الوطن

الحكومة في رحلة البحث عن زبائن جدد للغاز الجزائري بعيدا عن السوق الأوروبي

في ظل وجود مستقبل غامض حيال العقود الطويلة الأمد

 

  • متعاملان من القطاع الخاص وواحد عمومي شركاء في مصنع "بيجو الجزائر"


أقر وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، بوجود وضع حرج تعيشه الجزائر في الوقت الراهن، وهي تبحث عن حلول للأزمة الاقتصادية التي تشهدها منذ أشهر عديدة، في ظل انهيار أسعار المحروقات في السوق العالمية وتأثر السوق الجزائرية من هذا الانهيار على اعتبار أن سوق المحروقات هو المورد الوحيد للخزينة العمومية، وأشار المتحدث إلى أن مسألة تسويق الغاز الجزائري في ظل معطيات الراهن الدولي تنذر بوجود خطر على المنتوج الجزائري الذي هو مطالب اليوم بالبحث عن شركاء جدد بعيدين عن السوق الأوروبية التي تشهد تحولات كبيرة جعلتها تعيد النظر في العقود الطويلة الأمد، والتي كانت إلى وقت قريب تشهد إقبالا كبيرا من قبل القوى الكبرى ولكن ووفق تقديرات وتقارير دولية عدّة فإن هناك توجهات عالمية نحو التخلي عن فكرة العقود الطويلة والتي بالنسبة للجزائر ستنتهي في آفاق 2019، وعلى الصعيد الداخلي كشف المتحدث عن كون الإجراءات المتعلقة بفتح مصنع "بيجو الجزائر " تأخذ مراحل متقدمة منه، وقال عن هذا الموضوع أن شركاء المصنع سينحصرون في متعاملين خاصين وآخر عمومي ورفض الكشف عن هوية هؤلاء المتعاملين واكتفى بالإشارة إلى مجمع "كوندور" الذي سيكون شريكا في المشروع.
الوضعية الاقتصادية الخطيرة التي تمر بها الجزائر اليوم والتي تحدث من منطلقها وزير الصناعة والمناجم، أمس على هامش عرض المجلس الاقتصادي الاجتماعي لتقريره حول "الظرف الاقتصادي والاجتماعي " على أعضاء الحكومة بالعاصمة، قال بأنها تستوجب تنويع الاقتصاد الجزائري، والبحث عن زبائن جدد خاصة فيما يخص مادة الغاز التي تعتبر بديلا عن سوق المحروقات، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة العمل على منافسة القوى الدولية الأخرى خاصة العربية التي تسوق منتوجاتها في السوق الأوروبية، كما رأى المتحدث أن التوجه نحو تسويق الغاز الجزائري في الأسواق الحرة يعتبر خيارا مهما في المرحلة الراهنة، وعن هذا الخيار قال المتحدث أن الأمر مرتبط فقط بتوفير ناقلات الغاز من السفن التي تعتبر العائق الوحيد أمام هذه الخطوة.
وعن واقع قطاع المحروقات توقع بوشوارب أن تستمر الأزمة وتتعمق خلال السنة القادمة وذلك ما تشير له تقارير دولية عدّة. وقال في هذا الصدد أن أغلب الدول ستقبل على تخفيض أسعار تسويقه وهو ما سيؤثر على السوق الدولية ويدفعها إلى تسجيل تراجعات أخرى في قيمة تسويق البرميل الواحد منه في السنة القادمة، وهذه الوضعية ستجبر الجزائر على تنويع اقتصادها أكثر وتقبل على القطاع الصناعي والفلاحي بالدرجة الأولى.
وفيما يخص النشاطات المتعلقة بقطاعه الوزاري، خاصة ما تعلق بملف مصنع بيجو الجزائر، كشف المتحدث عن كون المشروع يعرف تقدما هاما وقال أن المشروع لديه شركاء ثلاثة يتعلق الأمر بمتعاملين من القطاع الخاص ومتعامل عمومي رفض الكشف عن هويتهم، ولكنه أشار في معرض حديثه أن الأمر يتعلق بمجمع " كوندور " الذي سيكون أحد الشركاء في مصنع " بي سي الجزائر " لتركيب سيارات " بيجو – سيترواين ".
ولدى تطرقه لما جاء به تقرير المجلس الاقتصادي الاجتماعي في تقريره حول " الظرف الاقتصادي والاجتماعي التي تعرفه الجزائر اليوم" قال بوشوارب أن الأرقام المقدمة " مغلوطة " ودعا هؤلاء إلى إعادة تحديث نظام المعلومات وأعطى مثالا عن ذلك فيما يخص نسبة مساهمة شعبة الإسمنت في قطاع الصناعة التي تتجاوز17 بالمائة في وقت قال تقرير المجلس أنه لا يتجاوز الـ 2.5 بالمائة وهو ما اعتبره بالتقرير الخاطئ

خولة. ب.

من نفس القسم الوطن