الوطن

مجموعة 19 -3: لسنا معارضة ولا داعمين لمطلب الشغور

رأت بأن الأحزاب التي كلفت نفسها بالتكلم باسم الرئيس تتواجد في حالة من الرعب





رأت مجموعة الـ 19 -3 التي تضم شخصيات سياسية محسوبة على الرئيس من وزراء سابقين ومجاهدين بأن المطالب التي ينادي بها هؤلاء لا تتقاطع مع مطالب المعارضة خاصة تلك التي تنادي بها ما يعرف بـ" التنسيقية " و" هيئة التشاور والمتابعة "، خاصة فيما يتعلق بمطلب الشغور في منصب الرئيس والداعين لتفعيل نص المادة 88 من الدستور التي تتحدث عن هذه النقطة، وأكدت قيادات من هذا التكتل السياسي الجديد أن مطالبهم مرتبطة بنقطة واحدة فقط تتعلق برؤية الرئيس والحديث معه والتأكد من أنه مطلع على ما يحدث في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي العام في الجزائر، وعدا ذلك فإن تشكيل حكومة ظل أو تكتل للضغط على الرئيس أو السلطة القائمة هو غير موجود في أجندة هؤلاء. وكشفت زعيمة حزب العمال لويزة حنون في هذا السياق أن الأنباء التي وصلتها من بعض الأطراف ورفضت الكشف عنهم حول تردي الوضع الصحي للرئيس على حدّ تعبيرها ما عطل لقاءهم به، هو أمر لن يثني هؤلاء عن لقائه، فبالنسبة إليهم لا يهم إن تكلم الرئيس، بل يكفي الإشارة بالرأس إليهم بكونه مطلع على ما يحدث في الجزائر وفقط، ورغم غرابة الكلام الذي صدر عن حليفة الرئيس الأولى خاصة في الرئاسيات السابقة، إلا أنها انتقدت بشدّة الأحزاب المحسوبة على جناح الموالاة وبدرجة أولى الأفلان والأرندي الذين انتقدوا خرجة المجموعة وخاطبت هؤلاء تقول بأن انتقادهم للمجموعة هو دليل على "حالة الرعب التي يعيشها هؤلاء".

أكدت مجموعة 19 -3، المطالبة بمقابلة الرئيس تمسكها بمطلبها دون اللجوء إلى خيار الشارع، مؤكدة أن الأحزاب التي كلفت نفسها عناء التكلم باسم الرئيس تتواجد في حالة من الرعب وأنها أكدت شكوك المجموعة التي مفادها أن الرئيس غير مطلع على الوضع ولم يتلق الرسالة أصلا كما تحدثت عن مضايقات يتعرض لها أصحاب المبادرة.

تحدثت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون لدى احتضان حزبها لأصحاب مبادرة 19-3 وفي مقدمتهم وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي التي فضلت التكتم إلى جانب شخصيات ثورية على غرار المجاهدة بورقعة وكذا زهرة ظريف بيطاط عن نجاح هذه المبادرة التي قالت أنها خلقت نقاشا واسعا بين فئات الجزائريين، كما أثنت حنون على جهود وسائل الإعلام في نقل أهداف هذه المبادرة بكل موضوعية ماعدا من أسمتهم بالإعلام المأجور من القطاعين العام والخاص.

 كما استغلت حنون الفرصة على مهاجميها وفي مقدمتهم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعيداني والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى حيث قالت أن هجمتهما أكدت وجود حالة من الهلع ووجود سلطة موازية تتصرف في البلاد ومراكز غامضة تصادر صلاحيات رئيس الجمهورية، وأنها أكدت من جهة أخرى الشكوك التي طرحتها من قبل، والتي مفادها أن الرئيس غير مطلع على الواقع الاقتصادي والسياسي في البلاد وأنه ليس على علم حتى بالرسالة التي وجهتها له المجموعة.

أكدت لويزة حنون خلال ندوة صحفية نظمتها عشية أمس بمقر الحزب بالعاصمة، خصص للحديث عن آخر الأحداث المتعلقة بالمجموعة 19 -3، تصميم الشخصيات على المضي قدما في مطلبها القاضي بمقابلة الرئيس لا غير، مشيرة أن أعضاء المبادرة ليسوا مبتزين ولا يريدون مناصب ولا يشكلون حكومة ظل وإنما هدفهم الوحيد هو مقابلة الرئيس بـ "شحمه ولحمه"، قائلة: أحدهم قالي أن الرئيس تعبان ولا يمكنه الحديث كثيرا فقلت له "لا نريده أن يتحدث نريده "أن يشير برأسه فقط" ويعلم ماذا يجري".

كما أكدت حنون أن الذين يمثلون السلطة الموازية يحاولون تمرير قوانين من دون علم الرئيس وفي مقدمتهم المادة 71 من قانون المالية وكذا حق الشفعة والقاعدة 49.51 التي قالت أنها تحولت إلى 34 بالمئة.

بالمقابل، أكدت حنون أن المجموعة تعول على القاعدة الشعبية في نجاح هذه المبادرة، حيث قالت حنون أن مبادرة 19 لقيت صدى واسعا ومكنت من فتح نقاش واسع بين كل فئات المجتمع، مضيفة أن العديد من الإطارات في المؤسسات من أطباء وحتى مواطنين عاديين تعاطفوا مع مسعى الرسالة وقرروا تأييدها سواء عبر اتصالات بالشخصيات أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، في حين قال المجاهد بورقعة أن أصحاب المبادرة هم مناضلون والمناضل لن يفشل في البداية وأن أصحاب المبادرة يعولون على الشعب وأن الخروج إلى الشارع خط أحمر.

وفي ردها على سؤال متعلق بمدى تطابق وجهة نظر أصحاب المبادرة مع أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، فيما يتعلق بتطبيق المادة 88 التي تتحدث عن حالة الشغور في منصب الرئيس وكذا المطالبة بمرحلة انتقالية، قالت حنون أن الأمر يختلف وأن أصحاب المبادرة يريدون مقابلة الرئيس فقط، وليس من أجل مرحلة انتقالية، قائلة "نحن لا نناضل من أجل مرحلة انتقالية لأننا عشناها وورثنا فضائعها والمراحل الانتقالية في إفريقيا معانا "انقلابات".

وفي سياق آخر، تحدثت الأمينة العامة لحزب العمال عن تعرض أصحاب المبادرة إلى ضغوطات وكذا مضايقات، الهدف منها تفكيك المبادرة وأصحابها، وحتى على أبنائهم، معتبرة انسحاب الشخصيات الأخرى بـ "لا حدث"، وأن القطار انطلق وأصحاب المبادرة لن يتراجعوا


أمال. ط

من نفس القسم الوطن