الوطن

مأساة إنسانية بمركز استقبال رعايا أفارقة في ورقلة

18 رعية إفريقية يذهبون ضحية حريق نشب بسبب تسرب الغاز



•    رابطة حقوق الإنسان: حادث ورقلة جاء نتيجة للإهمال واللاجئون في سجون وليسوا بمراكز استقبال
•    بن حبيلس: ما وقع بورقلة هو حادث "منزلي" كالذي يقع من حين لآخر في بيوتنا

تسبب حريق اندلع فجر أمس بمركز استقبال رعايا أفارقة بولاية ورقلة في وفاة 18 رعية أفريقي بينهم طفلان وجرح 37 آخرين من جنسيات مختلفة، في حين تشير التحقيقيات الأولية أن الحريق نشب بسبب تسرب الغاز كان متبوعا بانفجار قارورات غاز البوتان كان يستعملها الأفارقة للطبخ.
وفور وقوع الحادث تدخلت فرق تابعة للحماية المدنية لإخماد النيران وإجلاء الضحايا من هذا المركز، وقد تم إجلاء الضحايا إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف بورقلة وتم إخلاء ذات المركز من المقيمين فيه، في حين تم فتح تحقيق من قبل الشرطة العلمية للأمن الولائي لتحديد الأسباب الحقيقية للحادث.

•    خلية أزمة لمتابعة الوضع ووفد وزاري يزور مكان الحادث والجرحى
 كما أمرت وزارة الشؤون الخارجية بتشكيل خلية أزمة لمتابعة تطور الوضع بالتنسيق مع مجموع المؤسسات الوطنية المعنية، وأشار بيان لوزارة الشؤون الخارجية إلى أن "خلية الأزمة لوزارة الشؤون الخارجية التي تعمل على قدم وساق منذ الإعلان عن الحادث، تنسق عملها مع مجموع المؤسسات الوطنية المعنية لمتابعة تطور الوضع والتعرف على هوية الضحايا". ونوهت الوزارة " بفعالية واحترافية المصالح المختصة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية لا سيما أعوان الحماية المدنية الذين تمكنوا من إخماد الحريق بسرعة، مما سمح بإنقاذ حياة العديد من الرعايا، مقدمة تعازيها لعائلات الضحايا ومعربة عن تضامنها مع حكومات بلدانهم. وفي السياق ذاته أعلنت مصادر إعلامية أن طقما وزاري هاما ضم وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد بوضياف، تنقل على جناح السرعة لزيارة مكان الحادث وكذا زيارة الجرحى والبحث عن الأسباب التي أدت لوقوع هذا الحادث.

•    بن حبيلس: ما وقع بورقلة هو حادث "منزلي" كالذي يقع من حين إلى آخر في بيوتنا
من جهتها وصفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبليس أمس الحادث بالمؤسف والأليم مؤكدة أن الأسباب الأولية لهذا الأخير تعود إلى اندلاع حريق مهول متبوع بانفجار قارورات غاز تستخدم لتحضير الطعام، بالمقابل نفت بن حبيلس في تصريحات للإذاعة الوطنية أن يكون هذا الحادث وقع بسبب إهمال أو تقصير من طرف مسؤولي المركز قائلة "أكاد أجزم أن ما وقع بمركز الاستقبال بورقلة هو حادث منزلي كالذي يقع من حين إلى آخر في بيوتنا". وأضافت بن حبيلس أن متطوعي الهلال الأحمر الجزائري هرعوا إلى المكان من أجل مساعدة السلطات المحلية على ترحيل بقية الرعايا من المركز محل الحادثة والذي كان يضم حوالي 200 رعية إلى مراكز أخرى، كما تم تشكيل خلية أزمة على مستوى ولاية ورقلة. من جهة أخرى قالت بن حبيلس أن المشكل في قضية اللاجئين الأفارقة أن هؤلاء يرفضون البقاء في المراكز ويفضلون البقاء في الشارع، مؤكدة أن الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع السلطات العمومية قد كثفوا من عمليات التّحسيس مع حلول فصل الشتاء لحث الرعايا على اللجوء إلى المراكز المخصصة لإيوائهم في الجنوب. وقالت ذات المتحدثة أن الحكومة الجزائرية لم تستعمل البتة سياسة القوة لإجبار اللاجئين على المكوث في المراكز المخصصة لهم، بالنظر إلى طبيعة ونمط حياة الأفارقة حيث اعتادوا التنقل باستمرار إلى أماكن مختلفة، غير أن الهلال الأحمر والسلطات العمومية يعملان باستمرار على تحسيسهم بمخاطر تواجدهم في الشوارع والمبيت في العراء والتعرض لمخاطر الحوادث والأمراض بسبب برودة فصل الشتاء. وفي السياق ذاته ذكرت بن حبيلس أنه تم ترحيل أكثر من 05 آلاف رعية في ظروف جيدة ولا تزال العملية جارية وفق الشروط المعمول بها دوليا. وذكرت أن عمليات الترحيل في الفترة الحالية تخص الرّعايا النيجريين استجابة إلى طلب من حكومتهم، وأنه تم الشروع في ترحيل 600 رعية نيجري من بلدية الدار البيضاء بالجزائر على أن يتم التكفل بالباقين تباعا.

•    رابطة الدفاع عن حقوق الأنسان: حادث ورقلة جاء نتيجة للإهمال واللاجئون في سجون وليسوا بمراكز استقبال
من جهته وصف الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة على مستوى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان هواري قدور في اتصال هاتفي مع "الرائد"، الحادث الذي وقع في مركز ورقلة بالمأساوي مؤكدا أن هذا الحادث جاء نتيجة للإهمال حيث أكد قدور أن " الرعاية والمتابعة في المراكز التي تستقبل اللاجئين غائبة تماما " والدليل على ذلك -يضيف قدور-أن أغلب هذه المراكز شبه خاوية في حين يفضل الرعايا الشارع عوض البقاء فيها لأن ظروف الشارع أحسن من ظروف المراكز في نظر اللاجئين. وفي هذا الصدد طالب قدور من السلطات المحلية والمسؤولين تحسين ظروف هؤلاء اللاجئين، معتبرا أن الخلل في ملف اللاجئين يكمن في عدم وجود التنسيق بين وزارة التضامن والهلال الأحمر الجزائري وكذا جمعيات حقوق الإنسان التي بإمكانها المساهمة في تحسين وضعية اللاجئين، مطالبا السلطات العليا توفير مقرات تتوفر على الشروط الضرورية واللائقة وضمان التكفل الغذائي المتابعة الصحية لهؤلاء اللاجئين توفير التعليم المدرسي لأطفالهم وحماية هذه الشريحة من العمال من استغلالهم واستعبادهم وتمكينهم من نشاطات داخل المركز تجذبهم وتلهيهم، معتبرا أن أغلب الرعايا يروا أنفسهم داخل المراكز وكأنهم في السجن


س. زموش

من نفس القسم الوطن