الوطن

الموالاة تتنفس الصراع من أجل التموقع!

بعد خرجات سعداني وأويحيى الإعلامية



كما كان متوقعا خرج الأمين العام بالنيابة للأرندي أحمد أويحيى متحدثا عبر إحدى قنوات حداد دزاير نيوز في خرجة، ومن خلال متابعتها لم يحمل فيها أويحيى أي جديد سوى أنه حرص على التمييز على خصمه في هذه المرحلة عمار سعداني الذي يبدو أن أويحيى فهم رسائل هذا الأخير والتي كانت في آخر خرجاته الإعلامية عبر قناة النهار.
أويحيى حاول أن يظهر أكثر أنه من مناصري الجمهورية عبر إجاباته وخاصة تلك التي تخص توجهات الدولة سواء تعلق بملف الصحراء الغربية أو حتى ملفات العدالة لكبار المسؤولين من شكيب خليل إلى الجنرالات حسان وبن حديد والتي رفض التعليق عنهم بحكم وجود الملفات عند العدالة وهي إجابات واضحة ولم تخل من غمز وتوجيه اللوم إلى غريمه في الأفلان.
أويحيى لم يوفق في الرد على المعارضة بمحاولة تكرار اتهامها بالرغبة للوصول إلى السلطة أو كأنه هو مشغول بالعمل الخيري والكل يعرف ما يعمله أويحيى من أجل الاستمرار في القرب من الرئيس دون تردد حتى وإن ألبسه خطابا سياسيا لا يقنع أحدا بأنه خدمة للوطن والمواطن.
حتى الحديث عن الوضع الاقتصادي لم يبرر الواقع والكلام عن الإنجازات أو كأنها شيئا كبيرا دون المقارنة مع حجم الإمكانات التي عرفتها الدولة خلال الفترة الماضية.
خرجات أويحيى وسعداني تثبت الإفلاس السياسي الذي تعانيه السلطة في هذه المرحلة وأن مبررات الدفاع عن الواقع أصبحت لا تقنع بل تثير السخرية والقلق عن المستقبل.
أويحيى كسعداني حاول كلاهما التقليل من خلافاتهما رغبة في إنقاذ السفينة التي يركبونها جميعا، ولكن إجابات كل منهما تبين حجم الصراع والتنافس القائم بينهما ومن خلالهما انخراط كل واحد منهما ضمن مجموعة ترغب أن تفرض خياراتها على الآخرين.
حديث أويحيى على التغيرات التي حدثت ومحاولة تبريرها بأنها تحدث في مسار عادي أيضا لم تمر وخاصة أن الرجل استفاد كثيرا من أجواء التنافس ومحاور السلطة في الماضي ومحاولة تبسيط ما حدث هو ببساطة إعلان عن بداية نهاية أويحيى حزبيا وسلطويا وحتى حديثه عن الكوطة أو كأنه خيار شعبي أو له القبول الشعبي الذي يمكن أن يفاوض به. أويحيى في تدخله عرض أسباب تنحيته وهو يرافع عن مبررات المرحلة وتفسير خريطتها السياسية والتهكم على المعارضة، وكلها عناصر تجعل منه معزولا، وبالتالي رسالة لإنهاء مهامه لا ترتقي إلى جرة قلم كما قال سعداني من قبل، وإنما لمجرد كلمة طائشة في دوائر مغلقة أحد روادها من ينتظرون دورهم الحزبي بعدما تصاعدت حظوظهم السياسية.
خالد. ش

من نفس القسم الوطن