الوطن

تكالب على الجزائر بعد تفجيرات باريس

شنته تقارير صهيونية، مغربية وبلجيكية




هاجمت تقارير مختلفة أجنبية الجزائر، بعد اعتداءات باريس أمسية الجمعة الفارطة، مستغلة تداعيات التفجيرات الباريسية لتطلق العنان لأحقادها الدفينة بذرائع متعددة، إلا أن صدورها من أطراف معروفة بكرهها الشديد للجزائر أكد النوايا الخفية لحياكة مؤامرة إقحامهما في مستنقع يجر البلاد إلى الهاوية، في الوقت الذي تبرأت فيه الجزائر من محاولة الجماعات الإرهابية استغلال أراضيها لضرب الغرب.
سارعت تقارير صدرت هذا الأسبوع، من مراكز للدراسات العسكرية والجيو-إستراتيجية، صهيونية وبلجيكية ومغربية أيضا، بداية بمخطط جديد لـ"داعش"، يهدف إلى خوض حرب على الرحلات الجوية المدنية المغربية، لهجرة جماعية من سوريا إلى الجزائر وليبيا، وصولا لتحويل المنطقة المغاربية إلى فوضى عارمة.
ولعل أهمهما هو اتهام الجزائر الجارة اللصيقة بليبيا بشن حرب داعشية جوية، حيث كشفت معلومات لموقع تابع لاستخبارات الكيان الصهيوني "ديبكا فايل"، أن الخلايا التابعة لـ"داعش" في ليبيا، وضعت يدها على نظام دفاع جوي، يهدد بسلسلة هجمات لإسقاط الطائرات من علو 45 كيلومترا في الجو، مضيفة أن آخر تقاريره حول الأوضاع في ليبيا والجزائر، تؤكد أن نظام الدفاع الجوي، من نوع "بيك" الروسي الصنع هو عبارة عن منصة صواريخ تعد الأفضل عالميا، صار تحت تصرف "داعش"، بعدما استولت عليه جماعة أنصار الشريعة في ليبيا، في مخازن أسلحة نظام القذافي، وهو مماثل للذي استعمل في إسقاط الطائرة الماليزية بأوكرانيا قبل أشهر.

"داعش" لضرب الجزائر

وراح المصدر الصهيوني إلى اعتبار أن انشغال الحكام والطبقة السياسية في الجزائر بالسياسة، شغل أجهزتها عن مراقبة حدودها مع ليبيا، وهو ما استغله تنظيم "داعش" ليعد مخططا، يتضمن القيام بهجرة جماعية من سوريا إلى شمال إفريقيا، بعد إعلان روسيا حربا شاملة لإنهاء سطوة "داعش" في سوريا.
وعلى العموم تقاطعت المعلومات الصهيونية مع أخرى مماثلة الموقع البلجيكي المتخصص في المسائل الاستراتيجية والاستخباراتية "ديفونصا"، الذي أكد أنه رغم تشكيك البريطانيين والأمريكيين في أن صاروخا لنظام "بيك"، هو الذي أسقط الطائرة الروسية بصحراء سيناء، نهاية الشهر الماضي، إلا أن الأمر لا ينفي امتلاك "داعش ليبيا" لذلك النظام للدفاع أرض جو، ما يعني أن الأجواء المغاربية، توجد في موضع تهديد.
كما أضاف إلى التقارير، دراسة للمؤسسة المتوسطية للدراسات والذكاء الاستراتيجي، التي يوجد مقرها بالرباط، أنجزها مستشارها في الشؤون الجيو -إستراتيجية بالمغارب والساحل، فتحي عوادي، الذي كان من القيادات العسكرية في الجيش التونسي، حيث حذر فيها من تخطيط "داعش"، لهروب جماعي إلى ليبيا والساحل الإفريقي، بعد اشتداد التدخل الروسي في سوريا.
يأتي هذا في وقت أطلق التنظيم الإرهابي داعش تهديدات لواشنطن بتفجيرات مماثلة للتي لحقت بباريس، حيث حذر تنظيم داعش في فيديو جديد يوم الإثنين الدول التي تشارك في شن ضربات جوية في سوريا من أنها ستلقى نفس مصير فرنسا وتوعد بشن هجوم في واشنطن.
ويبدأ الفيديو الذي ظهر على موقع يستخدمه تنظيم داعش لبث رسائله بتغطية إخبارية لتداعيات هجمات باريس، وأبلغ رجل قيل في الفيديو أن اسمه الغريب الجزائري الرسالة للدول المشاركة فيما وصفها "بالحملة الصليبية". وكان الرجل يرتدي زيا مموها وعمامة.
ويأتي هذا الهجوم الشرس على الجزائر، بالرغم من أن الجزائر خاضت تجربة رائدة بصفة منفردة في قهر الإرهاب بتسعينيات القرن الماضي، ناهيك عن تحصين نفسها من مخاطر الربيع العربي الذي خلف دمار البلدان العربية وشتات شعوبه، إلى جانب خبرتها الجيو استراتيجية في مقارعة الجريمة العابرة للحدود التي ينهل منها الدول الكبرى قبل النامية، دون الحديث عن التنسيق الأمني معها والذي أصبح أكثر من ضرورة سواء مع دول الجوار أو غيرها جراء خطر التهديدات الإرهابية على الحدود، نظرا لكفاءة أجهزتها الأمنية المشهود لها دوليا وإقليميا، وهو ما أكده الخبراء المحليون والدوليون

أميرة. أ.

من نفس القسم الوطن