الوطن

سلال: خروج الجزائر من التبعية للمحروقات بات أمرا مصيريا

الحكومة تفاوض لتكرير النفط قبالة السواحل الأوروبية





كشف الوزير الأول عبد المالك سلال، عن نية الجزائر الخوض في تجربة عدم الاكتفاء بتصدير المحروقات في شكلها الحالي كمواد خام، وذلك من خلال التفاوض حول إمكانية تكرير النفط قبالة السواحل الأوروبية من خلال تجربة يعتزم مجمع سوناطراك الخوض فيها على الأراضي المالطية إن نجحت في كسب هذا الملف مستقبلا، وتسعى الجزائر من خلال هذا الإجراء الذي قال عنه المكلف بإدارة الجهاز التنفيذي إلى تحقيق نتائج إيجابية للاقتصاد الوطني من خلال التوجه نحو تصدير الطاقة في السوق الدولية.
الوزير الأول دق ناقوس الخطر في كلمته الافتتاحية لمنتدى الأعمال الجزائري – المالطي التي انطلقت أمس بالعاصمة، حيث قال أن مسألة خروج الجزائر من التبعية للمحروقات أصبح أمرا ضروريا قبل أن يضيف بأنه " مصيري أيضا "، ويتزامن هذا التصريح مع استمرار انهيار أسعار النفط في السوق الدولية ما وضع الجزائر في أزمة حقيقية في ظل اعتمادها على قطاع المحروقات فقط في تمويل خزينة الدولة، وقال المتحدث أمام الوزير الأول لجمهورية مالطا جوزيف موسكات الذي ترأس معه جلسة افتتاح أشغال المنتدى، أن جزءا كبيرا من المباحثات التي أجراها مع نظيره المالطي تناولت هذا الجانب.
وعن الجانب الأمني قال الوزير الأول أن الجزائر ومالطا اكتسبتا خبرات "يجدر تقاسمها بما يضمن تعزيز استقرار الفضاء المتوسطي الذي يشكل الأساس الحضاري والبشري لانتمائنا المشترك"، وأشاد بمساهمة البلدين "بشكل فعال في مبادرات الوساطة من أجل ترقية السلم بل وكذلك بهدف رفع التحدي الكبير المتمثل في مكافحة الإرهاب الذي يهدد مصير المجتمع الدولي"، وجدد التأكيد بأن التصدي لهذا الخطر "يتطلب التشاور الموسع لتحديد الأهداف والوسائل وكذا التنسيق لتجسيدها بشكل فعال في الميدان"، مذكرا بـ "نجاح" الجزائر في الوساطة الدولية بشأن الأزمة في مالي، واستمرارها حاليا في بذل المزيد من الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، يقوم على الحوار بين كل الأطراف المعنية من أجل التعجيل بإنشاء حكومة انتقالية في ظل احترام سلامة التراب الليبي.
وفي الأخير تطرق الوزير الأول إلى الوضعية في الشرق الأوسط التي قال بأنها "تشكل تحديا أمنيا كبيرا بالنسبة للمجتمع الدولي بالنظر إلى التطورات التي شهدتها مؤخرا"، داعيا إلى ضرورة العمل سويا اليوم من أجل رفع هذا التحدي الذي تنجر عنه انعكاسات جيواستراتيجية عديدة على الأمن والاستقرار والسلم في العالم".
بدوره أشاد رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات بدور الجزائر في البحث عن حل سلمي للأزمة الليبية، مؤكدا على أن سياسة بلاده تتقاطع مع سياسة الجزائر حول الملف وأن مالطا على غرار الجزائر تؤيد حفظ الوحدة الترابية لليبيا والعودة إلى السلم والأمن في البلد لتمكين الشعب الليبي من استعادة حياة عادية"، وقال في هذا الصدد "موقفنا واضح فنحن نؤيد تشكيل حكومة ليبية للوحدة الوطنية ستقود إلى مصالحة وطنية"، مشيرا إلى أنه ينبغي أن "يفرض المجتمع الدولي آجالا على الأطراف الليبية للتوصل إلى اتفاق سلام ومصالحة".
إكرام. س

من نفس القسم الوطن