الوطن

السياسة خط أحمر داخل المسجد

70 بالمائة من خريجي المعاهد يحيدون عن المرجعية الوطنية.. حجيمي:


·     إضرابات وخطبة جمعة لا تتعدى 5 دقائق إذا أخلف عيسى وعوده

 

خرج اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى مع نقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، بالعزم على مواصلة سلسلة لقاءات أخرى من أجل شرح المطالب الـ 47 للأئمة، في وقت تخلل اللقاء عدة نقاط أهمها الحديث عن المرجعية الوطنية، في وقت تشير فيه تقديرات نقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية إلى أن 70 بالمائة من خريجي معهد واحد لتكوين الإطارات الدينية بالجزائر لا يحترمون المرجعية الوطنية، حيث طالبت هذه الأخيرة الوصاية بإعادة النظر في سياسة التكوين بالجزائر من أجل المحافظة على المذهب المعتدل المنتهج في الجزائر.

ركز جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية خلال ندوة صحفية عقدها أمس بدار الشعب بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين على ضرورة تطبيق المطالب التي رفعت إلى الوزير محمد عيسى المتعلقة بالنظام التعويضي والمنح والعلاوات بما يسمح بزيادة مالية لصالح موظفي القطاع، إضافة إلى ضرورة الإسراع في صياغة القانون الأساسي للمراكز الثقافية الإسلامية ومنها استقلاليتها المالية، إلى جاني مراجعة سياسة تكوين المعاهد الوطنية للإطارات الدينية بما يضمن تخريج أئمة ملتزمين بالمرجعية الوطنية والتزامهم باليمين القانونية، خاصة وأن هناك 70 بالمائة من خريجي معهد واحد لا يحترمون المرجعية الوطنية، حسب حجيمي دائما.

كما تحدث الإمام مطولا عن المرجعية الوطنية، من زاوية عدم استغلال الإمام أو المسجد في العمل السياسي، حيث قال "السياسة خط أحمر في المسجد، وهي ممنوعة بتاتا على الإمام أثناء تأدية مهامه داخل المسجد، إلا أنه حر في مزاولتها خارجه"، مشيا إلى استغلال بعض الجمعيات الدينية المحسوبة عن بعض الأحزاب في الدخول للمسجد من أجل استمالة موظفي القطاع والمواطنين، وهذا "مرفوض" سواء ساهمت تلك الأطراف بأموالها في بناء أو تجهيز المسجد أم لا، خاصة عند النظر إلى أن عدد المصلين الذين يتجاوزون 21 مليون مصلي يوم الجمعة، محذرا من استغلالهم بإثارة النعرات الجهوية والسياسوية.

واستعرض اللقاء الذي جمع الوزير بالنقابة ـ حسب حجيمي ـ الوضع الراهن للبلاد، من زاوية المؤامرة التي تحاك ضد الجزائر، والتي تهدف إلى زرع الفتن وضرب الاستقرار والوحدة الوطنية، حيث أجمعا على ضرورة تكوين جدار واحد تتكسر أمامه كل المحاولات الدنيئة.

يأتي هذا في وقت تتجه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى إلزام الأئمة الخطباء بارتداء هندام موحد بعد أن أصبح اللباس الشرعي للأئمة يختلف باختلاف المناطق والذهنيات أيضا، فمنهم من يرتدي الباكستاني والخليجي وغيرها من الألبسة، لذلك حرصت الوزارة يقول حجيمي ــ على أن يكون الإمام مثلا لحفاظه على التقاليد الجزائرية، كما تتجه كل المؤشرات إلى إلزام الأئمة بأداء اليمين القانونية قبل تولي منصب الإمام حفاظا على المرجعية الوطنية مع الحرص على منع ممارسة السياسية داخل المساجد التي اعتبرت خطا أحمر.

ولم يستبعد حجيمي خيار التصعيد في حال تهرب الوصاية من تسوية مطالبهم، والذي سيكون بالخروج إلى الشارع والاحتجاج سلميا أمام أي مكان تراه النقابة مناسبا سواء كان الرئاسة أو غير ذلك، على ألا يخالف ذلك مبادئ الشريعة الإسلامية وقوانين الجمهورية، مرجحا في نفس الوقت خيار تقليص خطبة الجمعة إلى 5 دقائق كإجراء احتجاجي وحق مشروع.

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن