم يتجاوز 1 بالمائة، في المقابل تم تسجيل 23 بالمائة لكل من المغرب وتونس معا، وبالمقابل استهجن التصنيفات التي تطال الأئمة بين سلفي وإخواني وصوفي وغيرها، رافضا هذه التسميات التي قال أنها تفتح المجال أمام تغلغل الفكر المتطرف.
حذر عيسى خلال ندوة نظمها للأئمة من خطر الطائفية الزاحفة على الوطن لغرض تقسيم الجزائريين تقسيما نحليا، قائلا بأنه يرفض هذا التصنيف وحتى تسمية الأئمة بين الإخوان، السلفية أو الصوفية داعيا الأئمة إلى محاربة هذه الأفكار، من خلال إثراء دور الإمام في المسجد وترسيخه للمرجعية الدينية الوطنية من جهة، ومحاربة شتى الآفات الاجتماعية من بينها المخدرات والتطرف بالتحول من الخطبة والدرس إلى التدخل الاجتماعي.
وشدد على ضرورة التركيز على المرجعية الدينية الوطنية القائمة على المذهب المالكي في الخطاب المسجدي مثمنا دور الإمام الرائد في المجتمع باعتباره إماما ومعلما وواعظا، داعيا الائمة إلى بذل مجهود أكبر في تبليغ رسالة المسجد سواء في الإمامة، التعليم، الوعظ، والنشاطات الدينية والثقافية، قائلا في نفس السياق بأنه التمس بعض التقصير في المساجد مما أدى بالمصلين إلى العزوف عن ارتيادها، والتوجه إلى فضاءات أخرى "يريدون أن يتعلموا فيها دينهم ويجدون أنفسهم في دوائر غير آمنة لأنهم لم يجدوا من يعلمهم دينهم في مساجدهم".
من جهة أخرى ثمن الوزير دور الإمام إبان العشرية السوداء حيث سجل الإمام كمفخرة لدوره الفعال في تهدئة الخواطر واجتثاث أسباب التطرف والإرهاب ليدفع ثمنها أرواح 100 إمام قتلوا خلال هذه الفترة، وأن كانت هذه التضحيات حسبه قد توجت بتحرير وثيقة رسمية للأمم المتحدة تشيد بتجربة الجزائر في محاربة الإرهاب والتطرف من خلال مشروع ميثاق السلم والمصالحة، قائلا "إذا أردتم أن ينطفئ الإرهاب يجب أن تحاكوا تجربة الجزائر بدءا من ميثاق السلم والمصالحة والانطلاق بتحرير فلسطين". وأشار محمد عيسى إلى ثقل مسؤولية الإمام بمحاربة الأفكار المتطرفة الدخيلة في المجتمع ومختلف الآفات، على غرار المخدرات حيث تطرق إلى تسريب نوع خطير من المخدرات إلى الجزائر تصنع في مخبر إحدى الدول التي تحفّظ عن ذكر اسمها، وهي نفسها التي استعملت في إثارة الفتن في البلدان العربية أو ما يسمى بالربيع العربي، وتقود متناولي هذه المخدرات إلى التجرد من إنسانيتهم والإقدام على جرائم يندى لها الجبين، قائلا أن هذا المخدر بلغ الجزائر بعد اكتشافه في سوريا. وخلال الندوة الصحفية التي نظمها على هامش الملتقى رد الوزير على سؤال حول موقف وزارة الشؤون الدينية من الجزائريين الذين غرر بهم والتحقوا بصفوف التنظيم الإرهابي المسمى بـ "داعش"، والذي كشفت أرقام رسمية أن عددهم بلغ 100 جزائري "بقوله "بأن هذا الأمر لا يتعلق بدائرته الوزارية إلا أن العدد لا يتعدى نسبة 1 بالمئة، وأن المسجد كان له دور كبير في التوعية وتفادي انضمام عدد أكبر من شبابنا، مشيرا إلى أن بعض الأجانب يزورون الجزائر بصفتهم ضيوفا إلا أنهم يحاولون تجنيد الجزائريين في صفوف الإرهاب". وفي سياق آخر أكد الوزير بأن الوكالات السياحية ستعمل بدفتر الشروط القديم بدءا من أمس، مفندا استمرار الديوان في اشتراط قيمة 200 مليون سنتيم كضمان وهو البند الذي جاء به دفتر الشروط الجديد، موضحا بأن "هذا المشروع بحاجة إلى مراجعة وتحيين ولابد من استشارة الشريك الاجتماعي، وقد طلبت الوكالات مزيدا من الوقت لتنظيم لقاءات مهنية لتحسين الأداء لذا فقد تم تجميد دفتر الشروط الجديد والإبقاء على القديم بالنسبة لعمرة المولد النبوي الشريف. وفي رد عن سؤال حول حال مساجدنا بفرنسا مع تصاعد نسبة الإسلاموفوبيا جراء الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس قال الوزير بأن "مساجدنا مؤمّنة ولم تشهد أي اعتداءات".
أميرة. أ

من نفس القسم الوطن