الوطن

"افعلوا شيئا سيادة الرئيس لإنقاذ ما تبقى من جبهة التحرير"

عبد الكريم عبادة يراسل بوتفليقة:



اشتكى عضو المكتب السياسي الأسبق في جبهة التحرير الوطني عبد الكريم عبادة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ما وصفه قيام الأمين العام الحالي عمار سعداني بـ"اختطاف الحزب العتيد ومركزه ".
وخاطب عبادة الرئيس بوتفليقة في رسالة جديدة أمس: "ليحزننا في خضم الصعوبات والتحديات التي تشهدها بلادنا، أن يظل حزب جبهة التحرير الوطني يعيش أوضاعا مزرية، من المساهمة الفعالة في تذليل هذه الصعاب ورفع التحديات. فلقد كان للأزمة المتعددة الأوجه التي برزت في المؤتمر التاسع، آثارا وخيمة على مساره، حيث استمرت تنخر كيانه لمدة خمس سنوات كاملة".
وتأسف عبادة في رسالة من صفحتين من أن "الأزمة لم تفرج رغم صبر المناضلين، بل ازدادت اتساعا وغورا بعد المؤتمر العاشر ما زاد في تراكم خيبات الأمل لدى المناضلين والاستفهام والشك لدى عموم الأصدقاء والخصوم من السياسيين".
ولاحظ عبادة ما أسماه "اختطاف الحزب ومركز نشاطه في شخص "الأمين العام"، نقلت الحزب من الانتظارية إلى الجمود". وتساءل عبادة في هذه النقطة "فمن أين للحزب أن يبقى مؤثرا وفعّالا وطريقة إعلان المواقف واتخاذ القرارات وإبراز القيادات، لا تأخذ في الحسبان الموروث السياسي للحزب، ولا الإرث المشترك لأغلبية الجزائريين، ولا التطورات الحاصلة في المجتمع، ولا المتغيرات التي تعرفها الساحة السياسية، بل أن أكثر هذه المواقف موسوم بالاستعلاء والإقصاء والاحتقار".
وجدد اتهاماته لأمين عام الأفالان ومن ذلك "الانفراد بتسيير الحزب ومركز نشاطه وقراراته وشخصنته"، والتي كانت حسبه سببا رئيسيا في السقطات المتتالية التي أضرت ليس بالحزب فقط، بل مست بسمعة البلاد وشرف المناضلين. ويجري التشكيك في مواقف مبدئية تشكل اسمنت وحدة الأمة الجزائرية، وتضرب بجذورها في أعماق الثورة التحريرية والحركة الوطنية والمقاومة الشعبية على مر الأزمنة". واستدل هنا بتصريح سعداني الأخير حول القضية الصحراوية، قائلا "عندما يوحي بأن التضامن مع الشعب الصحراوي موقف مشبوه يكتنفه الشك والريبة، وعندما يدلي بدلوه الشخصي ويقحم حزب جبهة التحرير الوطني، في قضايا إطارات محل متابعة قضائية، ويصدر أحكاما قيمية في حق الإطارات التي تعاقبت على المسؤوليات منذ الاستقلال ويطعن في إخلاصها وكفاءتها وجهدها، وعندما يبارك علنا وسرا خيارات وإجراءات اقتصادية تتنافى وتتعارض مع أسس بناء الدولة، فهذه مواقف جعلت من المحيط المجتمعي والسياسي والثقافي ينفر من الحزب".
وختم رسالته قائلا بدعوة الرئيس بوتفليقة للتدخل وقال: "افعلوا شيئا لمنع الانزلاق الذي يتسارع داخل الحزب ووضع حد للفساد الذي ينخر كيانه. وافعلوا شيئا سيادة الرئيس لإنقاذ ما تبقى من جبهة التحرير".
وتكشف رسالة عبادة إلى محاولة المعارضة في الأفالان استغلال سقطات سعداني الإعلامية والسياسية لتغيير الوضع القائم في الحزب


آدم شعبان

من نفس القسم الوطن